الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازالت هولندا تغلي على مِرْجَل - علي!

ميثم محمد علي موسى

2006 / 5 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مازالت هولندا تغلي على مِرْجَل (علي)!
منذ يوم الخميس المصادف 11-05-2006 والمملكة الهولندية تغلي سياسياً على موقدٍ حامٍ اسمه (أيان هيرسي علي) وهي عضو البرلمان الهولندي
Lawer House of the Netherlands
عن الحزب الليبرالي المحافظ
VVD
الاكثر يمينية في الأئتلاف الحاكم ذو السياسات المتشددة أزاء المواطينين الهولنديين من أصول أجنبية . أعلنت أيان انسحابها من البرلمان في 16-05 لتتطور الامور بشكل دراماتيكي ، من المتوقع ان يؤثر على الوضع السياسي عموماً ويفجر اسئلة ونقاشات لن تنتهي إلا وقد تركت أثاراً سيتذكرها الهولنديون لفترة غير قصيرة.
فمن هي أيان هيرسي علي؟ وماهي قصتها ؟
عام 1992 وصلت فتاة صومالية ألى هولندا أدعت ان اسمها ( أيان هيرسي علي ) وقدمت طلباً للجوء السياسي ، بأعتبارها قادمة من بلد تطحنه الحرب الأهلية . لم يكن مع الفتاة جواز سفر أووثائق اخرى تثبت شخصيتها ، تماماً كما يفعل اغلبية اللاجئين القادمين الى اوربا من اسيا او افريقيا خشية اعادتهم ألى بلدانهم أو ألبلدان التي قدموا منها. كما أدعت هذه الفتاة انها من مواليد مقاديشو 1967. أضافة ألى ذلك فقد ادعت انها أُكرهت من قبل ذويها على الزواج من رجل لم تشاهده في حياتها ، وان اعادتها الى الصومال سيعني قتلها من قبل عائلتها المسلمة ( غسلا للعار ) جرياً على العادة. خلال سبعة اسابيع حصلت أيان على حق اللجوء السياسي ، لتدخل بعد سنوات عالم الشهرة من بابه الاوسع ( السياسي ) ولتصبح معروفه لا في اوربا وحدها بل والعالم اجمع ، أو كما تقول هي ، فأنها حققت الحلم الامريكي ، من العدم الى قمة الشهرة.
حصلت عام 1997 على الجنسية الهولندية ودرست لمدة سنة في المدرسة العليا في مدينة ( دريبرخن) لتنتقل الى جامعة ( ليدن) وتحصل على دبلوم في فرع العلوم السياسية .
أنتمت في البداية ألى حزب العمل
PvdA
لتكتشف انه لايلبي طموحاتها في الصعود من وادي السياسة العريض الى قمته العليا ، فقامت بقفزة مفاجأة بالانتقال ألى ألحزب أليميني القائم أصلاً على موقف التشدد من الاجانب والحفاظ على نقاء هولندا. ولكن كما هو معروف ، فأن من مصلحة مثل هذه الاحزاب أحتضان مثل هذه الشخصيات اجنبية الاصول لاستخدامها كورقة ضاغطة في سياساتها اليمينية بحجة ان مثل هذه السياسات تلقى ترحيبا من الاجانب انفسهم !
اصبحت عضواً في البرلمان الهولندي عن حزبها في يناير 2003.
في أغسطس 2004 انتجت أيان هيرسي علي مع المخرج الهولندي ( فان خوخ) فيلم ألخضوع
Submission
وألذي يعرض أربع نساء مسلمات شبه عاريات يروين قصصهن والاضطهاد الذي يقع عليهن والاعتداء في البلاد الاسلامية ، ما أثار الجاليات الاسلامية ، وخاصة المتطرفين منهم ، وأنتقلت عدوى العداء لأيان في بلدان مختلفة ، ماكان واحدا من عوامل شهرتها المتصاعدة.
في نوفمبر 2004 قتل شريكها في فيلم الخضوع ( فان خوخ) على يد اسلامي مغربي متطرف بطلقات نارية وطعنا بالسكين ، وأصبحت نفسها مهددة بهدر دمها وتعرضت لتهديدات مكشوفة . ومنذ ذلك الحين وهي تعيش متخفية وتحت حماية البوليس المشددة . وبسبب من الرعب الذي يعاني منه سكان البناية التي أُسكنت فيها أيان من قبل الحكومة الهولندية والحماية المستمرة ، والخوف من ان يقوم متطرفون بالقيام بعمل ارهابي قد يطال كل من يسكن في العمارة ، فقد قُدمت شكوى الى القضاء الذي حكم لصالح سكان البناية والحي وأمر بأن تخلي أيان المسكن في فترة وجيزة.
في نوفمبر 2005 أعلنت أيان أستعدادها لانتاج فلم
Submission 2
وفاءً لذكرى ( فان خوخ) ، وأكمالاً لمشوار فلمها الاول. هذا الفلم يفترض ان يتعرض للموقف الاسلامي التمييزي المتشدد و المعارض لقوانين البلدان الديمقراطيه والتسامح الانساني ، موقف التمييز (الجنسي ) !
جرأة أيان وأفكارها المشاغبة
أيان جريئة ومثيرة للجدل ، بل مولعة بالجدل وألاختلاف ، وناقدة للتطرف و ألدوغما الاسلاميين والارهاب الناتج عنهما ، وتعتبر الاسلام بحد ذاته تربة مناسبة لنشوء التطرف ، وبناء على تجربتها الشخصية . أن مايحسب لصالح أيان حتى من قبل ألاحزاب اليسارية الهولندية هو أنها اطلقت النار على التابو المتعارف عليه في هولندا بشأن الجدل في ألاسلام ، أو كما يحلو لسياسي هولندا أن يسموه ( أنها اطلقت الجن من القمقم ).
وتدافع أيان عن حقوق النساء المسلمات وتدعو الى نبذ ألاضطهاد والتمييز و ( العنف الاسلامي) تجاه المرأة المسلمة ، الذي لايجد جذوره في العادات والتقاليد في المجتمعات الاسلامية ، في رأيها ، بل في النصوص القرآنية المقدسة والسنة والحديث ، والتي تشكل عقبة كأداء في تطور تلك المجتمعات الاسلامية وتقبلها الديمقراطية والحرية الفردية.
ومع أن أيان تستخدم حرية التعبير وديمقراطية هولندا للتعبير عن آرائها المشاغبة فأنها تدعو هولندا والمجموعة الاوربية ألى منع أستخدام الحرية هذه التي يكفلها الدستور من قبل المتطرفين الاسلاميين ، ومنع انشاء مؤسسات و مدارس اسلامية (بحجة حرية الايمان والمعتقد ) لما أُثبت من استخدامها في نشر ألافكار المتطرفة ورعاية الارهاب اوالدعوة له. لقد اطلقت أيان على الاسلام تعبير دين متخلف ومصدر تمييز ضد المرأة ، واسمت نبي الاسلام زير نساء ورجل ( فاجر) لأنه تزوج من أبنة صديقه وهي بعمر 9 سنوات (عائشة) ما أثار الكثير من الاحتجاج والنقاش والتهديد في الاوساط الاسلامية لا في هولندا وحدها بل وفي غيرها ايضاً. أن أيان لاتنكر في تصريحاتها حق الناس بالايمان ، وتعتقد ان هناك الكثير من المسلمين المسالمين ، إلا انها تهاجم الراديكاليين الداعين الى تدمير الديمقراطية والحرية الغربية. والغريب ان موقف أيان من التمييز الاسلامي ألمتطرف ضد المرأة لم يحشد كثيراً من النساء المسلمات خلفها ، حتى في هولندا نفسها ، بل ان معظم النساء المسلمات اللائي يسألن عن رأيهن في أفكار أيان يتخذن موقف سلبي من دعواتها ، لأنها تهاجم مقدسات لانقاش فيها او حولها !
من هي أيان في ألحقيقة؟
هناك مثل هولندي يقول مامعناه (( أذا كان الكذب سريعاً فأن الحقيقة اسرع وستلحق به))
ومثل آخر يقول ((أذا ظهر حَمَل من خلف التل ، فهذا يعني ظهور خراف أخرى خلفه)) وهذا ينطبق على أول كذبة تم كشفها من قبل أيان نفسها بشأن ماضيها.
عام 2002 أعلنت أيان في برنامج تلفزيوني أنها كذبت بشأن أسمها وعمرها وطريقة وصولها ألى هولندا ، إلا ان هذا التصريح لم يلهب النار يومها ، وكأنما مر مرور الكرام ، إلا ان الايام ظلت حبلى بالمفاجآت.
هناك برنامج تلفزيوني هولندي ( زِمبلا - وتعني الارض باللغة الروسية مع شيء من التحوير - زِملا ) عرض في يوم الخميس المصادف 11-05-2006 فلماً وثائقياً لمدة نصف ساعةعن حقيقة أيان هيرسي علي ، والذي قاد هولندا ألى (ساحة حرب النقاش السياسي الساخن)
يذهب بنا الفلم الى ألصومال ومن ثم الى كينيا بحثا عن هوية هذه البرلمانية التي اشغلت الدنيا ، فكسبت الشهرة والأصدقاء ، وتركت أثار نفسية سيئة على أعدائها. هناك يتم اللقاء باخيها مهدي ، ووالدتها ووالدها وأقاربها ومعارفها ومعلماتها فنكتشف أن اسمها الحقيقي ليس ( أيان هيرسي علي ) بل ( أيان هيرسي ماجان) وهي ليست من مواليد 1967 بل 1969 . ولدت في عائلة مسلمة لديها خمس بنات وولد واحد ( مهدي) . والدها كان ضد ختان البنات المتعارف عليه في الصومال لدى المسلمين ، إلا ان جدتها ختنتها وهي بعمر خمس سنوات .
والد أيان كان أحد معارضي محمد سياد بري حينها وعاش معظم أوقاته في الخارج ، في ايطاليا والولايات المتحدة ثم انكلترا.
عندما كان عمر أيان ست سنوات هربت العائلة الى العربية السعوديه ، وذلك قبل نشوء الحرب الاهلية في الصومال ، منها انتقلت الى اثيوبيا وبعد اربع سنوات الى كينيا حيث امضت أيان فترة 11 عاماً. في كينيا تحصل رسمياً على اللجوء وتدخل افضل المدارس بفضل امكانيات والدها المادية ( والدها ووالدتها مطلقين) وبهذا في هي لم تشاهد اي حرب كما ادعت في هولندا عند تقديمها طلب اللجوء ! في المدرسة التي تعلم بالانجليزية اتقنت أيان اللغة بشكل جيد، ولم يكن يهم العائلة سوى تسلق اولادها السلم الاجتماعي ، ولذلك فان اخوها الوحيد كان يدرس في مدرسة مسيحية ، وهذا ينفي انها من اسرة متشددة وتطبق الشريعة الاسلامية ، كما كانت قد ادعت.
أخ أيان وعمتها وبقية عائلتها تتحدث عن زواج عادي لأيان ، لاينطبق مع القصة التي أختلقتها عند وصولها هولندا. فلم يكن أحد قد أكرهها على ألزواج ، فقد تعرفت على شاب صومالي يعيش في كندا ويحمل جنسيتها، تزوجته ( حسب الزوج نفسه ) وعاشت معه لاكثر من اسبوع كزوجة. يقفل الزوج عائداً ألى كندا ويترك معها مالاً لتلتحق به فيما بعد.
أثناء رحلتها ألى زوجها ، تتوقف في المانيا لتقضي بعض الوقت ، ثم تستقل القطار لتصل ألى العاصمة الهولندية أمستردام ، وتقدم طلباً للجوء السياسي كما مر. وبفضل كذبتها بشأن الحرب الأهلية ، وزواجها بالاكراه من رجل لم تره في حياتها ، تحصل على اللجوء سريعاً. أثناء وجودها في معسكرات اللاجئين تظل على اتصال بزوجها ، الذي سرعان مايزورها ويطلب منها اللحاق به ألى كندا ، الا انها ترفض ، وتطلب منه ( كما يقول) أن يظل ألى جانبها في هولندا ، لكنه بدوره يرفض أبدال حياته المستقرة في كندا بحياة لاجئ في هولندا ، فيرجع عائداً الى كندا ، ليتركها نجماً تواقاً للصعود في حياة هولندا السياسية !
تداعيات قضية أيان
أثار الفلم الوثائقي عن حقيقة أيان ضجة مازالت مستمرة ، لعلها لاتقل عن تلك التي اثارها فلم ((الخضوع)) او مقتل مخرج الفلم ، فقد اتضح ان حزبها (ف.ف.د.) على علم بتفاصيل كذبها للحصول على اللجوء ، وصمت عنها ، وهي فضيحة قد تؤدي برأس ( وزيرة شؤون الاجانب – فردونك) التي تسعى الى رئاسة حزبها والتي انخفضت حظوظها في المنصب بعد أثارة هذه القضية. هذه الوزيرة المتشددة تعتبر أن أيان لاتحمل الجنسية الهولندية ، لأن اسمها الحقيقي (أيان هيرسي ماجان ) والجنسية ممنوحة لشخص وهمي ( أيان هيرسي علي) فتواجه موقفاً معارضاً من الحزب والبرلمان والحكومة في آن واحد . ترتفع اصوات اخرى من قبل الاحزاب اليسارية ترفض حرمان أيان من الجنسية وتطالب بمعاملة اللاجئين جميعاً بنفس الطريقة وعدم الكيل بمكيالين ، اذ تم قبل فترة وجيزة حرمان عائلة عراقية من جنسيتها الهولندية بعد اكتشاف انها كذبت بشأن اسمها الحقيقي. في هذه الاثناء تبعث السيدة فردونك برسالة الى أيان تبلغها بحرمانها من الجنسية، مع حق الاعتراض خلال ستة اسابيع . بعد خمسة ايام تقدم أيان استقالتها من البرلمان ، اذ لايحق لها رسمياً ان تكون عضوا في البرلمان وهي لاتحمل الجنسية الهولندية. وتعلن أيان أنها ستغادر ألى أمريكا للعمل من شهر سبتمبر مع مركز البحوث الامريكي ( المحافظ)
American Enterprise Institute
ألذي يقوم بدور استشاري مهم للحكومة الامريكية ، ويعتقد بأنه كان وراء فكرة أحتلال العراق والاطا حة بدكتاتوره صدام.
ويعلن نائب وزير الخارجية الامريكي عن غضبه من معاملة هولندا لأيان بهذه الطريقة باعتبارها واحدة من الشخصيات المناهضة للارهاب في العالم ، وان امريكا ترحب بها سواء منحتها الحكومة الهولندية جوازها أو بدونه. وتنضم بلجيكا الى القافلة وتعلن استعدادها لمنحها الجنسية البلجيكية !
ان البرلمان الهولندي والحكومة الزمت السيدة فردونك اما بايجاد مخرج قانوني لمحافظة أيان على جنسيتها الحالية أو منحها الجنسية مجدداً بطريقة مستعجلة على اسمها الحقيقي .
الطريف في الامر ان أيان صارت ضحية لقوانين أيدتها بشدة لتكون هي نفسها ضحية لها ، وصارت عضو في حزب متشدد ، انعكست سياسته عليها ايضاً.
البعض اعتبرها سمكة كبيرة لم يعد الحوض (هولندا) يتسع لها ، وأمريكا حوض كبير قادر على احتوائها ، ولكن لأيان اراء ليبرالية بشأن المثليين و الاجهاض والموت الرحيم ( حق المريض بمرض عديم الامل بالشفاء برفض العلاج واختيار الموت ) مثلاً في حين ان المعهد يحمل اراء بوش المحافظة في ذلك.
عن شهرة أيان
عدا عن وصولها الى البرلمان الهولندي فان شهرتها عبرت الحدود ، فقد حصلت على جائزة الحرية من قبل ألحزب الدنماركي
Venstre
كناشطة ومكافحة من اجل حقوق المرأة المسلمة ، وحرية التعبير . وبسبب تهديدات المنظمات الاسلامية في الدنمارك بقتلها ، فلم تحضر لاستلام الجائزة شخصياً .عام 2005 سافرت الى الدنمارك لتقابل رئيس الوزراء وتشكره شخصياً على الجائزة.
في هولندا حصلت على جائزة أحدى المجلات الشهرية تقديراً لجهودها في عن المرأة المسلمة والمساواة.
اختيرت كواحدة من 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2005 من قبل مجلة
( تايم مكازين) في صنف السياسيين !
في 2005 حصلت ايضاً على جائزة الديمقراطية من الحزب الليبرالي السويدي اعترافاً بجهودها من أجل الديمقراطية ، وحقوق الانسان وحقوق المرأة.
وأخيراً رشحت البرلمانية النرويجية
Christian Tybring-Gidde
أيان هيرسي علي لجائزة نوبل للسلام في العالم لعام 2006.
أيان الصغيرة أو الكبيرة؟
في مقابلة من قبل مجلة هولندية قبل سنوات مع وزيرالخارجية البلجيكي السابق
1999-2004 Louis Michel
تحدث عن دور هولندا في السياسة الدولية ، وكيف ان هولندا تبحث عن دور اكبر من حجمها ، قائلاً ، انها (هولندا) بدل ان تصير كبيراً بين الصغار ( يعني في مجموعة البنيلوكس) فانها تصبح صغيراً بين الكبار !
فهل ينطبق هذا على أيان ؟ وهل كانت تستعجل دور كبير بين الكبار بدل ان تظل كبيرة بين الصغار؟ أم أنها فعلاً السمكة التي ضاقت بحوضها؟
27-05-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من