الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن عنصرية المصريين

هاجر محمد أحمد

2019 / 11 / 20
حقوق الانسان


لقد كانت مصر منذ القدم مهبط الديانات وأرض الحضارات وملتقى البلاد ودارا لكل الشعوب والطوائف والأجناس، مركزا للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة. عاش الكل على أرضها سواسية، وعلى مر العصور لم تتم التفرقة بين الأفراد بأي شكل من الأشكال، ولكن للأسف لم تستمر كذلك في عصرنا الحالي حيث أصبح الشعب المصري لديه عدة أنواع من العنصرية المنتشرة في سائر مجالات حياته، حيث لا تعتبر واقعه التنمر"والعنصرية" تجاه الطالب الإفريقي الأولى من نوعها حيث أظهرت جزأطفيف من كارثة توغلت في المجتمع
قبل التدرج لها يجب علينا معرفه التعريف العلمي للعنصرية حيث أن كلمة العنصرية أصبحت مصطلح يؤرق الجميع لأنه يعلق عليه كل التصرفات الأنانية والتطرفية بسبب الجهل بالمعنى الحقيقي للمصطلح.

فالعنصرية هي الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة من البشر بشكل مختلف بسبب اللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية باللجوء إلى تلفيقات علمية. كما إنها الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن تتحكم في مصير وحياة باقي الفئات، ويطلق عليها في بعض الأحيان الشوفينية العرقية والثقافية، وهي الشعور بالاستعلاء العرقي والثقافي بأنه يتميز عن غيره بصفات لم توهب لهم.



فإذا طبقنا تعاريف العنصرية على الممارسات والسلوكيات المصرية لوجدنا أننا كمصريين لدينا العنصرية المصرية المستمدة من العنصرية الحقيقية في كل صورها.. فنجد أول أنواع العنصرية هي العنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة: فالشعب المصري لديه هذا النوع من العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء او الأفريقية ، رغم أن المصريين ليسوا أصحاب بشرة بيضاء فهي في الغالب تميل للون القمحي ومع ذلك يميلون للعنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة.



ونجد عنصرية وتمهميش للمصريين في الجنوب، وبالأخص القبائل النوبية، الذين هم أصل مصر الفرعونية فنجد أصحاب البشرة السوداء يعاملون بقسوة وكأنهم عرق أقل، ولماذا الجميع يتغاضى عن هذا النوع من العنصرية والذي هو موروث ثقافي والأمر يصل إلى أن البعض يضع "اللون الأبيض" شرط من الشروط الواجب توافرها في شريك حياتهم أو في طلب التوظيف وكأنهم ليسوا بمصريين!



وأقرب مثال هو ما يحدث الآن حيث تتسع شوارع مصر للاجئيين السوريين حيث يسارع بعض العنصريين من المصريين بكتابة كلمات الغزل والثناء على "نساء" اي دولة ذات بشرة بيضاء , على النقيض ضاقت نفس الشوارع المصرية عام 2005 أمام اللاجئيين السودانيين وتعالت نفس الأصوات بطردهم أو إبادتهم
حيث يجب إحداث تغيير جذرى في القوانين تنعكس على النظامين التربوي والتعليمي ، إذ إن "الكتب المدرسية لا تحتوي على أي صورة لشخص أسمر اللون" واحيانا توصف الأسمر بإنه الأقل جمالا . كما "يجب أن لا نتجاهل انتماءنا الأفريقي،


ثانيا العنصرية الدينية:

بالرغم أنه دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، والرهبان القبط عرفوا بالتقوى والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون حتى عصرنا الحالي، ومن ثم دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641 م، إلا أن الجميع يعلم بأن غالبية الشعب المصري مسلمي الديانة، وهنا نجد نوع آخر من العنصرية هو التحيز في التعامل مع الأقباط وكأنهم ليسوا بمصريين، فتجد وظائف تشترط أن يكون المتقدم مسلم، وتجد نظرات بعض أفراد المجتمع تنظر بطريقة غريبة لأي فتاه مسيحية ترتدي الصليب ونجد العنصريه والتنمر ضد غير المحجبات



وهناك نوع آخر مستحدث ظهر ..العنصرية الدينية وهي العنصرية ضد أفراد هم من نفس الديانة ولكنهم لا يتبعوا الجماعة أو يتبعوا فكر ليبرالي أو علماني، والنظر إليهم وكأنهم مذنبين أو كفار في بعض الأحيان.



ثالثا: التمييز الجنسي ضد المرأة:

العنصرية والتمييز ضد المرأة هي أساس تقوم عليه تقاليد المجتمع المصري وعاداته الموروثة. المرأة في مجتمعنا المصري ليست إنسانة حرة بل هي شئ لا يملك حرية التصرف في حياته وحرية الإرداة، وحتى إن ملكت حرية التصرف ف حكم عليها بالإعدام المبكر بلا أسباب بحجة الدين والشرع الذي يطبقوه تبعا لأهوائهم وأغراضهم.



رابعاً: العنصرية الإقليمية:

نحو الفلاحين والمصريين ممن لا يسكنون المدن حيث أن لفظة "فلاح" يطلقها المصريون على سكان القرى ومحافظات الوجه البحري "غير الساحلية" أي محافظات الدلتا، والتي تضم قرى كثيرة ومناطق زراعية. ولفظة "صعيدي" تطلق على سكان صعيد مصر، وهم سكان المحافظات، حيث لفظة "فلاح" عند أغلبية المصرييناً تدل على أن الشخص غير محبب التعامل معه، وأنه دخيل على المدن الكبرى التي ينزح إليها ". ولفظة "صعيدي" هي محببة ولكنها تدل أيضاً على صفات القروية فنجد أغلب النكات على "الصعايدة" باعتبارهم "جحا" مصر، وتدل على العند والتمسك بالرأي حتى وإن كان مخطئ، .

وبالرغم من تعهدات مصر على الإلتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري إلا ان اغلب الأفراد والمؤسسات يمارسوا ذلك التمييز فيما بينهم وهو أمر أمر مناف للمثل العليا لأي مجتمع إنساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عنصرية الأديان
طاهر المصرى ( 2019 / 11 / 20 - 14:29 )
الأخت/هاجر محمد
سلام وتحية,
أتفق تماماً مع موضوع مقالتك أختى العزيزة وللأسف العنصرية التى يعانى منها الشعب المصرى، هى عنصرية من بلاد العربان وتحديداً من بلاد الخليج والسعوديةحيث ترجع جذورها لبداية نشأة تنظيم الإخوان المسلمي، الذى حظى برعاية وتمويل بريطانيا والمملكة السعودية الوهابية فى بداية نشأتها، وأنتشر الفكر السلفى الوهابى الإخوانى فى ربوع مصر دون تحرك سياسى رادع، بل كان عبد الناصرعضواً فى الإخوان على طريقته وغيره من الرؤساء والشيوخ ورجال الأزهر، الذين حولوا مع مرور الأيام التعليم الأزهرى والتعليم العادى إلى تعليم ينتمى إلى أفكار الإخوان المسلمين.
حتى وصلنا إلى زمن مبارك حيث أستولى الأخوان المسلمين على كثير من مقاعد مجلس الشعب المصرى وبدأ التنمر الإخوانى فى سلوكيات الشعب والشباب وفرضوا الفتن الطائفية بين الأديان والشيعة والسنة والبهائيين وغيرهم، لكن كانت الطفرة الكبرى فى فرض الحجاب وأعتباره فريضة وتطوع رجال الأزهر بالموافقة، وكانت فكرة الحجاب فكرة سياسية تعلن قدرة الإخوان على فرض أفكارها على الأزهر والمجتمع المصرى، وهكذا بدأت الأفكار الدينية تتحول إلى سياسية.
يتبع


2 - عنصرية الأديان2
طاهر المصرى ( 2019 / 11 / 20 - 14:45 )
الأخت/ هاجر محمد
سلام وتحية,
وبدخول الأفكار الدينية إلى معترك الحياة السياسية كما نظم لها مهندسو الإخوان المسلمون، أستطاعوا السيطرة المساجد والمؤسسات التعليمية التى تقوم بوضع المناهج الدراسية، ليستمر الفكر الإخوانى الذى ينتظر لحظة الوصول إلى كرسى الحكم ليعلنوا الخلافة الإسلامية التى يتعلموها ويربون كبارهم وصغارهم على عودة الخلافة ليكون الإسلام هو الحل لكل الشعوب.
من هنا رأينا العنصرية التى تحمل صورة دينية ويحملها شباب جاهل يعانى من البطالة ، ويلجأ الإخوان إليهم ليحملوا شعاراتهم للتحرش بمن لا ترتدى الحجاب والتنمر ضد أى فتاة حتى يجبروهم على الجلوس فى البيت حسب رأى الإسلام الإخوانى السلفى، ودفع هؤلاء الشباب البائس للهجوم على كنائس المسيحيين النصارى وإحراقها أو إتلافها.
والتحرش بالبهائيين أيضاً كما حدث سابقاً.
كل هذا يؤكد أن عناصر الإخوان المسلمين مازالوا يسيطرون على المجتمع برعاية أجهزة الدولة الأمنية والسياسية، وكل ذلك حتى تستمر حالة الفوضى من أرهاب وتحرش وتنمر وحوادث طائفية كلها تخدم نظام السيسى والإخوان فى صراعهم على كرسى الحكم.
والخاسر الوحيد هو الشعب المصرى.
شكراً