الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المضادة

محيي الدين محروس

2019 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بدايةً ماهو مفهوم الثورة؟ خاصةً بأن بعض المثقفين لا يريد الاعتراف بثورات الربيع في البدان العربية!
الثورة هي حراك جماهيري واسع „ تمرد شعبي „ يهدف لإسقاط النظام القائم، وإقامة نظام سياسي جديد يحقق أهداف هذا الحراك.
نقطة الخلاف هي حول التعريف الكلاسيكي بأن هذا الحراك الجماهيري يُصبح ثورة عندما يحمل برنامجاً سياسياً وله قيادةً.
بالطبع، لا خلاف حول أهمية وضع رؤية سياسة وقيادة للثورة، ولكن الجوهر هو أن الحراك الجماهيري الذي لا يُطالب فقط ببعض المطالب السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بل يرفع شعار مطلبي جماهيري: إسقاط النظام، عندها يتحول هذا الحراك الجماهيري إلى ثورة ضد النظام.
كذلك هناك خلاف حول الثورة المضادة.
فالثورة المضادة حسب التعريف الكلاسيكي، هي الإنقلاب على الثورة بعد انتصارها، بهدف العودة للنظام السابق أو إقامة نظام سياسي جديد يتعارض مع أهداف الثورة. أي ضرب وإلغاء كلي أو جزئي لكل ما حققته الثورة. مثال: مصر.
ولكن الواقع المادي السياسي على الأرض أظهر بأن الثورة المضادة يمكن أن تقوم أثناء العملية الثورية ذاتها، حيث تستغل بعض القوى السياسية حالة الفوضى، وتطرح برامج سياسية دوغماتية مناقضة لأهداف الثورة كلياً أو جزئياً.
ولنا في سوريا مثالاً عن الثورة المضادة:
حيث بعد انطلاق الثورة السورية بعدة أشهر بدأت قوى الثورة المُضادة الإسلاموية تحت قيادة „ الإخوان „ وغيرها، وفيما بعد انضمت إليها التنظيمات المسلحة من مختلف البلدان، وتحت الأعلام السوداء و شعارات „ الجهاد „ …بثورتها المُضادة السياسية والسلاحوية، وبتمويل من مختلف البلدان من قطر للسعودية وللنظام التركي ولغيرها من الدول والتنظيمات „ الإسلاموية“.
وما زاد في الأمر تعقيداً هو تبني مطالب الثورة من قبل قوى الثورة المُضادة تحت شعارات عامة: ضد النظام الاستبدادي .. من أجل الحرية والكرامة … وحدة الشعب السوري. نعم، الإخوان وغيرهم من تلك القوى يريدون إسقاط النظام السياسي القائم .. نعم، لمفهوم الحرية والكرامة الذي كل فصيل يفهمة بالشكل الذي يريده (الإخوان: إقامة الشريعة الإسلامية حسب مفهومهم لها ).
وهنا نلاحظ الابتعاد عن تحديد الرؤية للنظام القادم: هل هو نظام الدولة العَلمانية الديمقراطية؟ أم الدولة " المدنية " كما يفهمونها: الدولة الدينية الإسلاموية....؟! ويقولون: النبي محمد هو الذي أقام أول دولة مدنية!
ويضيفون العدالة في الإسلام ... بأننا مجتمع مسلم .. إلى آخر الإسطوانة المشروخة !!
لست في هذا المقال للرد على هذه الترهات ...وبأننا لانريد العودة 1450 سنة للوراء، بل نريد التقدم للقرن الحادي والعشرين، للحاق بالعالم المُتقدم.
بعض السياسيين الوطنيين الذين لم يعترفوا بالثورة، ولكنهم أيدوا الحراك الجماهري،
قاموا بسرعة فيما بعد بكتابة النعوة للحراك „ وغيرهم للثورة „ بمجرد ظهور „ الثورة المضادة الإسلاموية „، وبأن الحراك „ الثورة „ انتهت!! وجلسوا ينتظرون الثورة الثانية ( التي في مخيلهم ...تتوافق مع التعاريف! ).
من هنا، توجد أهمية كبرى لتحديد المفاهيم، لعدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي تُعطي نتائج ضارة وسلبية للعملية الثورية.
الثورة لكونها حراك جماهيري هدفه إسقاط النظام الاستبدادي في سوريا فهي مستمرة،
مستمرة في مختلف الفعاليات السلمية داخل وخارج الوطن، مستمرة في قلوب وعقول ملايين السوريين الذين يريدون إقامة دولة المواطنة دون التمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر، الذين يريدون إقامة الدولة العَلمانية الديمقراطية.
أما الثورة المضادة السلاحوية فقد „ أفلست „ أمام تقدم النظام من جهة، وتآمر من قدم لها الدعم بالسلاح والمال بعد انتهاء دورها من جهةٍ أخرى.
ولكن لا تزال المشكلة قائمة مع الثورة المُضادة السياسية التي ستوكل لها مهمة فرض سلطتها على الشمال السوري بعد عودة اللاجئين السوريين لهذه المنطقة حسب مشروع أردوغان!
وستزداد الأمور تعقيداً مع توسع الاحتلال التركي لشمال شرق سوريا، تحقيقاً للمشروع سيء الصيت إقامة " الحزام العربي " للفصل بين أهلنا الكُرد في سوريا وبين الكُرد في تركيا!
من هنا، تأتي أهمية توافق قوى الثورة السورية على مشروع وطني „ مشروع ميثاق وطني“، والتوافق على قيادة له، لمتابعة طريق الثورة وتحقيق الانتصار.
وبالتأكيد الثورات في السودان والجزائر ولبنان، والحراك الجماهيري في العراق في هذا العام ستعطي عملية الدفع الموضوعي للثورة السورية للأمام.
الانتصار دائماً للشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية