الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمتين اللبنانية والعراقية : فشل للنظام السياسي القائم على المحاصصة

أنوار العمراوي

2019 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إن المتتبع للأوضاع الراهنة في كل من لبنان والعراق, يقف عند عدة عوامل مشتركة أدت إلى اندلاع الاحتجاجات التي بدأت مطلبية معيشية وانتهت بالدعوة إلى إسقاط كافة الطبقة السياسية, وهذا إن دل فإنه يدل على فشل النظام السياسي في كلا بالبلدين القائم على أساس المحاصصة والطائفية.
هذا النظام السياسي الذي جاء كرد فعل ومحاولة لوقف حمام الدم الذي عاشته شعوب البلدين (الحرب الأهلية في لبنان, وتبعات الغزو الأمريكي للعراق) من جهة, ومن جهة أخرى تحقيق الوفاق الوطني بين كافة أطياف المجتمعين المتنوعة, إلا أن الاحتجاجات أبانت عن مدى عجز هذا النظام عن تحقيق أي من تطلعات الشعبين العراقي واللبناني في التنمية والعيش الكريم, وبدل تحقيق الوفاق الوطني كرس هذا النظام الطائفية وبدل تحقيق التنمية المبنية أساسا على الشفافية ساد الفساد, وبدل بناء دولة الحق والقانون ساد قانون السلاح وسطو الميليشيات ..., وهي عوامل تجعل من أي بلد مهما كانت ثرواته بلدا فاشلا وأغلبية نخبه السياسية مغضوب عليها شعبيا.
إن رفع العراقيين واللبنانيين لعلم بلديهما, وتجاوزهم للطائفية المقيتة صنيعة هذا النظام السياسي ووحدة صفهم ومطالبهم, خير تأكيد منهم على الرغبة في استرجاع أوطانهم ورسالة "فيتو" واضحة في وجه صناع القرار السياسي والطبقة الحاكمة بعدم إمكانية استمرار هذا النظام وفشله الذريع في تحقيق اي من غاياته المنشودة من إقراره, وأنه لا مناص من إعادة هيكلته وبناء نظام سياسي ديموقراطي حقيقي مبني على المواطنة والحكم الرشيد .
وأمام كل هذه التطورات التي يعيشها البلدين, فإن كلا بلدين أمام خيارين لا ثالثة لهما, فإما إنصات الطبقة الحاكمة لمطالب المحتجين والبدء الحقيقي في إصلاح هذا النظام عن طريق تعديل أو إعادة صياغة الدستور وتعديل قانون الانتخابات الذي يكرس المحاصصة في كلا البلدين ومحاربة فعلية للفساد المالي والسياسي, والنأي بالقضاء من التجاذبات السياسية المستشري باعتباره الضامن للحقوق والحريات؛ وإما انهيار الدولتين والدخول في أزمات لا نهاية لها .
إن تحقيق هذه الإصلاحات تحتاج إرادة سياسية حقيقية وتغليب مصلحة البلادين بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة, فالوطن إما أن يكون للجميع أو للا أحد, ويبقى السؤال أي الخيارين ستتجه له الطبقة الحاكمة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة