الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان ( بيروت – دمشق ) عنوان باتجاهين و خطاب باتجاه واحد

مفيد عيسى أحمد

2006 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو الحرص على الندية بين البلدين ( لبنان و سورية - سورية و لبنان ) في إعلان ( بيروت – دمشق ، دمشق - بيروت ) من عنوان الإعلان، الذي وقعه عدد من المثقفين من البلدين، و هو أمر مبرر إن كان يتجاوز الحساسية فالإعلان صدر في العاصمتين .
يبدأ الإعلان بمقدمة تبين سبب إصداره ألا وهو التدهور المستمر في العلاقات اللبنانية السورية.
هذا هو الدافع الذي أدى إلى تداعي عدد من أصحاب الرأي في سوريا و لبنان لعقد عدد من النقاشات و الحوارات في شهري شباط و آذار ( توافقوا ) على إثرها على ضرورة العمل قولاً و فعلاً من أجل تصحيح العلاقات السورية اللبنانية بما يلبي المصالح و التطلعات المشتركة للشعبين في السيادة و الحرية و الكرامة و الرفاه و العدالة و التقدم . و كان هذا الإعلان .
لا يعدو الإعلان بياناً عاماً مليئاً بالتوصيات و التمنيات الخاصة بالعلاقات اللبنانية السورية ، و هو يشبه البيانات الختامية الصحفية للإجتماعات السياسية عديمة الفعالية، يبدأ بلمحة تاريخية خاطفة لتدهور العلاقات السورية اللبنانية منذ عام 1920 لينتقل بقفزة واسعة إلى عام / 1975 / حيث ازدادت العلاقات تدهوراً و سوءً بتدخل ( النظام السوري في لبنان ) ثم يعود الإعلان بقفزة أوسع إلى الوراء ليذكرنا بشهداء ساحتي المرجة في دمشق و البرج في بيروت طبعاً قبل عام / 1920 / ثم نعود بقفزة أخرى إلى عام / 1950 / حيث القطيعة الاقتصادية التي وأدت الحلم المشترك للبلدين في قيام أوثق العلاقات بين بلدين مستقلين طبعاً ألقي اللوم في ذلك على عاتق الطبقتين السياسيتين التين كانت على رأس السلطة في البلدين، يعود البيان في نفس الفقرة ليذكر بالنضال المشترك ( للشعبين ) من أجل قضية فلسطين و ضد الأحلاف العسكرية، وصولاً إلى التصدي للعدوان الاسرائيلي، و تحرير الجنوب. ثم تبدأ التوصيات و هي مألوفة و عامة أتت أميل للطروحات السياسية اللبنانية مع ذكر خجل لحق سوريا باستعادة أراضيها و لبنان ايضاً باستعادة ارضه و حق الفلسطينين بإقامة دولتهم. كما استنكر الإعلان التمييز و العنف بحق العمال السوريين .
ثمة إشكالية يثيرها الإعلان، بشكل غير مباشر و لا ندري إن كان مقصوداً، هي نفس الإشكالية التي برزت في الخطاب السياسي لقوى /14 آذار / وهي الطريقة المتبعة في إسقاط شرعية حكومات الخصوم في الخطاب الاعلامي و السياسي، بالتفريق بينها و بين القاعدة الشعبية و ذلك بوصفها و التوجه إليها بوصفها نظاماً، و هذا ما ورد في البيان فقد تم التوجه لسوريا بمستويي خطاب، باللعب على وتر ( النظام و الشعب ) و هو أمر أدمن السياسيون اللبنانيون المعارضون لسورية، على اعتماده في خطابهم و تصريحاتهم بدءاً من وليد جنبلاط .
يتضح ذلك عند ذكر الحرب الأهلية و تدخل ( النظام ) السوري فيها و هو ما زاد تدهور العلاقات، بينما ذكر تحرير الجنوب و النضال من أجل قضية فلسطين و ذكر هنا ( الشعب ) كان يمكن في حالة كهذه أن نذكر ( سورية ) كاسم جامع لكل الأقطاب ،ليس دفاعاً عن النظام السوري ، ومن المعروف أن التضحيات قدمت في الحالتين من الشعب، لكن التطرق إلى الأمور بهذا الشكل يبدو غير منطقياً خاصة في سياق الاستعراض التاريخي و ليس في حالة نقد الواقع الحالي و مجريات أمور حدثت فيما مضى، نريد أن نسأل كيف شارك الشعب السوري في النضال مع الشعب اللبناني في قضية فلسطين و في لبنان حتى تحرير الجنوب؟،لنكن واقعيين و نقول أن الأمر لا يعدو موقفاً سياسياً للنظام و هو أمر معروف في كل البلدان العربية أي أن هذا الشعب شارك بمؤسسات رسمية تابعة للنظام وبقرار لهذا النظام.
يغفل الإعلان أي ذكر للظروف الموضوعية الأخرى و المتعلقة بقوى سياسية معروفة ( أهدافها و ارتباطاتها ) فيبدو أقرب إلى اتجاه سياسي بعينه وكأن من صاغه يخرج من صلب هذا الاتجاه السياسي لينادي بأهدافه مستخدماً لغة ألطف من اللغة السياسية المعهودة و هي أشبه بالتمنيات، و لنكن واضحين أكثر لو حذفنا أسماء الموقعين من الطرفين لكان بإمكاننا إعتماد الإعلان كبيان للحكومة اللبنانية.
كنا نأمل أن يذكر الاعلان التشنج الإعلامي الشاجر بين القوى السياسية في لبنان و سورية و أن يحض و يطالب بتهدئة هذه اللوثة الإعلامية التي تؤدي إلى احتقان عند الشعبين بالغ ما بلغ الوعي، و هو أمر نعيشه يوميا، و نختبره من خلال متابعتنا وسائل الاعلام التي تهتم بهذا الشأن خاصة وأن تصريحات بعض الأقطاب ذهبت أبعد من العرف السياسي.
ربما تأخر هذا الإعلان و لكنه أتى أقل من المتوقع، أشبه ببيان صحفي لاجتماع سياسي بلون واحد .
كنا نتمنى أن يكون أعمق من ذلك، و أن تشكل لجنة من مثقفي البلدين للتواصل و المساهمة في التقريب بين البلدين دون أن ننكأ جروح الماضي و نلقي بتبعة ما حدث من تدهور على جهة دون أخرى . هذا لا يقلل من كونه خطوة جريئة، لكن مع مصداقية ناقصة. فرضها الخطاب المتحيز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر