الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دفتر أحوال مراهق «طوق نجاه»

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2019 / 11 / 13
الادب والفن


#طوق_نجاه
كان كالطفل الصغير حين تمتد يدي لتساعده علي ان يخطو خطواته ونحن نتجه سويا للشط كي يجلس امامه يرقب حركة المصطافين ونتذكر سويا حين كنت طفلا صغيرا وكان هو قنديل الضوء الذي أبصرت به طريقي وكيف أنه كان يسعي جاهدا كل عام بالرغم من ضيق الرزق ان يصطحبني كل عام الي ذات الشط وكيف أنه علمني السباحه وقص لي قصة اول طوق نجاة اشتراه لي وكيف أنه انقذني من الغرق بعدما ضربت الأمواج طوق النجاة الذي ارتديه فدفعتني بعيدا عن قبضتيه وانا لاحول ولا قوة لي تتخبطني الأمواج حتي قذفت بي الي مقدمة الشط بعد ان ابتلعت القليل من المياه المالحه الي ان نهض هو يلتقطني كما يلتقط الطائر صغيره وعينيه تحمل الأسف والفرح وانا ابكي رافضا تكرار تلك التجربه مرة اخري .
لقد ظل هو بطلي الاول ونجمي المفضل ومعلمي الأول تجادلنا واختلفنا وفي بعض الأحيان تشاجرنا لكني ومازلت اكن له كل الاحترام والتقدير واعترفت أخيرا بصوب ارائه المستنده الي خبرات حياتيه جمه
لحظة صمت فصلتنا عن حديث الذكريات وروعة الشاطئ وسيمفونية الأمواج التي تلاطم قدمينا ونظرت إليه لارقب قسوة المرض التي انهكت البطل فخرت قواه ولم يعد يتحمل ان يقف علي قدميه وحيدا دون مساعده او دون أن يستخدم عصاه التي لا تهش ولا تغني ونظرت إلي البحر وقد تلاطمت امواجه بدمعة ذرفتها عيني وابتعدت قليلا عن مكان جلوسنا حتي لا يلحظ هو سقطة عيني ورفعت يدي امسح ما خلفته الدمعه لأري اطواق نجاة كبيرة الحجم سوداء اللون وضعت عليها لافته كتب عليها بخط واضح للإيجار
اقتربت من مالكها وطلبت طوق كبير واخذته واتجهت نحو بطلي ومعلمي الأول الذي ما ان شاهدني حتي رأيت الفرحة في عينه وكأني حققت أمنية له .
وضعت الطوق في خصره ومددت يدي نحوه فألتقطها وبدأ يتحسس خطواته الي ان غطت المياه صدورنا فأرتكن علي الطوق ونظر للسماء ثم نظر لي ساعتها ايقنت انني بدونه كغريق بلا طوق نجاه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟