الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شيطان الخطابة ؟
احمد مصارع
2006 / 5 / 24الادب والفن
حدث ذلك حين رشحني الرفاق لمهمة عظيمة , فمنظري جهم , وصوتي جهوري يلهب الحماسة , وعباراتي رعدية مزلزلة , يهتز من هولها المنبر , ولم أكتشف مقدار ورطتي , من زحلقة لحظة لعينة , حين قبلت تشريفهم , ومن ساعة سكر شديد ونشوة داهية , وراحت مشتقة مزاجي تتدهور كلما اقتربت لحظة الإعصار الثوري , فحيث أنه لابد من التدرب على تقوية الحافظة , وتمريخ الحبال الصوتية .
لقد صارت عملية الاستعداد اللائق , هاجسا مقيتا , وضربت فيروسات خطيرة شاشة نومي , فصرت لا أنام بعمق في البداية , ثم أصبح نومي متقطعا , وبدأت الكوابيس الخفيفة ثم تلتها العيارات الثقيلة , وحين اشتدت فقد صرت أكره النوم , فقررت أن لا أنام بعد اليوم , فكان شعاري : لا نوم بعد اليوم ..
بعد خسراني المبين لمتعة النوم , صارت أحلام اليقظة تغازلني بقرب النجاح الباهر , في الوهلة الأولى , وفجأة فقدت بريقها , وتحولت الى أحلام يقظة ممسوسة .
لقد شعرت بالخوف واجتاحني الخطر , فقلت لنفسي :
(- لقد أكلت هواء , لقد أكلت وحلا , لقد ورطت نفسك من غير داع ... يا ويلاه .. يا ويلي ..)
لم أعد أمتلك نفسي , فأنا منسحق , بين مطرقة كوابيس النوم , وسندان أحلام اليقظة , ففي أثناء لحظات التدريب الخطابي المفلق , أثناء وحدتي , هاجمني ( هاجمتني ؟)- المهم أن الهجوم وقع علي - حزمة من الفيروسات الكومبيوترية الغريبة , تظهر لي بعكس اتجاه نظري , أنظر للأعلى تظهر لي من الأسفل , أنظر يمينا تظهر شمالا , أنظر أماما تظهر خلفا ؟ ما هذا ؟!. عجيب غريب ؟.
ظاهرة صوتية معادية موغلة بالاختباء ؟!.
حين أقول : أيها السيدات والسادة , يرد علي صوت معارض غريب - كلكم فساده ؟
وحين أقول أيها المواطنون ؟ يرد : كلكم خراطون ؟
حرت وعجزت وخفت منه كثيرا , سكت للحظات وأعدت المحاولة :
- أيتها السيدات أيها السادة , علق : حضارتنا من حضرات السيدات والسادة في العادة , وأصحاب الجلالة والفخامة والسيادة فوق العادة , في العادة اجترار , وفوق العادة انجرا ر ؟
حضارتنا إنسانية .. ,استوقفني بجلافة : انس النية وبت على سوء الطوية , وتأبط الشر دوما , واشحذ لسانك على الدوام , سيفا مجردا بلا غمد ..عرب وين ؟ طنبوره وين ؟!. اون لاين ؟؟؟
قلت حضارتنا علومية وشددت النبرات , فاعترضي بانزعاج :
- من العلوم , ( يحيب علوم ويودي علوم ) ,يستخبر من هنا لهناك ,ويشرع في كتابة تقارير عفريتية , بمن يكره أو يحب سيان , فهذا عائد لمشتقة المزاج , على كيفك , فالمزاج لحظي , تقديم بلاغات كاذبة ’ والإدلاء بشهادات مزورة , المهم أن يقدح القلم القادم من نار جهنم ومن شررها المتطاير .
علمانية , قلتها مرتعدا , فقال : على المنية , فالقتل سيكون جزاء من يحاول الإفتاء لحياته اليومية , وهو أعلم بشؤون دنياه , بدون أن يستخرج تقريرا مقيدا لإسناد فتواه , عن طريق الفرع الأمني الحزبي , والمختص بشؤون الرفاق المناضلين الذين تطوعوا بلبس ثوب الأئمة والعلماء , تحت رئاسة أحد القوارض , وتكبدوا عناء حمل اللحية الكثيفة المزعجة , والطرابيش الكاريكاتورية , التي يصعب على المناضل أن يتعود عليها , لولا قوة الحمية الحزبية في خدمة قضايا الكروش البرميلية , ومن ثم , أليس عسيرا عليه وهو المتخم من حفظ اسطوانات متكسرة , وخطب مدمجة بشكل عسير , هل تسير الأمور هكذا بدون إذن ولا كهنوت أو دستور ؟!.
حين قلت استطرادا وحشوا : عقلية ؟
اشتد زئير المكان من الظاهرة الصوتية , ولاخيار عندي في أن أحتمل أو لا أحتمل !.
عقلية : من عقل القطيع الأهوج غير المعقل , كحبال منسوجة بشكل مقيد ومعقد , والأهم عنكبوتية بحيث لايمكن لأي حشرة طائرة أن تطير مبتعدة عن الشباك , وقد يمكن لها أن تفلت ولكن بعد أن يتم امتصاص كل ذرة دم فيها , وانتظار أن تتجدد فيها الدماء ؟
حين قلت أصولية محافظة : كان التعليق أقرب للضحك والسخرية
- أصولية بدون أصول ولا تفكير بالوصول , فالمهم هو بقاء الحال على ماهو عليه , حيث لامحا ل أبدا في بقاء الحال على ماهو عليه ؟
حين قلت تاريخية وقد أعجبني التناقض اللفظي ؟ رد ؟
- درخية , حفظية , بصمية ,لكل ما يضر ولا ينفع أبدا , وفيهم قيل ( صم بكم عمي ) , ومن قوم لا يكادون يفقهون حديثا , بغضاء وجوهم مسودة من الغيظ الكظيم , وما خفي كان أشد فظاعة ؟ وأشد مضاضة ؟
أريد أن أنام , لا , لن تنام في وئام ورهام ؟
آلو .. آلو .. عفوا رفيق , إنني مريض وفي الموت راحة ويا ليتني أموت ...إنني أعتذر ..
والآن هل يسمح لي بالنوم ؟
بدون تعليق , خاطركم , وتصبحون على خير ؟.
صمت ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما هو اكثر ما يتعب نوال الزغبي في مهنتها ؟ ??
.. اكتشف مدينة الصويرة: من ملعب جولف موكادور إلى زيت الأرجان وا
.. عام على الحرب في غزة: أولويات الإغاثة الثقافية في المناطق ال
.. فيلم تسجيليا يعنوان -جيش النصر- من اصطفاف تفتيش حرب الفرقة
.. المخرج رشيد مشهراوي من مهرجان وهران بالجزائر: ما يحدث في غزة