الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تحت القصف

الريكات عبد الغفور

2019 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إن المتتبع لما يحصل بقطاع غزة منذ حصار دجنبر 2008 وصولا إلى نونبر 2019 لن يكون بحاجة لإرهاق عقله كي يكتشف وحشية الصهيونية كجماعة إرهابية لا تختلف كثيرا عن داعش من حيث الممارسة، و إن كانت الصهيونية أكثر تنظيما من نظيرتها العربية.
و الحصار اليوم لقطاع غزة سيستمر، طالما أن الامبريالية الصهيونية ماضية في تنزيل مشروعها الاستيطاني لنزع الأراضي الفلسطينية.
و قد شهد مسار المقاومة الفلسطينية محطات حاسمة،
اذ لا يخف على أحد أنه من الأخطاء التاريخية التي ارتكبت بل و أعطت المشروعية للامبريالية الصهيونية كي تمارس ساديتها ووحشيتها في حق أبناء و بنات قطاع غزة، هو السير نحو دراما السلام أو وهم السلام إن صح القول، و بخاصة مؤتمر السلام بمدريد و اتفاق أوسلو.
لقد ساعدت هذه الخطوة الغير محسوبة على فقدان المزيد من الأراضي الفلسطينية و استمرار الاستيطان الصهيوامبريالي في منحى تصاعدي، و قد كان للسلام ما يبرره للامبريالية في تلك الفترة بالذات فدوليا انهار الاتحاد السوفياتي و جاءت مرحلة القطبية الواحدة، أي الرأسمالية المعولمة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. و اقليميا الدور السلبي لحرب الخليج في ظل نماء الشعور القومي و الارتباط بقضايا الشعوب المضطهدة و المهمشة و التي تواجه قنابل العدو بصدور عارية.
و كانت الروابط قوية بين الفصائل الفلسطينية و الشعوب المجاورة لها، و خاصة في ظل تفتق و انتعاش الخط الشيوعي بالمنطقة و الذي ساهم بدور فعال في زرع بذور التحالف و الالتحام بين عموم الكادحين و المهمشين.
و في خضم نماء الشعور القومي من جديد، سيتلقى طعنات من الأنظمة الرجعية العميلة و التبعية و التي وقعت على صكوك الولاء و الطاعة للصهيونية في خصوصيتها و الامبريالية في شموليتها، فصارت الجماهير الشعبية أمام خيار مجابهة الأنظمة العربية الرجعية كمدخل للصراع مع الامبريالية.
و في مسار و صيرورة حركة التحرر بفلسطين ستتم عملية الفرز داخل منظمة التحرير الفلسطينية بين خطين متناقضين، فالأول ثوري ممارسة و نظرية و الثاني إصلاحي ممارسة و نظرية.
بالنسبة للخط الاصلاحي فالنضال القانوني هو السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق و انتزاع الاعتراف بخيار الدولتين و السير نحو وهم السلم و زيف شعاراته القممية.
أما الخط الثاني فقد ترسخت لديه مبادئ الماركسية اللينينية، و بالنسبة له المواجهة الثورية باعتماد الوسائل البسيطة و مع كثير من التخطيط و التكتيك باستحضار العقل العلمي كفيلة بالصمود أمام وحشية الامبريالية الصهيونية، و خاصة اذا ما عرفنا أن السارق لا ينام مطمئنا فدائم يخاف من أن يقتل، لذلك فالخوف من الموت هو المعطى الموضوعي الذي يدفع بالصهيونية إلى الضرب من بعيد باستعمال أسلحة الدمار الشامل.
لذلك فالحاجة ملحة اليوم لبناء حركة وطنية فلسطينية ثورية و حاسمة مع مرحلة النضال القانوني البورجوازي بطبعه و تطبعه.
و ضرورة عمل هذه الحركة على نسج روابط مع حركات التحرر إقليميا و أمميا، فمجابهة الامبريالية تحتاج لمزيد من الوحدة وتبادل التجارب بين التنظيمات الجماهيرية سواء بالمنطقة كالسودان و الجزائر...أو أمميا ببوليفيا و فنزويلا، و قد يبدو هذا الطرح ميتافيزيقيا بالنسبة لمن يرى ضرورة المجابهة محليا و كل يناضل من موقعه، لكن ما يؤكد ضرورة و حتمية هذه الوحدة هو أن الطغمة الإمبريالية بعصابتها الدولية المركزية و صانعة القرار و بيادقها بالأنظمة الرجعية تخططان باستمرار لمزيد من التفقير و التجويع للجماهير الشعبية الكادحة في دول العالم الثالث.
و يبقى المحدد ماديا للصراع بين من يتحكم في مراكز القرار سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا،و من يحسم القرار في الشارع جماهيريا بما يملك من عقل جدلي و فهم للديالكتيك المادي.
و المعركة مستمرة في أبعادها الايديولوجية فالرأسمالية المعولمة تعيش أزمات داخلية و عاجزة عن فك شفرتها، فمنذ أزمة اليونان سنة 2008 و لحد الآن لم تستطع البورجوازية الخروج من أزماتها و عملت على تصديرها للدول الأطراف بفرض مزيد من المديونية و تخفيض كلفة العمل المأجور، برعاية سامية من الأنظمة الرجعية.
و الامبريالية الصهيونية بدورها تعيش أزمات داخلية و خاصة مع تنامي اليمين المتطرف و الاحتجاجات التي عرفتها مؤخرا و قادها يهود فلاشا الاثيوبيون، و لذلك ينبغي للصراع أن يوضع في إطاره الصحيح أي الطبقي. فأزمات الرأسمالية مستمرة و لن تتوقف عند هذا الحد في دول العالم الثالث، و تبقى الحاجة ملحة لتوجيه البوصلة و المسار الثوري علميا في الفضح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و عمليا في مزيدا من التنظيم الثوري سيرا نحو التحرر و الانعتاق.
وقد كشفت حركة التاريخ أن الرأسمالية عدوة الإنسانية و ساعية لابادة الجماهير بشتى الوسائل و فاقدة لأي مشروع مجتمعي يضمن لها التعايش بين من يملك و من لا يملك. و الاجابة العلمية و المشروع المجتمعي الانساني اللاطبقي يحتاج لتظافر جهود كل حامل للفكر الشيوعي نظريا و ممارسة،و حتى نكون جاهزين للحظة التاريخية الحاسمة.
#مجدا_و_خلودا_لشهداء_التحرر_و_الانعتاق
#الحرية_للمعتقلين_الفلسطينيين_في_سجون_الصهيونية
#التطبيع_جريمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض