الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف اليمين الكلاسيكي و اليمين المتطرف يطيح بحكومة إيفو موراليس

عبد الكريم اوبجا

2019 / 11 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إنه انقلاب "غير عادي" (على حد تعبير الصحفي "فابيان ديجليز" و على لسان الأستاذة الجامعية "ماري كريستين دوران" المتخصصة في الشؤون الأمريكية الجنوبية بكلية الدراسات السياسية في جامعة أوتاوا) جراء تمرد النخبة الاقتصادية و الدينية التي فقدت امتيازاتها و ترغب في استعادة السيطرة على البلاد لوقف الإصلاحات المطبقة خلال الثلاثة عشر عاما من حكم أول رئيس ينتمي للسكان الأصليين في بوليفيا عبر منح المزيد من الحقوق للسكان الأصليين والمزارعين و الفقراء و الأقليات.

لقد أصبح هذا التمرد أكثر تطرفا بفعل حركات اليمين الديني الإنجيليكي، و من تم فالإطاحة ب"موراليس" هي بمثابة انتقام لهذه النخبة الرجعية، و يعني كذلك إمكانية تسييد الأخلاق المسيحية المتطرفة في بلد أضحى مفتوحا بشكل سريع للتعدد و التنوع و الاختلاف.

إن "لويس فرناندو كاماتشو"، زعيم الطغمة المدنية المعارضة في "سانتا كروز"، وهي جماعة يمينية متطرفة يقودها مقاولو التعدين وملاكي الأراضي، لم يخف طموحاته لحل جميع المؤسسات السياسية في بوليفيا من برلمان و مجلس الشيوخ و المحكمة العليا بدلا من إجراء انتخابات رئاسية جديدة و صرح كذلك بما يلي: "إن كاماتشو سيجعل هؤلاء الزنادقة يقرأون الكتاب المقدس". و يحظى هذا التوجه اليميني المتطرف بدعم من الشرطة التي شرعت في سحب "الويبالا" (علم الشعوب الأصلية ذي السبعة ألوان) على المباني العامة في بوليفيا في أعقاب استقالة موراليس.

فمنذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في بوليفيا في 20 أكتوبر 2019، تشهد البلاد أعمال شغب وأزمة سياسية غير مسبوقة منذ الانتخابات الأولى في عام 2006. و أجبر "إيفو" على تقديم استقالته يوم 10 نونبر نتيجة تدهور الأوضاع التي وصلت إلى حد حرق المباني الرسمية و العنف ضد السكان الأصليين و مؤيدي/ات "موراليس" و انضمام الشرطة إلى المتظاهرين.

و بالرغم من أن "موراليس" اقترح قبل استقالته إنشاء محكمة عليا للانتخابات و الدعوة لانتخابات جديدة، رفض منافسه اليميني الكلاسيكي "كارلوس ميسا" و أنصاره ذلك، و طالبوا باستقالة جميع الممثلين المنتخبين للحركة من أجل الاشتراكية، و حصل "ميسا" و "كاماتشو" على دعم الجيش للإطاحة بالحكومة.

و يجد هذا الانهيار المدوي لنظام "موراليس" أساسه المادي في الأزمتين الديمقراطية و الاجتماعية. فالأولى تعود إلى عام 2016 من خلال عدم احترام "موراليس" نتيجة الاستفتاء على تعديل الدستور والتي لا تسمح له بالترشح لولاية ثالثة، مما قوض إلى حد كبير مكانته لدى البوليفيين. و الثانية ترجع إلى عام 2014 حيث شهد الاقتصاد البوليفي تباطؤا ملحوظا تميز بهبوط أسعار المواد الهيدروكربونية، المصدر الرئيسي لتمويل البرامج الاجتماعية في البلاد، مما خلف سخطا اجتماعيا عارما.

و أية إدانة للانقلاب على "موراليس" و حكومته تقتضي بالضرورة التضامن مع الشعب البوليفي الذي يتعرض لهيجان اليمين المتطرف، و الدعوة إلى وقف اضطهاد اليسار البوليفي و الانتقام من السكان الأصليين، و وضع حد للعنف ضد النساء الذي يمارسه المتظاهرون المؤيدون لتحالف "ميسا" و "كاماتشو".

المصدر:
- Bolivie: Un coup d’État pas ordinaire, Fabien Deglise, Plateforme Altermondialiste.
- Solidarité avec le peuple bolivien contre la furie de l’extrême-droite, Patrick Guillaudat, NPA.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا