الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيرة الأوطان

فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)

2019 / 11 / 17
الادب والفن


يقال ان لكل أمرء من اسمه نصيب
غير أني أؤمن أيضا ان لكل أمرأة من وطنها نصيب
النساء هن سيرة أوطانهن

كانت تقاتل من أجل وطن حر، ولكنها صارت تقاتل من أجل حقها كأمرأة،
أتعبتها خفارات الحزب، والأسماء الحركية، لا وطن يكبر في السر،
هكذا قالت وهي تحاول أن تجرب أمومتها المتأخرة،
لا وطن للمشردين في العراء، وطني بيت عماده رجل يحبني، وطفل
لقد تنازلت عن كل أحلامها الكبيرة، بل أنها لم تحظْ حتى بأصغر حْلمْ،
ملعونة الأوطان التي وضعتنا ذات عسر، على عتبة الذلْ،
ملعونة الاوطان التي حبلت بنا من الحزن سفاحا,
وأنجبتنا قبل موعدنا
،،،،
لست ادري من قال لي يوما، ان الدول العظمى تحرق أسرارها بعد مرور خمسين عاما،
واذ بعد هذا العدد من السنين تقرر تلك الدول ان لا ضرر ولا ضرار، وان المتضرر قد مات والمستفيد أيضا، وأنه لا قيمة للاسرار، كنت في الحقيقة أعزي صديقتي بهذا الكلام، صديقتي التي تنبهها الماريجوانا الى سرها الاخطر، يوم كانت منظمة في خلية صغيرة، تضحك قليلا ثم تجهش بالبكاء، لم تكن تنوي قتلهم، لقد ماتوا جميعا،
الموتى يعرفون كل شيء، أنهم يعرفون أنها هي من قتلتهم الآن،
لو أنها نامت تلك الليلة في مديرية الأمن. وشت بهم جميعا بدون أستثناء، جميعهم بما فيهم الرجل الذي تحب، لم تحتمل الكف الغليظة على نهدها البكر، فكان أن وسدتهم القبر، فيما وهبت بكارتها فيما بعد، بكل رضا وحبور ،لصاحب زورق معفون، مررها الى ضفة الضياع، صديقتي اليسارية التي تحفظ كل أسماء الكتاب والمفكرين وبائعي الحشيش،
لا تنس أن تصلي سرا، لست أدري أمن الله أم منا؟
تصلي فروضها جميعا دفعة واحدة قبل أن تنام،
وتصبح علينا بأحلامها العجيبة، قررت أن تصوم ليلة القدر، وستربح عبادة الألف شهر،
كلهم يتاجرون بالله، وبالدين، فماضر أن تربح ليلة قدر واحدة. هي لا تطلب أكثر
،قالت ثم نامت
،،،،،،
وهي التي تغسل ثيابها مثلي، في غسالة عمومية،
رمت بالخمسين يورو ، أجرة نهار عمل، بقشيش للنادل الواقف على خدمتها،
بعد أن سمعته يقول لزوجته او ربما لأبنته: لا تستخدمي الغسالة فأنها تزيد من مصروف الكهرباء،
ولم نسدد بقية الفواتير ولا أيجار الشهر الفائت،
وقبل أن تخرج من المقهى هاتفتني كي أقرضها أجرة التكسي

،،،،،،
كانت ستكون سقفا لأما مثاليه وأربعة اولاد وبنت حلوة..
كما كانت تشتهي أن تكون
.وهي تتابع مسلسها الكارتوني.
.وتكتب وظيفتها المدرسية في بيت لا تتذكر تفاصيله،
لكثرة البيوت التي أقفلت عليها من بعده، حين كسرت قفل الطاعة،
فضاعت برائتها في زمن النفي والاقصاء والموت البارد في غرف تعفنت بحيامن المخنثين، والفاسدين
والرافعين شعارات تناسب زمن العث والسوس وشبابيك انترنيته الازرق...
لم تكن تحلم الا بربع رغيف..وكانت ستترك لأولادها السمر ثلاثة أربع..
وربما تركته كله
،،،،،،
لم يكن جبان ، لكنه لم يأتْ ،
كان يفصل بينهما مليون مروحية غطت صبح البلاد، وأطنان من القنابل المحللة والمحرمة والتي بلا فتوى أيضا،
وهي لم تعد تفكر به بعد ذاك النهار، كما أنها لم تره بعدها مطلقا،
لكنها في كل عشية موت مرتقب، تتوقع أن تسمع نعيه،
قالت أن المحبة وطن، وأن الذين بلا وطن ، لا قلوب لهم،
أنهم ينسون بسرعة الاسماء التي تصادفهم
ثم مالت ورفعت كأسا للغريب الذي دخل توا وقالت
نخب الضائعون الجدد في ذاكرة سيأكلها عما قريب دود التتن المعفر بصفرة الوطن
،،،،،
صديقتي التي تزيين جدران غرفتها بصور المسيح والحسين و غاندي وجيفارا ومانديلا، وجافييز،
والتي لا تنسْ أبدا أن تشعلْ ماأعطتهياه مشعوذة أفريقية، من بخور زعمت انه لجلب الحبيب البعيد،
صديقتي تحرص كل يوم على أشعال بخور جلب البعيد،، فجر بيننا سؤالي الساذج نوبة ضحك هستيري،
حين سألتها مستفهمة ومشفقة عليها :هل لديك حبيب بعيد ،
أستغربت ثم قالت : منْ ....?
أنا .....?
: لا
،،،،،،،
الاخرون هم،
نعم لا يساوون حذائها الذي أصلحته خمس مرات عند أسكافي فقير،
هكذا كانت تعزي نفسها، لم تكن معنية بالحذاء ،
فكثيرا ماكانت تبقى حافية لأيام
لكنهما عيناه ،توحيان لها بقصيدة ،كانت ستستعير أحذية الحي كلها لتكملها،
لكن فجأة أنطفأ فيهما ذاك الطهر،يوم كشر الرجل فيه عن فحولته، فهجرت الشعر
،،،،،،
لم تكن تحمل في حقيبتها إلا حلم يشبه رجلا صادفته في موسم الحصاد..
يوم كانت خازنة أسرار البيدر وعاقلة بلغة النبع والحقل....
والفراش ...والمنجل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي