الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زفييير

سلام ابراهيم محمد

2019 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في صبيحة يوم ككل الأيام دوّن موظفان فلكيان يعملان في قصر امبراطور الصين في سجلهم اليومي بتاريخ 1054/07/04 و بتفاصيل دقيقة ظهور "شمس إضافية" ولمدة ثلاثة أسابيع في المدار الفلكي المسمى بالسرطان، في ذلك الزمن كانت لديهم إدارة تهتم بالفلك ! بعد التقدم العلمي والتقني في القرن العشرين تم التحقق من تلك الواقعة واتضح أن ذلك الوهج القوي في وضح النهار كان نتيجة لانفجار نجم كبير يبعد عنا 6 آلاف سنة ضوئية ..(ذكر ذلك الحدث حينها فلكيون من شرقنا الاوسطي أيضاً…) الصينيون أثبتوا تواصلهم الإبداعي مع ماضيهم الذي لم يحنطونه ويأهرمونه. إنها لمسألة نفسية، مزاجية و مثابرة، عادات و تقاليد لاستمرارية حضارة مجتمع ما… بهذه الروحية نجحت الصين و تُنافس حالياً الولايات المتحدة، روسيا و أوروبا في مجال الفضاء و مجالات أخرى.

أقوام شرقنا (لأسباب عديدة..) أصبحت عقول أغلب ناسه طين اصطناعي يُصَنّع و يُهيئ شكله على نزوات و أمزجة مَن يرتقي و يمتطي عرش سؤدد وهمي، بعدما سادت "اللاحضارة" و قطعتنا عن حضارات الأولين و جرت عملية تبليد ممنهج، فصار التبجح و إستصغار الآخر في مقدمة وفي كل فقرات جدول أعمالنا : مألوف في مدارسنا الابتدائية وبعدها أن ننادي وندعوا البعض بأقسى التعابير مثل صبري زقچ (قصير القامة)، نبيل الأعور، صبيح دُبة ، فاضل خنينة وهكذا... ونَصُرًُ إلى حد اللكمات و النطحات على صواب أفعالنا، سلامة آرائنا و جودة أعمالنا في كل حال، و نبرر بدل الاعتذار .. يقال رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، و بالتأكيد نشاكس هذا القول و نطعنه ما استطعنا إليه سبيلا، فندّعي ما لا طاقة لنا فيه، نردد دوما دارنا فيها أفضل الفنانين، الكُتّاب، المفكرين، الثوار، الجنود، الأطباء، المهندسين، الموسيقيين، الحرفيين و السياسيين و عَلَّمنا البشرية فن الكتابة و استنتجنا حركة القمر و الكواكب الى آخر الاسطوانة، لكن أين بيناتنا و آثارنا الطبية المعاصرة، و في أي جامعات و مكتبات العالم تعج مؤلفاتنا متباهية و أين هي معزوفاتنا الموسيقية مالئة الدنيا و أين معداتنا التي صنعها أمهر الحرفيين و لا يمكن للعالم أن يستغني عنها أن كنا صادقين، أغلبنا اليوم أُمي و لا نضيف شيئا و لو ضئيلا إلى العلوم..، البعض منا يجتر و يتقيأ من جديد الماضي اللاحضاري، بل تدق أجراسنا هلعا و نقتل كلاميا أو فعليا من "تسول" له نفسه أن ينوي بادرة أمل.. لأننا ببساطة لسنا الامتداد، التواصل التاريخي أو ورثة تلك الحضارات، بالاساس بكسلنا و "سلاسل تكبيل العقول" و فساد نفوسنا فَنيناهم!

فيا أقوم بصيغة و جمود مثل هذا التفكير في تحميل و تجميل الامور لن نصل الى نتيجة، عندما تكنس أمام منزلك ولا تلق النفايات أمام منزل جارك تظهر رُقيك و نبل شعاراتك وهمتك للانطلاق و المعاصرة، فلا سبيل لشعوب المنطقة أن أرادت النضوج و شاءت الخير لنفسها سوى قبول الآخر، فلا تقدم نحو الافضل و لا نمو حقيقي في ظل التناحر ، إسعوا و إسرعوا إنها الدقائق الأخيرة…العنصرية و الكراهية مثل رمية "بوميرانغ" تبدأ أولا ضد الأَبعَد و ترتد إلى الداخل لتنتهي بالعشيرة، العائلة و الفرد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلوك هو نتاج تأثير وحضور ثقافة معينة
سامى لبيب ( 2021 / 11 / 21 - 16:18 )
أهلا أستاذ سلام ابراهيم محمد
دعنا نفكر فى موضوع سلوك الشعوب فهل هي سلوكيات تفرضها الظروف أم سلوكيات تفرضها وتحددها الثقافة الإجتماعية والفكرية.
السلوك هو نتاج ثقافة ومنهج أيدبوجي وفلسفي خاص فى نظرته للحياة ومنها تتشكل السلوكيات والأخلاق.
أنظر مثلا لمثل شعبي: إجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش .. وما سيترتب عليه من سلبيات كالتواكل ولكن هي نتاج ثقافة وإيمان ديني فى الأساس.
من هنا نستطيع تحليل أى سلوك وما نستنكره من سلوك هو نتاج حلول ثقافة جديدة مغايرة.
يكون من المثالية المطالبة بالإنصراف عن سلوكيات محددة , فالسلوك صار فى الجين الإجتماعي ليبرز سؤال ما الحل وكيف تنغير السلوكيات .
الحل فى ورود ثقافة أخري لها قوة حضور وتأثير فى المجتمع فمثلا حضرت الثقافة الغربية ومعها إحترام وتقدير العمل والجهد والدقة لإنتاج الرزق , وهكذا تتغير السلوكيات أما بقاء المنظومة الثقافية القديمة كما هي فستنتج ما تستنكره وستعيد إنتاج نفسها .
تحياتي وتقديري لقلمك.


2 - الإنانية تنتصر
سلام ابراهيم محمد ( 2021 / 11 / 21 - 22:33 )
كتاباتك كالعادة إجادة، إستاذنا الفاضل
حالياً أرى الوضع معكوسا بالنسبة للحضارة الغربية كما بينت في مقالي (دِين ) اليوم حول الامتداد الوهابي في أوروبا
االأنانية تنتصر كانت اولى كتاباتي قبل ثلاث سنوات لظني إنها أساس الخراب حيث لم تستطع
المجتمعات الحديثة عقلنتها
المنظومة الفكرية السائدة بعد -الثورة- الصناعية هي التي تصنع للإنسان المعاصر أولويات رفاه
خاطئة و سلوكيات مزيفة حيث يقضي سنوات حياته من أجل تحقيقها..
مداخلتك أسعدتني جدا استاذ لبيب الطيب، شكرا

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو