الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف أمريكي ـ إيراني لبقاء -عبد المهدي-

علي حسين

2019 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من تصاعد حدّة المناورات والحرب المُعلنة بين أمريكا وإيران في الوقت الحالي، وتحديداً مع الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق ومحاولة كل منهما أن يلقي التُهم على الآخر في دعم الحكومة الحالية، إلا أنّ هنالك زواجاً (مثلياً) جرى بين الاثنين، في كانون الأول/ ديسمبر 2002، حصدنا ثماره السيئة فيما بعد عراق 2003، وأعني به صعود نجم المجلس الأعلى الإسلامي إلى السلطة العراقية ولتكون تلك السنوات الماضية والأسماء التي تسلّمت منصب رئاسة الوزراء هي جسور وخطوات ليتسلّم الابن البار لإيران والمجلس الأعلى (عادل عبد المهدي) السلطة وتعنّت إيران ومحاولة تسميم المظاهرات العراقية لبقائه في منصبه.
ماذا حدث في 2002؟
في هذا العام، تم عقد مؤتمر لندن الذي حضرته أحزاب المعارضة العراقية من الإسلاميين والقوميين والمعتدلين أيضاً، وكان للمجلس الأعلى الإسلامي دور كبير في اختيار المندوبين، وكانت الحصة الأكبر لهم بـ (17) ممثلاً من مجموع (65) مندوباً، ولا يعد هذا التاريخ هو الأوّل لمحاولة المجلس الأعلى الذي احتضنته إيران أبان الثمانينات في السيطرة على عراق ما بعد صدام حسين، ففي أواخر عام 1996، باشر المجلس الأعلى بإقامة اتصالات منتظمة مع الرئيس كلنتون من خلال مكتب (المجلس) في لندن، والذي كان يترأسه حامد البياتي، وهذا الأخير زاد من نشاطه السياسي ولقائه بالسياسيين الأمريكيين في مناسبات كثيرة، ثم أيّدت وزارة الخارجية الأمريكية صعود نجم (المجلس الأعلى) إلى الحد الذي كانت ترى فيه أنه مؤهل لتلقي الدعم بعد تغيير النظام الشمولي العراقي، وتسليم (المجلس) زمام السلطة، وفعلاً يظهر اليوم جلياً أن (المجلس) قد أمسك بالسلطة ولن يلفتها من يديه بعد الآن، وسط تفرّج أمريكي وصمت رهيب أمام الدماء، وكذلك قمع إيراني للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد وبقية المحافظات، ولذا لا يمكن أن ننتظر من أمريكا أي خطوة إيجابية بصالح تغيير هذه الوجود الكالحة التي تسلّمت السلطة، أما عداؤها مع إيران فهذه خدعة.. وعلى الأقل بالنسبة لتحالفهما معاً لبقاء عادل عبد المهدي.
أما بالنسبة للأحزاب الأخرى التي تتشارك السلطة المحاصصاتية المقيتة، فهي الأخرى لا ترغب ببقاء (عبد المهدي)، ولكنّ وجودها يبقى مرهوناً بوجوده، وإن كانت تختلف أيديلوجياً وفكرياً عن بعضها البعض وإن كان ذلك يظهر في العلن فقط، فعلى مستوى المصلحة.. نعم هنالك محاولات كثيرة لتسديد الرصاصة الأخيرة لقلب (المجلس الأعلى)، وظهر ذلك خلال الاحتجاجات أيضاً، حيث تحرّكت جماعة نوري المالكي وأنصار الصدر وجماعة حيدر العبادي، كلٌ يريد أن يثبت نفسه ويقول بأنّه يؤيّد التظاهرات الحالية، فيما هو يقمعُ بهم من جهة ويسدّد سهمه من جهة أخرى للنظام.
ماذا بالنسبة للأكراد؟
بالعودة إلى ما بعد مؤتمر لندن 2002، فقد عمل المجلس الأعلى على أن يفرض سيطرته ويستعد للحظة الحاسمة التي يسقط فيها نظام صدام حسين، فقد عمل على نشر قوات عسكرية تتبع لفيلق (بدر) في منطقة السليمانية، وكان ذلك بترحيب من قبل جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يحظى برعاية إيرانية هو الآخر، لكن مقابل شيء واحد ومهم وهو الاعتراف بنظام (الفيدرالية) للأكراد بعد سقوط حكم صدام، أما في الوقت الحاضر فربما يسعى الأكراد لإعلان دولتهم التي حاربوا سنوات من أجلها، مقابل تغافلهم عما يجري في بغداد والمحافظات الجنوبية من القتل والدمار، وكذلك تقديم دعمهم للمجلس الأعلى وممثله وابنه (عادل عبد المهدي)، والعمل على إبقائه رغم كل الدماء التي سُفكت وتسفك الآن.
وماذا عن داعش؟!
* هل نستطيع القول أن داعش الإرهابي، هو صنيعة (أمريكية ـ إيرانية)؟!
* هل نستطيع القول أن دخول هذا التنظيم الإرهابي كان يُراد منه، أن تفرض إيران سيطرتها على العراق عسكرياً، وتصنع جيشاً موالياً لها، جيش يقبض مرتّبه من دم وقوت العراقيين فيما ولاؤه لإيران؟!.. جيش يشبه إلى حد كبير بالحرس الثوري الإيراني!!
* هل يمكن أن نبقى مغفّلين هكذا، ولا نصرّح بأن أمريكا وإيران وزواجهما المثلي، هو السبب الأول بخراب العراق؟!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال نريد جوابه
وسام صباح ( 2019 / 11 / 14 - 14:54 )
هل من يشرح لنا ماهي منفعة امريكا في التحكم الأيراني بالعراق ؟
ولماذا ساهمت امريكا بمساعدة اسرائيل في قصف معسكرات ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لأيران ؟
هل كاتب المقال او غيره له معلومات يفيدنا بها ؟


2 - مقال تضليلي تخريبي ودعوة للفتنة بين بلادنا وجارتنا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 11 / 15 - 01:36 )
وحليفتنا الوفيه ايران-ان في مقدمة اهداف اعداء العراق تجريده من ايصديق او حليف وما هذه الدعاية الهستيريه ضد ايران -والنص هنا للمدعو ع ح جزء خبيث منه


3 - صادق الكحلاوي
وسام صباح ( 2019 / 11 / 15 - 14:34 )
جارتك الوفية ايران ؟
اين وفائها ، هل وفائها لنهب ثروات العراق و شراء النفط العراقي الخام المهرب عبر حدود البصرة والعمارة واقليم برزانستان بسعر بخس ؟
ام بسرقة معدات واجهزة مصفى بيجي ، ام بتأسيس ميليشيات شيعية عميلة مسلحة خارج الدولة تابعة لولي السفيه الفارسي ؟
ام بتحكم قاسم سليماني بكل مفاصل الحكم وتعيين الرئاسات الثلاث في العراق بموافقته اولا ؟

ام بتعيين موظفي مكتب رئيس الوزراء من نخبة العملاء فاقدي الضمير والشرف امثال ابو جهاد الهاشمي و زمرته ليدير الحكومة بالسر بدلا من الخروف المريض عبد المهدي ؟
ام بتستر حكومة العملاء الفارسية على زعماء المافيا وكبار اللصوص و الفاسدين امثال نوري المالكي و عمار الحكيم و مقتدى الصدر وابو ولاء الولائي و حامد الجزائري و فالح الفياض وابو مهدي المهندس وغيرهم ؟
لو لم يكن لك مصلحة مع ايران لما بعت وطنك ودافعت عن دولة تنهب وتدمر العراق وقد ثار الشعب كله للتخلص من هيمنتها ودفع الثمن من دمائه . هل انتم صم بكم عمي لا تفقهون ولا تشاهدون ما يحدث بالعراق ولازلتم تدافعون عن جارة السوء ايران ؟

اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ