الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكونات الهوية في المجتمع الفلسطيني

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 18
القضية الفلسطينية


رغم ضبابية الهوية والكيان، فإن وعي الفلسطينيين ظل قائمًا، وقد ساعدت على بقاء هذا الوعي حيًّا ثلاثة مكونات :
المكون الأول: التمييز في المعاملة التي يلقاها الفلسطينيون في الأقطار العربية، فقد كانوا من الناحية القانونية في الأردن، أردنيين لهم كل الحقوق القانونية في التملك والاستثمار والتوظيف في كل أجهزة السلطة، فمنهم الوزراء ورؤساء الوزارات، ولكنهم عمليًّا كانوا أردنيين من الدرجة الثانية، يعانون من التمييز في التوظيف في كل المجالات وخاصة الجيش، وكانت مناطقهم تعاني من التمييز في التنمية. ويلاحَظ أن تشويش الهوية الفلسطينية لدى الفلسطينيين في الأردن قد تعاظم في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك لسببين: الأول تزايد الإحساس بعجز مسيرة السلام عن إنجاز دولة فلسطينية مستقلة، والثاني ظهور ملامح الوضع في الأردن، لدرجة أن الملك عبد الله (ملك الأردن) في كتابه "فرصتنا" يقول إنه إذا وصلت المسيرة إلى إقامة دولة فلسطينية سيكون أمام الأردنيين من أصل فلسطيني أن يختاروا بين البقاء كأردنيين فيكونوا مواطنين أردنيين كاملي الحقوق وهؤلاء لن يعود لهم أي انتماء لفلسطين بأي شكل من الأشكال إلا كانتمائهم إلى العراق أو سوريا أو إلى قطر عربي آخر، وبين اختيار الجنسية الفلسطينية فهؤلاء يُحترم خيارهم ونمكنهم مما أرادوا. ولكن هؤلاء لن يسمح لهم بتغيير رأيهم ولن تعادل الجنسية الأردنية.
المكون الثاني: في بقاء وعي الفلسطينيين لفلسطينيتهم هو انتشار الوعي العام بين الفلسطينيين؛ فالفلسطينيون الذين فقدوا مواردهم الاقتصادية الزراعية والصناعية لم يبق أمامهم إلا العلم لكسب العيش، وبانتشار التعليم بين الفلسطينيين انفتحت أمامهم آفاق العمل في الدول العربية وخاصة دول الخليج حديثة التكوين. وهناك ومن خلال العمل وانفتاح آفاقهم والتقاء الفلسطينيين من مناطق شتاتهم معًا في مؤسسة واحدة تعزز وعيهم بفلسطينيتهم رغم اختلاف البيئات التي يعيشون فيها.
المكون الثالث: الذي أنعش وعي الفلسطينيين بفلسطينيتهم كان احتلال إسرائيل لقطاع غزة في أكتوبر1956 فعندما اقتضت الضرورة العسكرية سحب الجيش المصري من سيناء وقطاع غزة، وجد الفلسطينيون أنفسهم أمام عدوهم التاريخي وجهًا لوجه يتعرضون للقتل والتدمير والانتقام الجماعي. واكتشف الفلسطينيون دورهم الخاص في المواجهة المباشرة مع المحتلين؛ ولذلك فإن الرعيل الأول لحركة فتح كان أغلبهم من قطاع غزة أو ممن كانت له علاقات مع غزة.
وقد تطورت الهوية الفلسطينية من خلال ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى: وهي منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وحتى حرب يونيو- حزيران 1967م، حيث استولت إسرائيل على ما كان قد تبقي من أرض فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).
المرحلة الثانية: تمتد من حرب يونيو 1967م حتى حرب أكتوبر 1973م، حيث عَبَر جيشا سوريا ومصر خطوط النكسة، ومجرد العبور أعاد للعرب شئيًا من الكرامة وأصبح بالإمكان التعامل مع إسرائيل متجاوزين اللاءات الثلاث (لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف مع إسرائيل) الذي أطلقها مؤتمر القمة العربي في الخرطوم (29-8-1967).
المرحلة الثالثة: من حرب أكتوبر 1973م، وحتى مؤتمر مدريد تم اتفاقية أوسلو 1993م، حيث تواجهت دول الطوق (لبنان وسوريا والأردن) ومنهم الفلسطينيون مع إسرائيل على مقاعد المفاوضات وليس على ميادين القتال.
المرحلة الرابعة: هي من اتفاقية أوسلو حتى اعداد هده الدراسة, حيت التقت إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية مباشرة حول طاولة المفاوضات وليس في ميادين القتال، وقد كان لمنظمة التحرير الفلسطينية وعي خاص لكل مرحلة فيما يخص القضايا السياسية وعلى رأسها مسألة الهوية والكيان. ونستطيع أن نسمي كل مرحلة بما يميزها في هذا المجال؛ فالمرحلة الأولى هي مرحلة الميثاق القومي الفلسطيني، والثانية هي مرحلة الميثاق الوطني الفلسطيني، والثالثة هي مرحلة تجاهل الميثاق الوطني الفلسطيني كمرجعية واعتماد قرارات المجالس الوطنية، والرابعة هي مرحلة إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني وتجاهل قرارات المجالس الوطنية السابقة واعتماد قرارات "القيادة الفلسطينية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا