الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة

ماجد الحداد

2019 / 11 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


وجدت إشكالا واضحا بين أفراد مجتمعاتنا حول تصور المؤامرة العالمية بين مؤيد بشدة وبين ومعارض .
والمؤيد شخصيات تعيسة تعتقد ام الكون كله تآمر عليها لتحطيمها لأنها تحمل ميزة وجوهرة سحرية يغار منه الآخر لأنه محروم منها لذلك قرر أن يضطهده ، طبعا نعني الإسلاميين ، وهناك آخرين من مراهقي الليبرالية والعلمانية الجدد والذي يوجد كردة فعل عنيفة لتحجر الفكر الأصولي في مجتمعه ، فيكون الشد للجانب الآخر على قدر التشدد من الجانب الديني في المجتمع ، فتتخزل القضية كالعادة إلى التحيز الأعمى لفريق كرة قدم لمجرد أني اخترته أو شببت ووجدت اهلي يشجعونه .
وأصبح الأمر إما الإيمان بالمؤامرة لأسباب دينية ونفسية ، أو انكارها والتنصل منها لأنها دليل على الرجعية ، والحداثة ضد هذا الكلام ، وكلاهما خطأ طبعا
والمضحك مع احترامي أن نجد الفرد في مجتمعنا يعتقد أن الغرب يريد تدميره لأنه يرى كما قلنا يمتلك كنزا مرمزا في الدين ، لكن الغريب أن ذلك الزعم الطفولي بسبب #النكوص كحيلة دفاعية ينافي ما قاله النبي وهو يقول " توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ... " إلى أن يرفض تساؤلهم عن السبب في القلة او عدم تطبيق الشرائع والطقوس بل لأنكم سيصيبكم ((( الوهن )))
إذا الفكرة نهضوية وليست دينية أبدا ، إنه صراع براجماتي نفعي إنهم يريدون خيراتكم ، مثلما طمعنا في خيراتهم وحب فرض السيادة والسيطرة .
هذه حقيقة تاريخية وإنسانية ، ومن النصوص التي تقدسها .
والدليل الآخر أذكركم بحلم الإحتلال الصليبي في القرون الوسطى ، لم تقول الكنيسة اذهبوا للقضاء على هذا الدين لأنه هو الحق _ وعلى الرغم أننا لا ننكر أنه لفرض السيطرة الكهنوتية وهيك السلك الكهنوتي القضاء على اسلام حينئذ مدين منافس يسيطر على أرض الميعاد _ لكن عندما يقول أن تلك الأرض تدر لبنا وعسلا كما موجود في الكتاب المقدس ، هذا يوضح الأمور على حقيقتها ... إنها أطماع إقتصادية على الموارد ، وهو نفس منطق الغنائم الحربية كقانون عام في كل الحروب مهما حاول كل دين صبغتها صبغة مقدسة .
إن الغرب يا صديقي لا يريد هدم دينك أنت بالذات إنه يريد جنتك التي تحت قدميك التي تجري من تحتها الأنهار تفيض نفطا ولبنا وعسلا وماء ، ويتحجج بأرض الميعاد .
وبما أنك يوما كنت قويا فاستمتعت بجنان كل الأراضي التي سيطرت عليها ، والآن حالك يدعو للرثاء ، فمن حقه مادام مالت كفة القوة لصالحه أن يستخدمها ، لماذا تلومه ولا تلوم نفسك ، أنك كسول للإستفادة بجنتك التي تحت قدميك .
ولذلك لأننا في عصر العقل والعلم يستخدم الآخر علومه ويحبك خططه ليوقعك في شر أعمالك ، ويضحك على صراخك على مجد بائد .
كن في علمهم وقوتهم وخذ أنت لبنهم وعسلهم لو استطعت ، وليس بتفجير نفسك وانهاء الحياة على الأرض لكن بالعلم والعمل ، على الأقل استفد انت بما تخت قدميك بدلا ما يأتي من يسرقها منك .
إذا المؤامرة موجودة ومنطقية جدا ، ومشروعة جدا جدا ، وقد شرحت ذلك بشئ من التفصيل في الجزء الثاني من مقالات #الإنفجار_العظيم .
في النهاية.
المؤامرة ليست كلها خطأ وليست كلها صواب
انها صحيحة في انها موجودة بالفعل ، لكن الخطأ أن تعتبر أنها حتمية عليك انت وحدك بسبب روعة ما تعتقده من ايدلوجية أو عرقية مثلا _ فهذا يدخل في حيز البارانويا _ من يعتقد في أحدها ويغفل الجانب الآخر هو يستغفل نفسه مع احترامي ، اي دولة كبرى أو أمة متفوقة تحلم بالسيطرة على العالم ، منها من يستخدم العنف المباشر ومنها من يستخدم التكيك والعلم .
ونحن في عصر العلم التخطيط والأزرار .
على المستوى البيولوجي والسلوكي الحيوانات تتآمر على بعضها البعض حيث القوي والذكي يتآمر على الضعيف سواء ف بحالة الصيد أو من أفراد القطيع الواحد من سيطرة الذكر الأقوى أو سرقة البيض من انثى أخرى .
من يريد انكار ذلك فهي مشكلته .
وليس امام الشرق الأوسط سوى الرضوخ للسيد الأمريكي ، بل للسيد اللوبي الصهيوني ، وليواجهه لو يستطيع
انتهى.
#انسان_يفكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية