الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الفصائلي والأزمة السياسية الفلسطينية

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 12
القضية الفلسطينية


بانطلاق المفاوضات السرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بداية التسعينيات من القرن الماضي، بدأت بوادر الخلاف في الرؤى السياسية تنعكس على مرآة إعلام فتح وحماس ، وأصبحت الخلافات بينهما مكشوفة بعد أن أيدت المنظمة بنوع من التردد محادثات مدريد التي جرت في 1991، ووصلت ذروتها عندما وقعت المنظمة على اتفاق أوسلو عام1993 ، التي شكلت منعطفًا واضحًا في مسيرة الفكر السياسي، وقادت لنشوء تيارين سياسيين متناقضين، أحدهما عرف بمعسكر التسوية، وتزعمته حركات أبرزها "فتح"، وآخر أطلق عليه جبهة الرفض وضم فصائل عدة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجبهة التحرير العربية وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني والحركات الإسلامية ، وخاصة حركة حماس التي رفضت الاتفاق وأصبحت قوة المعارضة الرئيسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن الوضع السابق نقل بدوره الإعلام الحزبي من مرحلة الخطاب المعتمد على الشعارات والخطابة، إلى مرحلة الواقعية القائمة على حجج وبراهين، وكان ذلك بداية انطلاق المناوشات والسجالات الإعلامية بين الأحزاب الفلسطينية، وما صاحب ذلك من تراجع في اهتمام إعلامها في الهم الوطني العام، والتصدي للاحتلال ومخططاته، وتعزيز صمود المواطن.
وبالاطلاع على المنشورات والبيانات الصادرة عن حركتي فتح وحماس بين عامي 1994-1996، يتضح حجم التوتر الذي شهدته الحقبة في تاريخ الإعلام الحزبي الفلسطيني، وما تركته من انعكاسات سلبية على حالة الاستقرار والاندماج الوطني الفلسطيني، فقد أغلقت السلطة الفلسطينية صحيفة الوطن التي أسستها حركة حماس، في تاريخ 8/كانون أول/ 1994، أكثر من خمس مرات في تلك الفترة، وهو مؤشر ودليل واضح على طبيعة العلاقة التصادمية، التي وصلت إليها حركتا فتح وحماس، وتركت ارتدادات وبصمات كبيرة على طبيعة خطابهما الإعلامي.
يتضح دائمًا أن الصراع على السلطة يعكس الصراع على الإعلام، فأية محاولة لانقلاب أو تحرك شعبي إنما تستهدف أول الأمر الاستيلاء على الإذاعة والتلفاز، وأية منابر إعلامية، فالصراع الإعلامي هو الصراع من أجل السيطرة والنفوذ وامتلاك حق وضع سياسة إعلامية تخدم الفئة المسيطرة، ومن هنا ينشأ النزاع بين القوى المسيطرة والقوى المقاومة لها وحول هذا الصراع تدور كافة القضايا الإعلامية.
وعند الحديث عن الإعلام الحزبي الفلسطيني نجد أن دوره قد برز في الأزمة السياسية الفلسطينية، التي بدأت تظهر نتيجة عدة متغيرات سياسية ومجتمعية على المستوى الفلسطيني الداخلي، أهمها تعثر المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ووصولها إلى طريق مسدود، وتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي وظهور الانفلات الأمني والإعلامي في الأراضي الفلسطينية وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الثانية نهاية عام 2005م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح