الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست متعباً

عدنان عزيز دفار

2006 / 5 / 24
الادب والفن


لست متعباُ
لقد انهار بيتي
بيتي الذي أعرت ظله للنازحين
أقنعة للشموس
والمرايا
على حائطهِ أستجار
الأمل
وتعويذة لقارئة الكف
وتلك الأغصان التي لم تثمر
تجمع لتطرح بالنار
لتحترق في مواقد بيتي

لست متعبا *

أن الأمسيات التي انسكب إبريقها
كانت معلقة بالحيطان
..تعاويذ محبة
وفوانيس لم يهتدبنورها التائهون

لست متعبا *

لاني اعرف من أرسل الطوفان
ليجرف بعيدا عنا الخطيئة
الخطيئة
التي كانت تحيط بقريتنا

سورا ...وماشية
يمتلكها الجميع
فجرا نرسل صبياننا إلى الحقول لترعى
وفي المساء نحتلبها لنشرب
نرتوي
وترتوي كل الشهوات
وعلى سطوح بيوتنا نبتهل
تعالوا ...
تعالوا
نبتهل
لست متعبا

لاني اعرف من أرسل الطوفان
ولانه عائد ألينا
تنبثق بروحه الشقية
آلاف الدعوات التي تسبق الأبجدية
انهارا
وبحورا
وشيء من العبقرية
بيتي من الطين
وبيوتهم معقل الجاهلية

لست متعبا *

لقد طويت الدروب
كطي السجل
مطاردُ
أهرب منك ... إليك
أيتها المدينة غير العابئة
بصمتي
المتدلي
من الشرفات
رايات عزاء
اطرقي المدى حان وقت الرحيل
المدن تغادر الى غدها
وانت تحلقين الشعر
تختبئين كالعذارى في حقول البردي
يطاردك العشاق
نصف عارية
متدينة حتى الثمالة
وتسكرين على نخب المارين
الذين يحملون أحجار أسوارك
ينقلونها
واحدة
واحدة

وانت تقضمين النهار
حالمة بزرقاء اليمامة
لتؤمن طريق هروبك
فتطوقين بالصراخ
هارعة
عيناك شرقية
تتعثر بخطوط الطول الوهمية

لست متعبا *

لقد اغترفت
من وحل هزائمي
خمرا
سكبته
في جوف صبايا الأوهام
التي طاردتني لموعد
فكان لقاءنا على حافة الصبر
الذي ضيع المعتوه
.. فرجا
مفتاحه
طاف يدور في الحانات أربعين يوما
ليرمم الخوف جدرانه

أيتها المترامية الأطراف
الحزن
وحده يحصي اصقاعك
والموت وحده يمسك خيوط أسرارك
المتدثره في ألف واقعة
تلملمين جراحك في جرار فخارية
ويشرب اللصوص ثراءك
في أقداح اللجين
مازلت تعشقين الجميع
وهاأنا اتعب من عشقك

لست متعبا *

لا.. انا حقيقة متعب
تسألين .. من اغتصب
امسك
ويومك
وغدك
أنت تعرفين الجميع
ولاتأبهين بالمغادرين
لكنك تأبهين بي
التي تصدعت
وتداعت للانهيار

لست متعبا
الشموس التي أضاءت أزقة الحارات
جمع نورها النازحون في أكياس التمر
ورحلوا
حفاة يهدونها لمن أضاءت المصابيح
كهوف أعينهم
طلبا للمغفرة !

لست متعبا *

لقد غربتي لغات المحبة
عن مدع عشقك
وجرفتني
بعيدا
.. بعيدا
أيتها المترامية الأطراف
الحزن
وحده يحصي اصقاعك
والموت

وحده يمسك خيوط أسرارك
المتدثره
في ألف واقعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان