الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى التغيير

زياد ذيب يوسف

2019 / 11 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


التاريخ هو نتاج جماعي للبشر ، نتاج الفعل المشترك والمتحول والمتحرك تطورا وتفاعليا ، دون وجهة مسبقه يتم تحديدها ، بل هو يتحرك في كل الاتجاهات الممكنه والمتاحه ، وفق موازين القوى الاجتماعيه في الزمان والمكان ، ولا يمكن رصد او تنبؤ" ايٍ كان" بمنتهى هذه الحركه الناتجه عن تفاعل وتبادل علاقات بين الناس في لحظه معينه في مسيرة حياتهم ، ان العلاقات الاجتماعيه والتي يتبادلها الافراد ليست وفق ارادتهم بل رغما عنهم لجهة ووفق تموقعهم الطبقي ودور كل منهم .. بصفهم ترسا في ماكنه لها حاجه ودور محدد في انتاج وسائل عيشهم واعادة انتاجها بشكل مستمر دون انقطاع في مسيرتهم الانسانيه ، تستحوذ طبقة المالكين على النصيب الاكبر ، وفرض الاقل على من لا يملكون " لوسائل الانتاج " سواء كان نظام الانتاج اقطاعيا او راسماليا او ما بين الاثنين ، يتم فرض الاقل ثم الاقل تدريجيا على من لا يملكون سوى قوة عملهم للمضاربه بها في سوق العمل او سوق التبادل السلعي ، وهذه الجموع هي التي تصنع التاريخ او بالاحرى والادق هي التي تتحرك نسق ووفق وجهة التاريخ ، الذي يطلب التماهي والتوحد مع الانسان ليكون هو نفسه وذاته ، ليكون منتهاه ، ليكون الانسان هو التاريخ وليصبح التاريخ إنسانيا لما يستوجب توقف إغترابه (الانسان) .

ان العلاقات الاجتماعيه والتي يتبادلها الافراد ليست وفق ارادتهم بل رغما عنهم و لجهة ووفق تموقعهم الطبقي ودور كل منهم في عجلة الانتاج ورحلة الانسنه ، الا ان التحولايات الجذريه تتم بعيدا عن ارادة الانسان ووفق ارادته في الوقت نفسه ، ان الافكار والمعتقدات تسود ما دامت متصالحه مع حاجات البشر وتتزعزع ما دامت لا تلبي حاجات البشر ، ان التركيبه الطبقيه لافراد المجتمع وضمن علاقات البشر ببعضهم وما تفرزه من تاريخهم في الزمان والمكان ما هي الا حصيلة وعيهم الجمعي في تلك المرحله ، ان جميع افراد المجتمع مالكون وغير مالكون يشتركون معا في تاريخهم ورغما عنهم وبارادتهم ما دامت متصالحه مع حاجاتهم .

الملاك اصحاب السيطره ومن لا يملكون تحت السيطره المنظوميه لتلك المرحله التاريخيه في رحلة الانسان ، على ان ما يملكون يحاولون ابقاء المنظومه المجتمعيه كما هي وهم بتلك الطبقه رجعيون ، ولا يعني ذلك سوى تعبيرا عن مكتسباتهم والمستمده من استغلال باقي الطبقات وهي الاكثريه وهي التي يقع على عاتقها التغيير ، ان الطبقه المالكه في اي مرحله تاريخيه لا تعاني من اي اغتراب ، وانما التناقضات الداخليه هي من اختصاص بقيه الطبقات والتي تتطمح للتغير تحت شروط الماضي ، ان التغيير ليس ميكانيكي بل هو نتيجة وعي جمعي مستقل عن ارادة الانسان ويخدم تاريخ الانسان ولا يتم ذلك دون وصول نفس الوعي الاغترابي الى الطبقه المالكه عندها هو نفسه ذاته ، ليكون منتهاه ، ليكون الانسان هو التاريخ وليصبح التاريخ إنسانيا لما يستوجب توقف إغترابه (الانسان) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب


.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا




.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا


.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2




.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع