الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصوصية النضال وعدالة القضية الفلسطينية

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 14
القضية الفلسطينية


ان الإصرار الفلسطيني على الحفاظ على ارتباطهم بفلسطين، وإرادته في البقاء برغم جميع العقبات الهائلة ، هو في الحقيقة تعبير على الانتماء الراسخ النابع من عدالة القضية وحقه التاريخي في استعادة حقوقه المسلوبة, وهذا يفسر لنا التزام الجيل الجديد من الفلسطينيين ذوي التعليم العالي بعمق النضال من أجل فلسطين، والذين انخرطوا في العمل لتحرير فلسطين من خلال وسائل مختلفة. إن إنتاج هذا النوع من الجيل الجديد تأتى من خلال التركيز في إحياء الطاقات التي آمنت بعدالة قضيتها، إن هذا الأمر يتطلب بناء استراتيجية وطنية وفق مشروع وطني يستمد مبررات وجوده من عدالة القضية الفلسطينية، وهي عدالة مستمدة من التاريخ ومن اعتراف الشرعية الدولية بالقضية الفلسطينية، كقضية تقرير مصير سياسي لشعب خاضع تحت الاحتلال، مشروع تحرر وطني يستمد مبررات وشرعية وجوده من واقع وجود شعب فلسطيني قوامه أكثر من عشرة ملايين نسمة بما يميز هذا الشعب من ثقافة وهوية وانتماء للأرض .
إن الأهمية البالغة لقضية الانتماء الوطني للمجتمع الفلسطيني الذي يرزح تحت نيران الاحتلال، ويطمح في الحصول على حقه المشروع في التحرر وإقامة الدولة المستقلة، أحد أهم الأهداف التي يسعى إليها الإعلام الفلسطيني للتأكيد عليها وتدعيمها لدى كافة فئات الشعب الفلسطيني، كون هذه القضية تفرض نفسها بقوة كأولوية على سلم الأهداف العامة للتربية في المجتمع الفلسطيني، التي يفترض أن يكون لوسائل الإعلام الفلسطينية دورًا محوريًّا في السعي لتحقيقها من خلال رسائلها الإعلامية.
حيوية القضية الوطنية الفلسطينية تتغذى من الرواية التاريخية الفلسطينية بفصولها المتعاقبة والمتتالية ومن التجربة الحياتية، بيومياتها المعاشة في تجمعات الشعب الفلسطيني التي تقاسي الاستثناء والاحتلال والتمييز. ولعل هذه الحيوية هي ما تفسر محرك اندفاع الأجيال الجديدة، في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة؛ إذ إن نسبة كبيرة منهم ولدوا بعد اتفاق أوسلو عام 1993، وفي مناطق 1948، في مواجهات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. ولعله يفسر أيضًا الجموع الغفيرة التي تشارك في تشييع جثامين الشهداء وفي التبرع لإعادة بناء بيوت أسر الشهداء التي تهدمها إسرائيل كعقاب جماعي للشعب الفلسطيني .
إن الصراعات الكثيرة والتجاذبات الدولية التي حاولت النيل من القضية الفلسطينية لم تتمكن من النجاح في القضاء على قيم العيش المشترك واحترام الآخر رغم تعدد الديانات التي تعاقبت على الأرض الفلسطينية, تلك الطبيعة التي شكلت هوية الفلسطيني عبر مئات السنين وانتقلت به إلى عتبات القرن العشرين ليستعيد شخصيته المصبوغة بالنضال وقيم التحرر.
اعتبر الفلسطينيون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، فيعد خروج العثمانيين من البلاد العربية، أعلن الفلسطينيون وعبر ممثليهم إلى المؤتمرات السورية التي تلت أنهم جزء لا يتجزأ من الوطن السوري، فقد صدر عن المؤتمر السوري الأول الذي عقد في فندق عمر الخيام بدمشق في أيلول/ سبتمبر 1919، الوثيقة المُتعلقة بفلسطين، حيث أصر ممثلو الإقليم الفلسطيني في المؤتمر على وضع العبارة الآتية: "نطالب باستقلال وطننا السوري بحدوده المعروفة قبل تقسيم سايكس - بيكو، وفلسطين إقليمه الجنوبي، استقلالًا تامًّا لا شائبة فيه .
لقد شكلت عدالة القضية الفلسطينية بجذورها التاريخية لدى أبناء الشعب الفلسطيني بويصلة حددت معالم هويته الوطنية وتمسكه بتجسيد قيم المواطنة والانتماء التي يصبو لتعزيزها لبناء مجتمع تقدمي يؤمن بمبادئ بالديمقراطية والتعددية السياسية والتسامح وقبول الآخر كأساس يرسخ قيم المواطنة في المجتمع الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل