الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة أحذية الكرد بين الرمزية والاستراتيجيا

إبراهيم اليوسف

2019 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أعلنت من خلال صفحتي على الفيسبوك حماسي وبهجتي إزاء جرأة الكاتب الكردي عماد إسماعيل- وهوليس من ب ي د- عندما رمى بحذائه عربة تركية، وكتُب لحذائه أن يعلق على عربة الاحتلال، ويتم التقاط الصورة، من خلال فيديو، ويتم نشرها في كبريات وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، لأكتشف بعد ذلك أن كردياً آخر في ريف الدرباسية- قرية بر كفري- قد رفع فردتي حذائه في وجه العربة التركية، مادعاني لأن أستدرك، وأعطيه حقه، من خلال الإشارة إليه-أيضاً- في منشور فيسبوكي، ومن ثم في مقال سريع، لتوثيق ذلك
الأخبار الواردة اليوم، عن إطلاق الدوريات التركية الرصاص على متظاهرين مدنيين كرد شرق كوباني ، وإصابة* عدد منهم، من بينهم: مراسلة تلفزيونية كردية هي: زوزان رمضان بركل، تدعو إلى الألم، تدعو إلى إدانة المجرم أردوغان، والمطالبة بمحاكمته وميليشياته، بعد الجرائم الإرهابية التي ارتكبوها بحق الكرد، واحتلال مناطق كردية، بل وتقطيع أوساط خريطة التواجد الكردي، ضمن سوريا اليوم!؟
يبدو أن هناك من راح يشجع المدنيين في بعض أريافنا لرشق العربات بالحجارة، ولقد تابعنا مشاهد يطولية لأطفال وسيدات وشباب ورجال كرد يستقبلون هذه العربات بالحجارة، في أول يوم لرؤيتهم لها، وهو شعور مرير من قبل الكردي الذي يرى أرضه. مكانه، مستباحاً، ومن قبل من؟ من قبل عدو مجرم، قذر، هو: نظام أردوغان، ومن يتبعه من ميليشيات مجرمة، إلى أن تفاجأنا بدهس عربة تركية أحد شباب قرية تل جمان، في قرية سرمساخ، وهو: سرخبون بنكين علي، كما تم ذلك في: عامودا- دربيسيي- كوباني- ديرونا آغي إلخ، وغيرها من مناطقنا، ولقد آلمنا ما تعرض له ذلك الشاب الشهيد المقدام على أيدي الفاشيست الأردوغاني الإرهابي، وفي حضرة دورية روسية مرافقة هدفها امتصاص ما يبدر من ردود فعل شعبية، جماهيرية، من قبل كرد يرفضون المخطط التركي الذي رعته روسيا، ووافقت أمريكا الترامبية عليه
لن أشير- هنا- إلى ما صدر عن" ب ي د" بأنه يوافق على اتفاق الإذعان بين روسيا وتركيا وأمريكا- وقد كان كارهاً لامخيراً- إلا أن عليه أن يناضل بعد أن تم استقبال تلك الدوريات من قبل قواته، والتنسيق معها، في بعض المناطق، من دون رفع الأيدي، دبلوماسياً، وبعد أن أبلت قوات قسد بلاء حسناً، وقاومت على نحو بطولي- رضي من رضي وغضب من غضب- في وجه ميليشيات الارتزاق الأردوغانية الائتلافية، لا أن يستمرىء، ويحرض المدنيين الأبرياء لاستعادة المواجهة، وعبر: مدنيين، بات من المعروف أن أردوغان الذي يفكربعقلية- المافيا- الزعران، الداشر، المنفلت، القحب تفكيراً، وأيديولوجيا، وسلوكاً لن يتساهل مع مشهد المقاومة- السلمي- وأقول السلمي، لأن رمي الدبابة أو العربة بحجر لن يؤثرعليهما، وأنه سيوعز إلى رشقهم بالرصاص، لأن من يقدم على الاحتلال ويفتقد للأخلاق والقيم والإنسانية والنخوة والشهامة والكرامة والرجولة، لن يتورع عن أية طريقة عنف لفرض"سلطان"ه، على الناس.
لكم تمنيت لو أن يتم الاكتفاء بمشهد المقاومة الرمزي الذي تم، في مواجهة الدوريات في يومها الأول، أو اتخاذ بدائل مناسبة، أو حتى أن يستمرذلك: حتى يومين آخرين، من خلال مواجهتها الهتافات المنظمة، أو حتى عبر رميها بالبيض الفاسد، أو حتى ببعض الفواكه الفاسدة، لأن مقاومة الدبابة بالحجر واضحة النتيجة، في ما تمت مواجهة رامي الحجر بالرصاص، وعلينا الحفاظ على أرواح أهلنا، لاأن نكلفهم بمهمات توقفت- قوانا العسكرية- عن القيام بها، أو أوقفت، بالرغم من إرادتها، نتيجة مخطط محكم، محبك، من لدن جهات دولية قوية متحكمة بالملف السوري إلى جانب النظام
المقاومة السلمية لها شروطها، واستنساخ تجارب أخرى، مع طاغ هو سليل أسوأ الطغاة المستمرين، عبرالتاريخ- منذ قرون - وحتى الآن، أمر لاينم عن ارتقاء إلى مستوى فهم المرحلة، لأن من أوجد، عبر استقتاله، واستذلاله، أمام قوى دولية لمواجهة مشروع" ب ي د"، لن يجد كوابح تمنعه من مواجهة مدنيين بسطاء مخلصين أوفياء، ومن هنا، فإن الإعلان عن الموقف الرافض للاحتلال تم، عبرمواجهته بالحذاء، وحتى الحجر، وانبهر أحرار العالم كله به، وإنه سيكون الموقف سوء تقدير، إن تم تحويل: الرمزي إلى استراتيجي، والمغامرة بأرواح أهلنا، لأنن قضيتنا- الآن- لاتحتاج إلى المزيد من القرابين، في ظل حدود اللحظة الحالية، ولايكون الاعتراف بالذات. بالحزب. بالخط الأيديولوجي عبرخزان دماء في عنوان مختلف، لأن عنوان مقاومة ب ك ك، هوفي مكانه، واستمداده لشرعيته لن يكون إلا من هناك، من كردستان الشمالية.
* لانعرف بعد أعداد الضحايا والإصابات من المدنيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا