الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهديدات بقايا مؤتمر الهويي الموحد

خالد حسن يوسف

2019 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مجموعة سياسيين صوماليين يتراوحون ما بين رؤساء ووزراء سابقين، في واقع هذيان مستمر، خلفيته الغيرة من الخصم السياسي والطمع في الحكم، لقد ترشحوا في ٨ فبراير ٢٠١٧ لخوض إنتخابات رئاسية، وتكلل جهدهم بالفشل، منذ بداية وصول الرئيس محمد عبدالله محمد للحكم.

كنت وصفت هؤلاء الطامعين بالمؤلفة قلوبهم وذلك بالعودة إلى الماضي السياسي لهم، فجميعهم لم تكن لهم خلفيات سياسية يعتد بها، وميلادهم السياسي لم تزامن مع قدوم التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال عام ٢٠٠٦، ومع حشد عملائهم في مقديشو في عام ٢٠٠٥.

إن مجموعة شريف وعولسو تاريخهم السياسي أقرب إلى الواقع المليشياوي منه إلى المؤسسية، فجميعهم يستندون إلى المشروعية القبلية لمؤتمر الهويي الموحد، ويعدون امتداد له، وخلال ممارستهم السياسة أرتكبوا الكثير من التعديات في حق شعبهم، ما بين التعدي على الدستور،حقوق الانسان،خيانة الوطن،خوض حرب أهلية،نهب المال العام،التؤطى مع دول أجنبية.

من النادر أن تجد أحدهم رافع لبرنامج يتخطى العنصرية، ولن تجدهم يطرحون قضايا عامة يحشدون المجتمع حولها.
ولنفترض أن الحكومة كانت مخطئة بصدد منع شريف شيخ أحمد وعصابته من إستخدام الطائرة والتوجه نحو بلدوين، فلماذا يكون رد الفعل من خلال التهديد لتصعيد الحرب الأهلية؟!

وفي ظل صدور مؤشرات أولية أوضحت أن سبب المنع ذو صلة بالطقس الجوي، وعدم إتضاح قابلية مدرج مطار مدينة بلدوين لإستقبال الطائرة التي كانت ستقلهم، لاسيما وأن تصريحات موثوق بها تناولت المسألة، ناهيك عن تصريح القائم على الكانتون بلدوين علي عبدي أواري، والذي تعرض للملاسنة خلال إتصاله هاتفيا بالرئيس السابق عولسو وأخبره بعدم إمكانية الهبوط، وفي صدد حديثه عن واقعة محاولة الهبوط فيما ذكر قائلا "تراجع قائد الطائرة الذي قاد الوفد عن الهبوط وسعى للعودة إلى مقديشو، واثناء محاولته العودة تنامى لسمعه أن هناك طائرة أكبر حجما قد هبطت بالمدرج، فعاد مجددا نحو بلدوين"، والفكرة أن أحد أطراف الصراع مع الحكومة قد خاض جدل ذو صلة بالواقعة، وأن هناك إشكالية حالت دون منح الطائرة ترخيص توجه نحو مدينة بلدوين المنكوبة بالفيضانات.

وفي حال قيامهم بذلك هل سيستطيعوا استقطاب القبيلة إلى جانبهم، خاصة وأن خصومهم السياسيين من المكون ذاته وجهوا لهم رسائل مباشرة، وتعترض على تصريحاتهم، ابتدأ من رئيس الوزراء السابق محمد علي جيدي، نائب وزير دفاع سابق صلاد علي جيلي، أمير حرب سابق وعضو مجلس الشيوخ موسى صودي يالحو.

الموضوع أصلا بين الحكومة وعصابة شريف أحمد، فلماذا اللجوء إلى القبيلة؟ أين موقع المكون من الصراع؟
لقد أرادت مجموعة شريف وعولسو، ثاجيج الصراع في محافظة جوبا، وذلك من خلال دعمهم أحد أطراف الصراع، وذلك يتنافى مع طبيعة المنصب الذي تقلدوه في السابق، فالرئيس يجب عليه أن يقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السلبيين، لا أن ينحاز شريف وعولسو إلى أحدهم نظرا للارتباطات السياسية التي تجمعهم في إطار علاقة التبعية لكينيا والامارات.

المشهد امتداد لتحجيم الحكومة المركزية لخصومها السياسيين، فكان لجؤهم إلى قبائلهم وتأسيس تنظيمات معارضة منذ عام ١٩٧٩، حينها وحاليا لم يكن هناك اشكالية بين السلطة والمجتمع، ولكن هناك من عجز عن مواجهة خصمه السياسي فلجأ إلى قبيلته.
كيف يدعون قيادة أحزاب في الحين الذي يهددون المواطنيين والحكومة بحرب أهلية؟!

أنهم أشبه بأمير الحرب عيديد الذي زج الهويي في حرب أهلية، وهم يحاكون ممارسته، ويعادون مكون دارود الذي يقف أبرز سياسيه إلى جانب عصابة شريف وعولسو، ترى لماذا يتوعدون المواطنيين البسطاء الذين تجمعهم الرابطة الاجتماعية مع الرئيس فرماجو؟!

ما يستدعي التنذر أن شريف شيخ أحمد، يخاطب قومه قائلا: ارفعوا لنا مطالبكم ومشاكلكم وإن لم تحلها الحكومه سوف نسقطها! من أنتم؟
بمعنى أدق يرى ذاته كحكومة موازية ويذغذغ مشاعر الهويي، أما في الواقع فهو لا يمثل حتى حزب سياسي لديه تصريح بممارسة العمل السياسي، إنها مجرد مجاميع أشبه بالعصابات، الأمر مجرد ممارسة انتهازية سياسية تسعى إلى أن تستمد مشروعيتها السياسية عنوتا من المنصب الرئاسي الذي تقلده قبل سنوات وجغرافيا العاصمة التي يتم تسخيرها للعصبية.

شريف وعولسو وفرماجو، لا يريدون دستور أو قضاء مستقل, إلا أن هناك فارق درجة بينهم، وبين الفترة ٢٠٠٩٢٠١٩ لم يقم أحدهم بتأسيس قضاء مستقل خلال سنوات توليه الرئاسة، حتى لا يجد جهة رسمية تحد من سطوته، جميعهم فاسدين ومنافسيهم الآخرين كذلك، لقد تم تجربتهم فكانت تجاوزاتهم ماثلة جليا.

فرماجو وخيري لا يصدرون خطاب قبلي على غرار خصومهم, لم يحدث حتى اللحظة أن تعاطوا خطاب عنصري على غرار الكثير من السياسيين والمثقفين الصوماليين، بينما انغمس الآخرين في هذا المستنقع، وتشهد عليهم المستمسكات وهم يحرضون،يهددون،يشتمون وغير ذلك!
واللجؤ إلى العصبية تأكيد لضعفهم وعدم أمثالكهم إلى أدوات السياسة، أنهم مجرد طلاب سلطة بالأساليب الغير المشروعة.

ربط شريف وعصابته الرئيس فرماجو بالرئيس محمد سياد بري، جاء على خلفية شيطنته، مرددا أن كلاهما استبدادي، فعليا كل من جاء بفعل المال السياسي القطري والاماراتي، يمثل شيطانا، فلماذا يستثني خصوم فرماجو أنفسهم من الشيطنة والاستبداد؟!

لماذا فرماجو هو الاستثناء؟ ما يريد شريف وعولسو قوله هو أن الرجل على صلة قرابة قبلية مع سياد بري وتلك الرابطة بحد ذاتها تمثل جريمة، لدى لنتصور أن تتم شيطنتهم فقط لكونهم على صلة قبلية مع عيديد أو علي مهدي.

وما هو معلوم أن شريف كان قد قدم إلى الحياة السياسية ضد إرادة قبيلته والتي كانت على ارتباط عضوي مع أمراء الحرب المنحدرين منها، كما أنه جاء إلى الرئاسة عنوتا وفي ظل إعتراض قطاع واسع من الصوماليين والتسوية التي جرت في جيبوتي وعين على إثرها كرئيس عام ٢٠٠٩.

لقد خاض نزاع مسلح مع عبد لله يوسف أحمد، على خلفية قبلية وليس انتصارا للإسلام أو سيادة الصومال، حيث قبل بكل ما كان عليه عبدالله يوسف من ارتباط مع إثيوبيا وبرنامج الحرب على الإرهاب، وبذلك تخلى عن رفاقه في حركة الشباب التي ادخلته إلى عالم السياسة عام ٢٠٠٥.

وهو الذي استدعى فرماجو من الولايات المتحدة حتى يستثمره سياسيا ومعتقدا أنه قادر على استيعابه، فانتهى المشهد بصدامهم وخروج الأخير من رئاسة الحكومة، إلا أنه غير قادر على استيعاب حقيقة أنه هزمه في منافسة ٨ فبراير ٢٠١٧، وتلك الحدوثة هي بيت القصيد وسبب الوجع الذي يعتري شريف،عولسو وبقية العصابة التي هزمت يومئذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب