الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستخلص بذور «الأفوكادو» للتحكم في الميكروبات المعدية وعلاجا للسرطان

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2019 / 11 / 16
الطب , والعلوم


بقلم
محمود سلامة الهايشة Mahmoud Salama El-Haysha
كاتب وباحث مصري
[email protected]

احتواء الطعام أو الماء على ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي أو الحيواني يسمى تلوث الغذاء أو العليقة، سواء كانت كائنات دقيقة ضارة، أو مواد كيماوية سامة أو المواد المشعة القاتلة، مما قد يترتب على تناول الغذاء إصابة المستهلك بالأمراض، التي تعد أشهرها أمراض التسمم الغذائي. يعتبر الغذاء وسيلة سهلة لنقل الميكروبات الممرضة، لذلك يجب منع تلوث الطعام والماء بالميكروبات للمحافظة على الصحة العامة في أي تجمع بشري، وذلك بإتباع عدة طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث، مثل عدم جعل الطعام مكشوفاً للحشرات والأتربة، وغسيل الخضراوات والفاكهة بشكل جيد، مع مراعاة غسل الأيدي قبل وبعد تناول أي وجبة.
نجح فريق من علمي مكسيكي، في استخلاص مركبات طبيعية من بذور الأفوكادو وتوصيفها، لاستخدامها كمادة طبيعية معقمة تضاف للأطعمة والوجبات الجاهزة، للسيطرة للحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية .
فقد وجد الباحثون، أن مستخلص من بذور الأفوكادو يمكن أن تكون فعالة في السيطرة على الميكروبات المسببة لمرض "الليستيريا"، وهو مرض بكتيري منقول عن طريق الأغذية، يمكن أن يكون خطيرا جدا بالنسبة للنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي لديهم. شراء الأطعمة من الباعة الجائلين من أقدم أنواع التلوث التي عرفها الانسان وأكثرها انتشاراً، لذا يجب اجتنابه. والطعام الملوث بالبكتيريا الضارة (الحمى الراجعة) والدوسنتاريا، وقد تقوم البكتيريا كذلك بإفراز سموم بالطعام ينتج عنها أعراضاً مرضية مثل الإسهال والقيء وآلام البطن. وهذه الأعراض قد تكون خطيرة تؤدى إلى الوفاة مثل التسمم البوتيولينى الذى تسببه المعلبات والأسماك المملحة الفاسدة. إن تكاثر البكتيريا وزيادة معدل إنتاجها للسموم بالغذاء قد يكون قبل أو بعد تناول الغذاء، وعادة يكون تأثير الطعام الملوث أسرع وأشد إذا ما كان الطعام ملوثاً قبل إعداده للاستهلاك.
أهم الأنواع الشائعة من البكتيريا المرضية المنقولة بالغذاء: Bacillus cereus, Campylobacter, Clostridium botulinum, Clostridium perfringens, E. coli, Listeria monocytogenes, Salmonella, Shigella, Staphylococcus aureus, Vibrio, Yersinia
قام الباحثون، في "معهد دى مونتيرى للتكنولوجيا" في المكسيك، بمقارنة مادة "أسيتوجنين" المستخرجة من بذور الأفوكادو الغنية بمضادات الجراثيم، حيث وجد امتلاك هذه المادة إلى خصائص كيميائية فعالة مضادة للجراثيم، تساعد في عدم انتشارها والوقاية من العديد من الأمراض المعدية .
مركبات الأسيتوجنين ذات فاعلية دوائية لعلاج كثير من الأمراض التي تصيب البشر. وقد أعلن في عام 1998م عن نتائج أربع دراسات بحثية. وخلصت إلى أن المركبات الكيميائية الموجودة ضمن مكونات نبات الجرافيولا هي مركبات الأسيتوجنين acetogenins والتي أظهرت أن لها مفعول قوى ضد الأمراض السرطانية، والأورام المختلفة، وأيضا ضد العديد من الفيروسات.
ومركبات الأسيتوجنين الموجودة في مستخلص بذور الأفوكادو لها تأثير مثبط قوى inhibitorsعلى عمل الإنزيمات المتواجدة في الغشاء المحيط بالخلايا السرطانية دون غيرها من الخلايا السليمة، وبما يمنع دون تكاثر تلك الخلايا السرطانية. فلتلك المركبات لها تأثير سام على تلك الخلايا السرطانية مما يؤدى إلى قتلها والتخلص منها. ولقد كان للمركز القومي للسرطان، بجامعة بوردو Purdue University بولاية أنديانا Indiana الأمريكية، السبق في نشر تلك الأبحاث المتعلقة بمركب الأسيتوجنين، حيث تم تسجيل عدد تسعة من براءات الاختراع العالمية، حول أثر مركب الأسيتوجنين وأثره في قتل الخلايا السرطانية في الجسم، وأيضا أثرها وصلاحيتها كمبيد حشري آمن من العواقب الصحية.

أن مركب الأسيتوجنين يعمل بكفاءة وقدرة حين يفشل العلاج الكيمياوي في القضاء على السرطان بسبب ظاهرة معلومة طبية عند بعض مرضى السرطان، وتسمى -multi-drug resistance (MDR) - والتي يتغلب عليها مركب الأسيتوجنين، وذلك بحرمان الخلايا السرطانية من الحصول على مصدر الطاقة اللازم لتكاثر تلك الخلايا السرطانية، وهذا مما يفشل محاولات الأورام السرطانية من الانتشار في كامل أجزاء الجسم. ولعل الصورة تتضح أخيرا إذا علمنا أن مركبات الأسيتوجنين عددها حوالى 14 مركب، يوجد نسبة كبيرة منها فى نبات الجرافيولا، وتلك المركبات هي أكثر فاعلية فى علاج أمراض سرطان الثدي، حيث تتفوق على الأدوية التقليدية التي تستخدم لهذا الغرض، مثل (adriamycin, vincristine, and vinblastine).
فقد أثبتت التجارب الأولية، التي نشرت في عدد نوفمبر 2016 من مجلة "علوم الأغذية"، فعالية وكفاءة هذه المادة على درجة حرارة 37 درجة مئوية، وفى حال التبريد لنحو 4 درجات مئوية، وهو ما يمكن من إدخالها في العديد من الصناعات الغذائية، للحيلولة دون تكون الميكروبات المعدية، خاصة فيما يتعلق بالوجبات الجاهزة وسابقة التجهيز؛ لأنها فعالة في المدى الحراري (4-37ºم) .
عادة ما يتم وضع إضافات صناعية ومعززات للنكهة عند تصنيع المنتجات الغذائية، وهو ما قد يفتح المجال لدخول الميكروبات مع هذه المكونات الصناعية، التي في بعض الأحيان تكون ضارة بصحة الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل التواصل الاجتماعي أدت لأزمة في الصحة العقلية بين الشبا


.. جمال الطبيعة ورهبتها في آخر ثوران لبركان إتنا




.. تفاعلكم | مفاجأة.. هذه عمليات التجميل التي أجراها بايدن وترا


.. أوكرانيا تعلن نجاحها في مراقبة وتتبع وضرب القوات الروسية من




.. استخدام الهواتف قبل النوم يؤدي للأرق وخلل الهرمونات الطبيعية