الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


(إبن لادن)، (الزرقاوي) و(البغدادي) هؤلاء اللعب الكارتونية، وأمام الناس هم قادة فصائل مسلحة، مجاهدين أشاوس، أكثر الإرهابيين المتطرفين والمطلوبين دولياً تغتالهم (جميعاً) نخبة من القوات الخاصة الأمريكية، وبعملية نوعية تحيطها السرية، وفي ظروف وتوقيتات متشابهة؛ من تغييبهم أمنياً ثم قتلهم في معقل تواجدهم مع عائلاتهم، وقبل ترشيح (بوش الابن)، (أوباما) و(ترامب) الذي ينتظر أيضا ولاية ثانية.
تكرار هذا السيناريو، ومنذ عقود، والمليء بالألغاز، هو ليس من صنائع الصدف كما يتوهم البعض، بل هو مسرحية هزلية كتبها مروجو السياسة الأمريكية، والتي ترقى إلى صناعة هوليودية تتناسب والعقلية السياسية الأمريكية الساذجة في صناعة النصر الإعلامي على تنظيمات متشددة باسم الإسلام والتي أوجدوها، وروجوا لها ووظفوا مليارات الدولارات لنشاطاتها التخريبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة؛ واستعملوها كأوراق انتخابية، واستخباراتية ممزقة من جهة أخرى. وكلما أنهى أحدهم دوره، وعقب إسدال الستار؛ برز قائد تنظيم كارتوني جديد ينبت في بلادنا، والدليل وصف ترامب للبغدادي على أنه "قضى لحظاته الأخيرة في قلق، خوف وذعر مطبق"، وكان في حالة صدمة، وأنه "جبان، مريض وفاسد يجب القصاص منه؛ كونه سفاح تعود قطع رؤوس ضحاياه"، ليضع ترامب بغبائه السياسي مفتاحاً لفك هذا اللغز الذي أرّق الكثيرين في العالم. وهنا أتساءل: متى ستظهر النسخه الجديدة من المسرحية الهزلية؟ وأين ستعرض؟ ومن هم أبطالها؟ وماهي الوسائل والغايات لأننا لا نستبعد تكرار تلك السيناريوهات في الأشهر والسنوات المقبلة لأعلان مرحلة جديدة، وبفبركة سياسية أمريكية خبيثة لقيادة المرحلة القادمة، وبفوضى جديدة، وبأشكال أخَرٍ، ضمن مخططات جديدة، وصفقة خاسرة لتمرير الكثير من إيدلوجياتها التخريبية في المنطقة. وأظهرت استطلاعات الرأي في ظل الظروف الداخلية الصعبة التي يعيشها ترامب - ومن قبله الرئيسين السابقين - أن هدفهم من هذه السيناريوهات الإرهابية حرف الرأي العام، ووسائل الإعلام عما يجري على الساحة السياسية الأمريكية؛ في محاولة لخفض الضغط، وإيجاد متنفس كي يجدد ترامب، وممن سبقوه، تحشيد قواه؛ لمواجهة التحديات الداخلية. ويتبين من ذلك أن ترامب لجأ الى نفس المنصة والإخراج.
ليعلم الجميع أن أمريكا ومثيلاتها من الغرب، ما هم إلا أوثان الديمقراطية، ورعاة الإرهاب في العالم؛ وبامتياز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل