لم يكن منظرا عاديا في أمة التوحيد والإسلام أن نرى الدبابات البريطانية وهي تبدأ باكورة عملها بتنظيف البصرة من البعثيين وبقية فرق الموت السلطوية وهي تقوم بجر صنم كبير من أصنام حاكم العراق المهزوم صدام حسين كان منتصبا في أحد مداخل المدينة لتحيله لركام في لحظات ثمينة هي في رأيي تمثل مرحلة تاريخية بدأت بسقوط أصنام الهزيمة والطغيان والتخلف ؟ ولا أدري اين توارى أهل الفتاوي النفطية ولا أصحاب النظريات الدينية المتشددة ولا أهل التكفير والدعوات الجهادية وهم يشاهدون بأم أعينهم تهاوي صنم الطغيان والجهل والتخلف ؟ ماذا يمكن أن نسمي عمل الدبابات البريطانية ؟ أليس هو عملا توحيديا وجريئا يفضح دعاة الإسلام السياسي من الذين يدافعون عن طواغيت العصر وينصبون من أنفسهم أربابا تعبد من دون الله ؟ ماهو رأي شيخنا الجليل يوسف القرضاوي ؟ وماهو رأي قناة الجزيرة الموحدون ؟ بل ماهو رأي الرفيق الفريق عبد الباري عطوان وكتائب  القدس العربي وهم ينظرون للدفاع عن نظام تجاوز في طغيانه وفي إستهتاره وفي تجاوزاته على كل المسموحات والشرائع كل الحدود ؟ وهل بث الأصنام والأزلام والأنصاب والجداريات لشخص القائد المهزوم تمثل عملية إيمانية أو جهادية أو ذات صلة بعقيدة الأمة وثقافتها ؟ وهل أن المجاهدين السعوديين من أتباع عقيدة التوحيد الوهابية يرغبون في القتال والموت دفاعا عن نظام يمارس أساليب الشرك الواضحة كما تدل القرائن الميدانية ؟

ثم أليس منظر الدبابة البريطانية وهي تسحب صنم القائد المهزوم تعبير حقيقي عن ضرورة عودة العقل لقطاعات كبيرة من محبطي الأمة الذين يملئون الدنيا عويلا دفاعا عن طاغية مريض بأوهام الزعامة والربوبية وتلبس روح الطغيان الفرعونية ؟ ... شخصيا هللت وكبرت وسجدت شكرا لله وأنا أرى صنم الطاغية القاتل وهو يتهاوى ويسحق في الأرض ! وتمنيت لو ان تلك الصورة الخالدة تنشر على أوسع مدى لتعيد الرشد لمن فقده ، وتعيد الوعي لمن غاب عنه ؟ ولكن هيهات أن يرعوي الحمقى والمرضى من أصحاب النفوس العقيمة والأفكار المريضة ، وسقوط صنم صدام ليس مجرد حدث عادي بل أنه السقوط الفعلي لكل أهل التخلف والفاشية ودعاة الظلم من السادرين في غيهم والمراهنين على الطغاة ضد شعوبهم المستلبة ، إنه يوم  التوحيد الأكبر حيث الحرية وتقديس أثمن مافي الأرض وهو الإنسان الذي تريده الأنظمة التي على شاكلة نظام صدام المنهار عبدا ذليلا وخانعا في ظل القائد الذي لاتشرق الشمس إلا من أجله ولاينزل المطر إلا طبقا لإرادته ؟ ولا أبتعد عن الحقيقة فيما أقول مطلقا ؟ فهل تتذكرون شاعر البعث الذي أعدمه صدام عام 1983 شفيق عبد الجبار الكمالي الذي قال قصائد التجديف والكفر البواح وهو يمجد صدام ومنها قوله :

لولاك مانزل المطر

لولاك ماخلق الشجر

لولاك ياصدام ماخلق البشر ؟

وفصائد أخرى لا أتذكرها حاليا ولكنها تصب في إطار التأليه والطغيان ؟ فهل حرام علينا ان نفرح ونحن نرى صنم ذلك الطاغية وقد تهاوى ، ونسمع بأن جثث الطغاة من أمثال علي كيمياوي قد تحولت لجيفة ميتة متعفنة بعد أن كان جيفة متفسخة وهو في الحياة ؟

هل سمعتم علي كيمياوي وهو يشتم ويلعن ويسب ويتغزل في ( الكاوليات أي الغجريات )! ويقول عباراته الخالدة :

( ألعن أبوكم لاأبو كل دول الله )!! ترى مارأي السادة في قناة المنار ( الإسلامية جدا في هذا العلج وأقواله ؟

وماهو رأي السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله العربي الإشتراكي ( النسخة الإيرانية ) وهو يدافع عن القتلة والمشركين بمرافعاته المتلفزة التي يحاول فيها تعليم العراقيين أساليب النضال والعمل السياسي ؟ وماهو رأي كل الضباع في الأحزاب القومية وألإسلامية المزعومة وهي تشحذ سكاكينها ضد العراقيين الذين يناضلون من أجل تخليص العراق من الصنم الأكبر و( هبل العوجة ) ومن أجل حياة أفضل ومستقبل أرحب لشعب العراق ؟ لن نجد جوابا بالقطع لأن القوم قد قطعوا شأؤا بعيدا في التنظير للضلال والدفاع عن الطواغيت تحت يافطات العروبة والدين البريئة من حالة الهرج السائدة في الأمة حاليا؟.

مايهمني في الموضوع هو أن إنهيار أصنام صدام قد تزامنت مع الذكرى السنوية السادسة والخمسون لتأسيس أبشع حزب أنجبته الحياة السياسية العربية وهو حزب البعث العربي الإشتراكي الذي افرز القادة الأصنام من الذين لم يقدموا للأمة سوى الهزائم وأية هزائم ؟ لذلك فإن إختفاء هذا الحزب بعد هزيمة صدام النهائية سيكون إحدى نتائج حرب تحرير العراق ؟

إستدراك حول صنم صدام المتهاوي ....

خلال إنتفاضة مارس / آذار الشعبية العراقية في البصرة قام بعض الشباب بالهجوم على نفس هذا التمثال الذي حطمته القوات البريطانية وتمكنوا من كسر رجله ؟ ولما عادت سيطرة السلطة عرفت بعد شهرين من يقف خلف الموضوع فأعتقل أحد الشباب البصري ويدعى كريم وتم إعدامه بتهمة التعدي على صنم صدام؟؟ فالرحمة على روح الشهيد البصري محطم الأصنام ... واللعنة على القتلة ومن يروج لهم .