الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصدقائي التشكيليون وثورة تشرين العراقية الكبرى 2019

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2019 / 11 / 18
الادب والفن


كتبت لي "بنين" كعادتها رسالة قصيرة تقول:
- توني رجعت من التظاهرات، أهلي ما يدرون!
وأضافت "سماري" كتب قصيدة أهدها لنا أنا وأنت.
وبنين من قرائي تتابعني منذ أكثر من ثلاث سنين، وتكتب لي انطباعاتها نشرت أحداها تحت عنوان -رسائل القراء-
بنين رسّامة تدرس الرسم في كلية الفنون، وتطورت علاقتنا "هي أصغر من أصغر أبنائي" تبعث رسومها فأكتب ملاحظاتي، وتكتب أحاسيسها عن نصوصي وكيف تشعر. وأحسست أنها تفحصت كل ما كتبت والصور وشرائط الفيديو فاقتربت مني كثيرا كأبنة وصديقة مختلفة، ففكرت كيف أقدم لها شيئاً وأنا في منفاي، فاقترحت عليها التواصل مع صديقي التشكيليين، الرسّام "بشير مهدي" والتشكيلي والنحات "سماري إبراهيم" وكتبت لها أنهما يفيدانها في شغلها والحوار معهما مثمر ويطورها، وأنا أعرف أن سماري حيوي ومثقف متحدث ولديه صبر بعير هههههههه، بينما "بشير" متعب صحيا، وفعلا تطورت علاقتها مع "سماري" القريب منها فهي في النجف وهو ببغداد. وكانت تكتب لي عن ذلك، وهي طريفة تحب الدعابة وعراقية قوية شجاعة، نقلت لي طريفة من حواراتها مع سماري، كتبت لي:
- أستاذ سلام أكتبله بنهاية الحديث أكله: - الله يوقفك يكتبلي: - شكراً وفيقة، فأموت من الضحك.
فأضحك بدوري متخيلا "سماري" بجسده الضخم وتأتأته بالكلام وهو ينطقها.
قبل ثورة تشرين بشهر أو أقل لا أتذكر بالضبط، أقيم في بغداد معرض فني كبير للتشكيل والنحت، أخبرني "سماري" بأنه سيشارك بمنحوته من منحوتاته "بالمناسبة سماري نحت نصب الشخصية الشيوعية الأنصارية المعروفة والناصعة - توما توماس - المنصوبة في ساحة عامة في القوش" ونشر "سماري" على صفحته صوراً لمنحوتته المعروضة وسط القاعة الكبيرة ببغداد وجمع يلتف حوله وهو يحاور الجمهور.
وفي نفس يوم الافتتاح كتبت لي "بنين" طائرة من الفرح لأنها نجحت في إقناع أهلها كي يسمحوا لها بالسفر من النجف إلى بغداد لحضور حفل الافتتاح وشرطوا عليها مصاحبة أبن خالة لها، وبعثت لي صورا لقطتها في قاعة العرض، كانت تكاد تطير من الفرح وعلقت بأن المعرض أعاد لها الأمل من جديد بجدوى الفن والحياة وعادت إلى الرسوم بقوة حال رجوعها من بغداد بعد أن أصابها الإحباط الذي خضت ضده في الحوار معها معركةً، فقلت لها: ألم أقل لك في النضال ما كو يأس. هذا ما يجب أن لا يغادر تفكيرك في أية لحظة فهو جذوة التوقد الخفي للروح الثائرة وهو لم يغادر تفكيري في أية لحظة حتى وأنا في خريف العمر.
لكنني فكرت بعد الحوار بأنها لم لَمْ تلتقِ بسماري وهو يعرض شغله في قاعة العرض، وهما لم يلتقيا حتى تلك اللحظة بالرغم من أنهما يتحاوران تلفونياً كما أخبرتني، قلت سأسألها حينما تكتب لي، وفي نفس اليوم كتبت لي منفعلة خائفة قلقة:
- أستاذسلام خاف "سماري" زعلان عليّ، كتبتله زرت المعرض وفرحانه جاوبني بجفاء" غير تقولي لي حتى أشوفك وتشوفين شغلي، وكلما أكتلبه ما يجاوب!
لمتها طبعا قلت لها كيف لا ترتبين اللقاء على الأقل تشوفين شغله تحكين وياه صار لكم سنتين تتكاتبون وتتحاورون في الأدب والحياة والتشكيل! لكن طمنتها بأن سماري طيب القلب وهو ليس يشبهني فحسب بل أحنه واحد، سأحكي معه، فكتبت له وعادت الأمور إلى مجراها.
في ثورة الشباب انغمرتُ تماما وانغمرا، سماري وبنيين، كل في مدينته
قبل يومين كتبت لي "بنيين" بأن "سماري" كتب قصيدة قصيرة عن ثورة الشباب أهداها لي ولك
سماري المهندس المدني المناضل القديم النحات والتشكيلي المبدع المثقف اليساري العضوي نديم روحي وصديق أخي زميله في الجامعة التكنلوجية في بغداد التشكيلي الشهيد كفاح إبراهيم الذي قتل تحت التعذيب في زهرة عمره مثل شبان الثورة هذه الأيام "1957-1983"
سماري مرابط في ساحة التحرير
وبنين تخرج كل يوم لتشارك في تظاهرات النجف وأضراب الطلبة
وأنا في منفاي متسمرا أتابع كل ما يجري حامدا الأقدار التي أبقتني حيا كي أرى العراق ينهض من الظلام
قصيدة سماري
(صِبية الدموع
إلى
بنين
وسلام ابراهيم
حين تحلقَ الصبيةُ
حول منزلهِ
ملوحين بمضاربِ كراتِهم
وهم يقرعون
على كتبِهم المدرسيةِ
ويهتفَون
نريدُ
نريدُ إسقاطَ
نريدُ إسقاطَ النظام
ارسلَ الدكتاتور
ابناءَهُ للعبِ معهم
ولكن بكراتٍ
من
دموع ٍ
ثقيلةٍ
جداااااااااا
!!!!!!!!!!!!
سماري)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس