الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ils

أحمد السعد

2006 / 5 / 24
حقوق الانسان


لعل العنوان يذكركم برائعة المخرج الراحل جان كابان فى سبعينيات القرن الماضى و (ils) تعنى (هم) 000
(هم) ضمير الغائبين ، المجهول الغامض المخيف و (هم) تخفى وراءها سيلا من الأحداث والجرائم والأفعال الشنيعة التى لطخت تاريخ الأنسان على هذه الأرض والفاعلون دائما (هم) المجهولون الغامضون ، الأيدى القذره كما أسماهم سارتر 0
الفلم كان يحمل تساؤلات كانت أجوبتها جميعا (هم) : من كان وراء مقتل لوركا ولومومبا واليندى وبن بركه وعشرات عشرات المفكرين والثوريين والتقدميين من حملة الفكر والقلم 00
فى العهد الصدامى الغابر كنا عندما نسمع أن شخصا ما قد أختفى تأتينا الأجابه انهم أخذوه ! ودائما (هم) نستعملها عندما نجهل الفاعل او نخاف الأفصاح عنه لكننا وفى دواخلنا نعلم ونتيقن من أن القتلة لن يكفوا وستستمر الجريمة ويبقى المفكر هدفا للرصاص الغادر فى كل لحظة 0 و(هم) فى العراق اليوم أسياد الشارع ، يخطفون ويغتالون ويذبحون ويهددون بالقتل ويهجرون الناس ويثيرون الرعب فى كل مكان ، منبثين فى كل مكان ، لا تعرفهم وأن كانوا قريبين منك ولهذا فهم خطرون وأنت ضعيف وصيد سهل 0 أن كنت تريد الأفلات بجلدك لا تكتب ولا تتكلم ، مارس نفس عادة الصمت التى مارستها خلال الخمسة والثلاثين عاما فأن أصريت على الكلام فتكلم مع نفسك وأكتب ومزق ما تكتب والآ فمصيرك جثة مرمية فى ثلاجات الطب العدلى برأس مثقوب برصاصات عيار 9 ملم 0
جرائمهم على مر التاريخ ، قتلة ملطخى الأيدى بالدم البشرى ، يقتلون لمجرد الأختلاف فى الرأى ، يدفعـ(هم) الحقد الأعمى ، الحقد الذى لا حدود له مكل ما هو خير ونبيل ، لا قيمة للأنسان فى نظر(هم) ، فهو لايساوى قيمة الرصاصات التى تقتله 0 الأهداف تنوعت ، صحفيون ، رجال فكر ، أساتذة جامعيون وتدريسيون وطلبه، رجال دين وأئمة مساجد ، بعثيون صغار ، أصحاب محلات ، حلاقون ، أصحاب صالات العاب وكل ما تفتقت قريحة (بعض) العقليات العبقرية أن فئة معينه خرجت عن (الخط) تبدأ عمليات القتل وهكذا 0
فى العراق اليوم يقتل الناس بالجمله ، جثث يعثر عليها يوميا ممزقة بالرصاص الغادر ، الفاعل عادة مجهول !
وتنهال تقارير الشرطه والجيش عن مطاردة الفاعلين الذين لم نعرف من(هم) ولا أحد يعلن 0و(هم) يدخلون الجامعات والمؤسسات ويتدخلون فى كل شىء ، يعزلون المدراء وينصبون المدراء ويعينون من يشاءون ، (هم) دولة داخل الدوله – أن كان فى العراق حقا شىء أسمه دوله- بل اقوى من الدوله لأن لغتـ(هم) الوحيدة هى الرصاص الغادر ، يطلقونه اينما ومتى ما أرادوا دون أن يردعـ(هم) أحد فـ(هم) لا يخشون أحدا بل أن الكل يخشا(هم) ، (هم) ليسوا رجالا أخفياء أو من كوكب آخر أو كائنات مجهولة الملامح بل رجال مثلى ومثلك ، قد يكونون رجال شرطه أو طلبه أو باعة على الرصيف أو جنود أو أى توصيف آخر قد نخرج به عندما يشطح بنا الخيال ونصحو على مرارة الواقع الدموى اليومى لنكتشف أن جريمة جديدة حصلت وأخرى بعدها بساعات وثالثه بعدها بثوان وهكذا تستمر العملية عملية القتل
ويدور الدولاب الدموى فى عراق اليوم عراق هولاكو الجديد 0 (هم) ماكنة قتل ، فى العراق اليوم لا مكان للقيم النبيلة والحب والتسامح والود والألفة ، لا يوجد فى الشارع غير البغض والكره والدم والرعب ، غير الصديد والقيح والبصاق واللعنات ، أنه أسوأ الأزمان التى مر بها هذا العراق العجيب 0 فى رواندا كان القتله من الهوتو يغيرون على الضحايا من التوتسى ويقتلونهم بالعشرات وبالمئات وفى البوسنه كان الصرب يقصفون القرى والمدن المسلمه لايوقفهم شىء سوى نفاذ الذخيره، وفى السودان يقتل الجنجويد الرجال والنساء على الهوية والدين وفى العراق يقتل الناس على كل شىء ، على الهوية وعلى الأنتماء وعلى الدين والفكر والأسم والتاريخ ، يقتلونهم من أجل سياره ومن أجل الأبتزاز ، يقطعون رؤوسهم لموقف بسيط يمكن أن يسوى بالحوار ، ولكن لا مكان للغة الحوار فى الغابة العراقية ، الكل وحوش والكل ضحايا يأكل بعضهم بعضا ويكره بعضهم بعضا ، الحديث عن العلائق التاريخية والمصاهرة والنسب كذب فى كذب ، فلم يجمع العراقيين شىء طيلة تاريخهم سوى الخوف من السلطان والخشية من العقاب ، القوى دائما هو المهاب والقوى ليس قويا بحجته وقدرته على الأقناع بل بقدرته على البطش والتنكيل وقطع الرؤوس والتفخيخ وأثارة الرعب ، لقد حكم العراق بالحديد والنار طيلة قرون ابتداءا من بنى أميه والعباس حتى وقتنا الحاضر ، مورس القتل فى الشوارع وسحقت الفضيلة والكرامة وأغتصبت الأعراض وانتهكت المحارم وصمت الناس ، صمتوا عندما كلن صدام وأعوانه يعتقلون الشباب ويسوقونهم للموت بالجملة ويسوقون الوطن الى محارق الحروب والأزمات ودعوا له بطول العمر فى الجوامع والكنائس وأعتبروه سبط الحسين وألفوا فيه القصائد والأغانى التى تغنت بـ(فحولته) وشجاعته فى معارك لم يخضها وألبسوه النياشين لبطولات وهميه ، كانت معاركه موجهة ضد شعبه وعاش منتصرا على العراقيين خمسة وثلاثون عاما كان العراقيون جميعا مهزومون أمام انفسهم يعيشون بلا كرامة بينما كانت صور الطاغيه وتماثيله تسخر من كرامتهم وتذل كبرياءهم وتسحق رجولتهم 0 واليوم يعود صدام بألف شكل ، يعود بـ(هم) ، صار يقتل بلا رحمه وبلا تمييز ، صار أعتى وهو فى سجنه من ذى قبل ، لقد اقسم مره انه لن يترك العراق الا ترابا وها هو يفعل ذلك تسانده قوى كثيره عربية وغير عربية وأدواته فى ذلك (هم) 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر