الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك الجماهير العربيه !

زياد ذيب يوسف

2019 / 11 / 19
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


الفكر الماركسي؛ وان كنت أتطيَّر من كلمة "الملتزم"؛ فهي لجهة معناها كـ "الحرية المسؤولة". والتي احد معانيها الحريه في الاديان ، فالحريه هي في جوهرها وعي " الضرورة "، لكن ثمة فرق بين نشر الفكر الماركسي نفسه، أي أفكار ماركس، في المقام الأول، وبين نشر أفكار وآراء ووجهات نظر كُتَّاب ماركسيين، أو ينتسبون، أو ينسبون أنفسهم، إلى هذا الفكر.
وأحسب أن الحاجة أشد إلى شرح وبسط الفكر الماركسي، أو الجوهري والأساسي منه، وإلى إقامة الدليل على أن الفكر الماركسي، وفي منهجيته على وجه الخصوص، أي في "طريقة التفكير"، لا في الأفكار نفسها، لديه من الحيوية والدينانية ما يسمح له بنقد نفسه بنفسه.
وإنها لمهمة صعبة؛ فالذين تجشموها ينبغي لهم أولاً (وقبل غيرهم) أن
يتمثَّلوا فكر كاركس، وأن يُحسنوا فهمه؛ وإلا أقاموا الدليل، مرة أخرى،
على أن فاقد الشيء لا يعطيه، وعلى أن أحباء ماركس قد يسيئون إليه أكثر
من مبغضيه. أما التحدي الكبير للماركسيين جميعاً فهو "العودة إلى التعليل
والتفسير (من أجل التغيير)"؛ فثمة كثير من الوقائع الجديدة في عالم
الرأسمالية، وفي العالم على وجه العموم، تتحدى المفكرين الماركسيين
(الجدليين لا الدوغمائيين) أن يُحسنوا تعليلها وتفسيرها بـ "طريقة ماركس"، وأن يبدأوا ويستمروا كما بدأ واستمر ماركس؛ ولنسأل أنفسنا، على سبيل المثال، "لو كان ماركس موجوداً الآن، فكيف سيفهم ويفسر ويعلل ظاهرة "الربيع العربي" كما هي في واقعها الموضوعي، وبكل ما يكتنفها من تناقضات؟ .

كيف يمكن تفسيير هذا الحراك العربي تفسيرا ماديا واول اشكاليه له هي عدم وجود طبقات اجتماعيه تبعا لطريقة الانتاج ! المجتمعات العربيه متخلفه غارقه بالجهل والاميه ، وهي مجتمعات عشائريه طائفيه دينيه ، لم تخرج بعد من تحت عباءة الماضي ، نستطيع القول ان هذه المجتمعات ما زالت تعيش عصر وثقافة الاقطاع ، ولا تمت لنمط الحياة العصري باية صلة ، هي اصلا لم تدرك بعد معنى الحريه ولا المواطنه ، انها مجتمعات نشاز عن مجتمعات العالم ، رغم توفر وسائل الاتصال والمعلومات والتي جعلت العالم قريه صغيره ، الواقع الموضوعي يقول ان الشعوب في تلك الدول ثارت ونزلت للشارع ونجحت في تغيير الرئيس ولكنها لم تنجح ولم تدرك انها لم تغير النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبمعنى اخر ، نجحت في اعادة نفسها ، لم يتبلور واقع طبقي في هذه المجتمعات ، وانما خروجها للشارع كان خروج عفوي لا محرك له سوى الجوع ، انها ثورة البطون ، حتى عندما نجحت بعض الثورات لم تجد طبقه قادرة على الحكم ، الاحزاب اليساريه وهي اقرب ما تكون في حقيقتها اسلاميه لا وجود لها ولا تاثير لها ، انها كفاقد الشئ لا يعطيه ، هل جربت ان تدخل حياة احزاب يساريه وتتعامل مع افرادها ! انهم اكثر تخلف ثقافي من عامة الناس ، فكيف لها ان تقود الجماهير وهي تحتاج من يقودها ، ان الثورات العربيه ليست ضمن منظومه الماديه التاريخيه وبالتالي سوف تتكلل بالفشل وستعيد المجتمعات انتاج نفسها .

الاسباب التي ادت الى هذه الثورات ، هي كما قلنا ، ثورات جوع في المقام الاول ولم تكن ثورات على المنظومة الثقافيه التي تكرسها الطبقه الحاكمه ، بل الشعوب اكثر تمسك بها ، انا شخصيا احتار في ايجاد تسميه لهذه الحراكات ، لكنها بكل تاكيد لا تنسجم مع حركة تطور المجتمعات التاريخي الطبقي ، المقام الثاني الحالم لتفسير الحراك ومحوره لا مادي وهو الغضب المكبوت في صدور الشعوب العربية .. غضب تاريخي عميق ضد النظام السياسي الذي يتلاعب بعواطفهم منذ قرن من الزمان تقريبا ، هذا الغضب الذي عملت الانظمة وادواتها على طمسه واخفاؤه وضرب من يجروء على الكشف عن غضبه ، ن هذا الغضب هو الذي فجر ثورات الربيع العربي وما زال يفجرها ويطورها ويوسعها .. وتزداد اعداد الجماهير الغاضبة التي تعبر عن غضبها ، خرجت شعوب العرب لتقول لانظمتها السياسية اننا شعب يستحق الحياة بكرامة وان ما يربطنا بالوطن اعمق مما تتخيلوا وانكم لم تعودوا محل ثقتنا ولم تكونوا وخوفنا منكم انتهى بل انتم الخائفون .. ونقول لكم ارحلوا فلم يعد لكم مكان بيننا .
خرجت شعوب العرب ومستمرة بالخروج مدفوعة بالطموح والامل والامنيات ببناء المستقبل وصناعة الغد ووضع اسس وقواعد حياة حرة كريمة في وطن حر عزيز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لطيف المقال لكن هناك ميكانيكية انا ضدها
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 21 - 12:02 )
الصراع الطبقي غير لازم للتغيير، هنا في الغرب لا يوجد صراع طبقي، هناك عقود عمل، كذلك تطور المجتمع لا يحكمه الصراع الطبقي، هنا في الغرب تحكمه التقنية، الربيعات العربية لم تكن ربيعات بقدر ما هي خريفات كانت من ورائها الدولة الأقوى في العالم (انظر سلسلة رواياتي عنها)، والأهم في هذه اللحظة المتطورة جدًا في التاريخ لسنا في حاجة كرعاع -كما فهمت من مقالك- إلى حركة تطور مجتمعي طبقي لتكون لنا شخصية وتكون لنا هوية ويكون لنا كيان، شرط كل هذا اليوم يغطيه التطور العالمي، وبين عشية وضحاها يمكن لكل شيء أن يتغير بإرادة هذا التطور العالمي... اتفق معك كتير بخصوص ماركس المنهج لا التفكير، مثلما أنا آخذ من المنهج البنيوي، لكني ضد ما يحتوي عليه من فكر.


2 - شكرا للمرور الكريم
ادم عربي ( 2019 / 11 / 21 - 14:08 )

خريف عربي وراءه دول كبرى - اي نظرية المامره- غير مقتنع بها لعدة اعتبارات واهمها ان الغرب بحاجه لدول فاشله لا ناهضه ، على اعتبار ان هذه الحراكات وان اعادت انتاج نفسها على اسؤ الحالات الا ان بدايه صحبحه للتغيير ، وان كنت اتفق معك باراده عالميه يتم التغيير
بخصوص عدم وجود صراع طبقي في الغرب لا اتفق ايضا ، فانا اعيش في الغرب والصراع الطبقي ضمن المنظومه الاجتماعيه واساس التقدم ، هو بداخل كل بنيه فكريه ، كل فرد ، الا يحلم الغربس بمغادرة طبقته لطبقه اعلى ؟ لكن ما يميز الغرب هو علاقات الانتاج والتي يتساوى فيها على الاقل نظريا جميع الناس


3 - لا يا سيدي لا يوجد صراع طبقي في الغرب
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 21 - 15:19 )
صراع طبقي ايام ماركس بين العمال المشحرين ومن بيده أدوات الانتاج، اليوم حتى عمال لا يوجد، يوجد تقنيون، وتوجد عقود عمل تختار أحسنها، أو تناقش لمصلحتك بنودها، وتوجد قروض تجعلك تحقق كل أحلامك الطبيقية، هماك من بين العمال من لديه أكثر من سيارة وأكثر من تلفزيون وأكثر من ثلاجة، هناك الكثير منهم من له شقته أو بافيونه، تبرجزت الطبقة العاملة وصارت مثل طبقتها الأعلى كما تقول لا تحلم سوى بكثير من النقود بأكثر وأكثر مثل كل الناس اللي بعيشوا في الغرب، ولا تنس أن كل الناس سواسية ضمان اجتماعي وتعليم ودور حضانه ومن كله... أما نظرية المؤامرة، فسهل أوي ردك، هروب إلى الأمام مليون متر، أولاً لأن النظام الرأسمالي يقوم على التنافس، وما تدعوه بالمؤامرة هو التنافس، والتنافس يا سيدي يعني أن للغرب استراتيجية يتبعها وبس، في حالنا هذه هي استراتيجيته التي يمكن أن تتغير حالاً لو اقتنع بما يعود عليه بالفائدة، احنا يا سيدي لدينا شبيه متلنا في ماليزيا بلد مسلم ومتخلف وماكل هوا، لكنه بإرادة ما أدعوه بالتطور العالمي وتحت غطائه تحول البلد وسيتحول إلى بلد عظيم في تطوره وتقدمه، الحال نفسه مع البرتغال، وكذلك كان مع الصين.

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه