الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بين الصخور سيرة الأديب السلحوت

هدى عثمان أبو غوش

2019 / 11 / 20
الادب والفن



من بين الصخور"سيرة ذاتيّة للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، دار النّشر مكتبة كلّ شيء الحيفاويّة2020. "
من بين الصخور" عنوان ملائم فيه التّحدّي،حيث قام الأديب من بين الصخور وتحدّى الألم ،ألم الوطن الجريح الّذي فقده حين انتكس، ومن بين الصخور، طلع من باديّة عرب السّواحرة، ثار على الجهل وأصرّ على طريق العلم، والتعلّم وطريق النور، وثار على صخرة الاحتلال التّي تقف عائقا عند البعض لمواصلة النّجاح والإنتصار رغم الألم". من بين الصخور "هو استكمال للجزء الأول من سيرته الذاتيّة، "أشواك البراري"، وما يميّز قلم الأديب في هذه السّيرة هو انسيابه في الحديث عن سيرته بدقة الوصف، مرحلة تعليمه،الآمه، مرضه، سجنه، عائلته، تجواله في العواصم المختلفة، وعلاقته مع الأدباء والشّعراء، ونجده يصف الأماكن بإسهاب طويل وبصورة دقيقة؛ ليقدّم المعلومات ويفيد القارئ، فيصف مشاهداته في العواصم المختلفة(مصر، الجزائر، موسكو،الأردن ،أمريكا وغيرها)، لكنّه يسترسل طويلا بالوصف خاصة بمشاهداته عن أمريكا بشكل مبالغ فيه، وكان بالإمكان الإيجاز. حيث وصف الحديقة الأمريكية، والمسرح بشكل دقيق (الإضاءة، الدّيكور، الجمهور، الأوركسترا)،وصف انبهاره من المكتبات العامّة، ووصف الأعياد. تتجلى عاطفة الحزن العام عند الأديب في حسرته على ضياع الوطن عام 1967، بينمافي الجزء الأول للسّيرة نجده يبوح طويلا بعاطفة الوجع الشخصي وبشكل مؤثر. استخدم الأديب جميل السّلحوت أُسلوب تسجيل المواقف الطريفة التّي مرّ بها (أكله لحم الخنزير والضفادع بالخطأ، وتسجيله لحالة الشّاعر مظفر النّواب والويسكي). جاء سرد أُسلوب الأديب بشكلّ تقريري بعيدا عن الأسلوب الأدبي، لكنه من ناحيّة أُخرى فهو سهل غير معقّد، وغيّب ضمير الأنا خاصة في استرساله بوصف الأماكن، يقول الأديب جميل السّلحوت في مقدمّة السّيرة:أجد صعوبة بالغة في الكتابة عن نفسي، وكأنّني بطريقة وأُخرى ودون قصد منّي أغيب "الأنا" فيما أكتب. هنالك بعض الحشو الزّائد في تفاصيل السّيرة لا حاجة له، كذكر أعمار الأطفال من القاهرة الذّي مكث عندهم، ومساحة غرفة الحضانة،عيد الشكر) يمكننا من خلال هذه السيرة التّعرف على صفات شخصيّة الأديب جميل السّلحوت، حيث يحفظ كرامته ويعبّر عن سخطه في حالة إذلاله، مثقف يهتم بالحضارات ومعالمها، عنده شغف المعرفة، ولذا نجده يطرح الأسئلة ليزداد معرفة، يحبّ الخير لوطنه لذا ينتقده ويتوق لبناء مجتمع واعٍ خالٍ من الجهل الذّي يدمرّ الإنسان العربي خاصّة. يقول من خلال السّيرة:"الجهل سبب نكبتنا"،وينتقد الجهل بكلّ أشكاله، وفي نقل المعلومة الخاطئة، كالخلط بين مكان قبة الصخرة والمسجد الأقصى. شخصيّة متواضعة، لا ينكر الجميل، نجده يذكر محاسن كرم المصريين في معاملتهم له أثناء استضافة أحدهم له في بيته. شخصيّة واضحة غير غامضة، يدلي باعترافاته بإسترسال، لكنّه لا يعبّر أو يتطرق للحديث عن عاطفته تجاه المرأة، سوى ذكره أنّه تزوج زواجا تقليديّا، فهل يرجع ذلك لقساوة حياة الباديّة عليه وظروفه الصعبّة، أم أنّ الأديب يحتفظ بأسراره العاطفيّة لنفسه وليس من حقّ القارئ معرفة ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال