الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة مدرسة إسلامية رائدة في الفكر والسياسة.

كامل الدلفي

2019 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الذين يعتقدون بأن الشيعة صنعوا لهم دينا مفارقا؛ أولئك أبناء الأنظمة السياسية التاريخية التي خرجت من معطف معاوية. كيف؟ وهم لم يعبدوا غير الله؛ إله محمد المصورة خصائصه ال ٩٩ في النص المقدس.
ولم يتخذوا نبيا غيره ص ولاكتابا غير القرآن.
إنما اختلفوا فيمن يكون بعد محمد (ص) وليا إماما خليفة .. وهذا يحسب لهم في الريادة السياسية فهم أهل العراق وحواضر المدن و قد خبروا الدولة والسياسة والثقافة و في تماس دائم مع الدولتين الفارسية و الرومانية..
فهذه المدرسة السياسية طبعت التاريخ بمعالم تأثيرها والى الان؛ ولم يخلو عصر من وجودها. وهي تؤمن بالاجتهاد والتعددية فلم تكن يوما مدرسة فكرية أو سياسية او فقهية واحدة فهناك الأمامية الاثني عشرية والزيدية والإسماعيلية و العديد مما يضيق المجال إلى ذكره. ولم تخلو مشاركة في الاعتزال والتصوف والفلسفة والعلوم والادب وهنا تورد أسماء شامخة ابن سينا و ملا صدرا و الطوسي وجابر بن حيان و الفراهيدي والمتنبي و المعري وابو فراس الحمداني وغيرهم.. ولم يعجزوا عن الممارسة السياسية في بناء الدول فنجحوا في بناء الدولة الفاطمية في مصر و الادريسية في المغرب العربي والحمدانية في حلب والموصل والبويهية في بغداد والدلفية في همدان وكثير.
و انفتحت المدرسة في القرن العشرين على التجارب والأفكار المعاصرة وما تنطوي عليه من دعوات في التحرر
والمساواة والاستقلال والتمدن والدستورية وبناء الدولة الوطنية مثل النموذج الأوروبي المنبعث وفق معاهدة وستفاليا ١٦٤٨م.
فظهرت المشروطة في العقد الأول من القرن العشرين متأثرة بالدستورية التركية في إيران والنجف و هي صراع الدستورية ضد المستبدة بهدف الاستقلال والعدل والنهضة. وقد وقف المجتهدون الشيعة إلى جانبها وافتوا لصالحها كما هو عند الملا كاظم الخراساني و مؤيده الفذ المير ا محمد حسن النائيني في النجف الاشرف و سماحة نزيل سامراء السيد محمد حسن الشيرازي. وكثير من تبعهم و سار في هذا الدرب كالشيخ عبد الكريم الماشطة واقرانه.
ومما يذكر أن أبناء رجال الدين الشيعة وعوائلهم استلهموا تأثير التجربة الفكرية والتحررية العالمية لينخرطوا في المدارس الفكرية الأوروبية التي وصلت طلائعها الأولى في ذات الفترة بعد سايكس بيكو و وصول الأوروبيين انجليز وفرنسيين وطليان إلى حكم المنطقة. فظهرت الحركات الماركسية و القومية والليبرالية.. فكان اولاد العوائل الدينية في مقدمة من انخرط في الحركات السياسية كما حدث مع محمد مهدي الجواهري وبحر العلوم ومحمد مهدي البصير و حسين محمد الرضى (الشهيد سلام عادل) وفاطمة الحكيم وغيرهم.
وظل العقل الشيعي يعاصر الحدث في إطاره العام ويسهم بالاشتراك العملي على الرغم من الاستبداد الثقيل الذي مورس بحق ملكة الاجتهاد والتفكير من قبل الأنظمة العلمانية وعلى رأسها حزب البعث.الا أن فسحة ما بعد العام 2003 أوقعت المدرسة الشيعية في اختبارات مفرطة الحساسية؛ وخاصة في تجربة كتابة الدستور 2005 و تجارب الانتخابات وتجربة رئاسة الحكومة لأربعة دورات
وما نجم عنها من فشل وفساد ذريعين و الحرب الطائفية الأهلية وحرب داعش واخيرا إلى امتحان التظاهرات الكبرى في حياة العراقيين المتواصلة لشهرها الثاني بنفس الحماس.
وهذه مواضيع تحتاج إلى درس وتفصيل علمي دقيق خارج موضوعنا اليوم؛ ان وحدة الموضوع على قدر كبير من الأهمية؛ وهو أن الشيعة فكر وسياسة وثقافة اي واقع عملي يملي خصوصيته واشتراطه بشكل جدلي في التفاعل مع موجات التأثير العالمية استنادا على قيم الثقافة والأخلاق ذات الموجتين الطويلتين في المركب الإنساني الشيعي؛ فليس سهلا أن نجد عالما روحيا معتبرا في الأديان السماوية الثلاث والأديان الكبرى الهند الصينية مَن يعلن صراحة انحيازه إلى مفهوم الدولة المدنية ووحدة المواطنة العابرة للدين والمذهب والعرق والجنس غير السيد علي السيستاني في النجف الاشرف ولو كان بوذيا أو مسيحيا لكان تناول الأمر عالميا وإقليميا ومحليا مختلفا جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة