الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: ((إن هئولاء لشرذمة قليلون........))

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2019 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن تكونت المصالح والطبقات في مختلف الحقب والعصور والأزمان والأجيال ، ومنذ أن خلقت السلطة أو الحكومات لتحافظ على تلك المصالح الطبقية ، كان منطقها واسلوبها وطرقها واحدة في تعاملها مع اعدائها وتصفية معارضيها .. فهذا فرعون مصر ، وقبل أكثر من أربعة الأف سنة يقول عن معارضيه :
((إن هئولاء لشرذمة قليلون . وإنهم لنا لغائظون . وإنا لجميع حاذرون)) الشعراء: (-54-55-56) :
ولو دققنا في هذه العبارات جيداً ، نجد أنها كانت نفس العبارات التي استخدمتها جميع السلطات الحاكمة في كل أرض وعبر كل العصور ، في وصف معارضيها : بأنهم شرذمة قليلون ، وأن جميع أفراد الشعب الذين يفدون الحاكم بأرواحهم "بالروح بالدم نفديك يا زعيم" وأنهم جميعاً حذرون ، وإنهم على سحق معارضيهم وشعوبهم قادرون.....الخ

حدث هذا في كل عصر ومع كل ثورة قامت بها لشعوب لنيل حقوقها ، بدءاً من أول ثورة عرفها البشر ، ومروراً بثورة سبارتكوس وثورات العبيد في روما وثورة الإمام الحسين و "ثورة الزنج" في العراق وثورة بوليفار والثورة الفرنسية ......الخ وصولاً إلى ثورات العرب في القرن الحادي والعشرين في مصر وتونس واليمن وغيرها ، وانتهاء بثورات العرب الحالية في العراق ولبنان والجزائر والسودان.. فكان ردها على كل هذه الثورات واحداً :

فهذا عبد الفتاح السيسي: مستخدماً عبارات فرعون نفسها وعبر "مسرحية التفويض" ، يرتكب أكبر مجزرة في تاريخ مصر الحديثة ، مستغلاً نقمة الشعب المصري على "الاخوان المسلمين" ، ليس لأن هئولاء "اخوان مسلمون" وعملاء ويشكلون خطراً على مصر وشعبها ومستقبلها ، بل لأن هئولاء سيشكلون أكبر خطر على مشروعه المنتظر بالاستيلاء على عرش مصر الذي كان يتطلع إليه ، والذي وصله فيما بعد عبر تلك المسرحية الدموية ، التي انطلت على المصريين جميعهم وعلى القوى السياسية منها بالذات ، وكانت باباً لقمع جميع تلك القوى السياسية فيما بعد وادخالها بالقوة إلى (بيت الطاعة السيسوي)!!

وذك عمر البشير: الذي جعل من السودان سودانيين والشعب الواحد شعبين ، بقمع مناوئيه ومعارضيه أشد القمع ، مستخدما في وصفهم نفس عبارات فرعون والسيسي وأوصافه لمعارضيه!!

وقبل هئولاء المستبدين كان السادات وبنوشيت وشاوشسكو وسالزار وفرانكو ومئات مثلهم ، وبعد هئولاء كان مبارك وبن علي وبوتفليقة ومن هم على شاكلتهم من العرب وغير العرب ، وكلهم تكلموا بمثل بلسان فرعون نفسه وهو ما تكلم به حكام العرب اليوم على ثورات شعوبهم ، ونطقوا بنفس عبارات فرعون والسيسي والبشير ومن سبقهم!!

وكان غير هئولاء (صدام حسين) وآلاف مثله وعلى شاكلته سبقته أو جاءت بعده ، شكلوا بمجموعهم ـ عبر التاريخ ـ سلسلة من أبشع الحكام الدكتاتوريين المستبدين ، وكأنهم تناسلوا من بعضهم في مختلف أصقاع الأرض عبر جميع مراحل التاريخ ، ومنذ أن تكونت المصالح والطبقات واخترعت أول سلطة غاشمة لحمايتها ، وحرمان الفقراء والمعدمين منها منذ بداية الزمان . وسيبقى مثل هئولاء المستبدين يتناسلون في كل أرض من بعضهم إلى آخر الزمان ، وإلى أن تتطور البشرية روحياً وفكرياً وحضارياً ، وتضع حداً لهذا الاستبداد المشين بالحياة والبشر!!
*****
و (عادل عبد المهدي) ذو الملمس الناعم والسم القاتل واحداً من أولئك المستبدين وقد يكون آخرهم ، الذين أنتجهم نظام المحاصصة الطائفية والسياسية في العراق ، و (آخر عناقيد) هذا النظام المحاصصاتي الديمقراطي المظهر والاستبدادي الجوهر ، فهو يحاول ومعه جوقة النظام بأكملها خداع المتظاهرين بقولهم :
بأنهم جميعهم مع مطالب المتظاهرين المشروعة ، في حين أنهم هم من استخدم مع المتظاهرين "القوة المفرطة" إلى أقصاها ، واوقعوا بينهم ـ لحد الآن ـ أكثر من 320 شهيداً و 15000 ألف مصاباً حسب الاحصاءات الرسمية ، وأضعاف هذا العدد وفق احصاءات المتظاهرين الذي تؤيدهم فيه جهات محايدة كثيرة!!
ويدعون : أن كل هذا الدم المراق وكل هذه الأرواح الطاهرة وجميع هذه الاصابات الخطيرة والكثيرة بين المتظاهرين ، لم تكن من صنعهم ولا من صنع جيشهم ولا قواتهم الأمنية ، إنما هي من صنع "مندسين على المتظاهرين" ، وعلى المتظاهرين فرز هئولاء المندسين واخراجهم من بين صفوفهم!!
ويثار هنا سؤال مهم جداً.. هو :
o هل أن فرز هئولاء المندسين ـ إذا كانوا موجودين فعلا ـ هو من واجبات الحكومة العراقية ومخابراتها واجهزتها الأمنية ، أم أنه واجب المتظاهرين أنفسهم ؟؟

ومع هذا السؤال هناك أسئلة كثيرة أخرى تحتاج إلى اجابات واضحة :
o أولها : هل يتصور عادل عبد المهدي وأركان حكومته والبرلمان العراقي والرئاسات الباقية ، يتصورون أن العراقيين الذين أعطوا مئات الشهداء وآلاف المصابين والذين ينزفون الكثير من الدماء يومياً ، سذج إلى هذه الدرجة بحيث يوقفون مظاهراتهم واحتجاجاتهم وينسون شهدائهم وجرحاهم الكثيرين ، لمجرد وعود فارغة بالإصلاح والرفاه يطلقه هو وأركان نظامه الطائفي البائس كل يوم؟
o وثانيها : وهل يتصور هذا النظام العراقي البائس ، بأن العراقيين سيوقفون مظاهراتهم وكل أشكال احتجاجاتهم مجاناً ، ودون أن تستقيل الحكومة أو يحل البرلمان أو يغير الدستور وشكل وجوهر نظام المحاصصة هذا؟
o وثالثاً : وهل يتصور عادل عبد المهدي والحلبوسي وبرهم صالح وجميع العناوين الرسمية الأخرى وأركان النظام جميعهم ، بأن مظاهرات العراقيين واحتجاجاتهم ستتوقف عند حدودها الحالية ، دون أن تتطور إلى أشكال مدمرة من العنف والعنف المضاد ، وربما تصل إلى حدود الحرب الأهلية أو حرباً مع هذا النظام ، تخلق أوضاعاً مأساوية شبيهة بما يحدث للشقيقتين سورية وليبيا ، إذا ما بقي نظامهم هذا بكل وجوهه الرسمية وعاهاته البنيوية وآلياته الطائفية وفساده ونهبه للمال العام ، جاثماً على صدور العراقيين دون تغير وجوهه وجوهره؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟