الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ يُسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ؟

عادل محمد العذري

2019 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا يموت الإنسان حِينَ يَنْقَطعُ نَفَسَهُ عَنْ الْشَهيِقِ وَالزفيرِ ، ويُوسدُ فِي لِحدهِ ،بل حين تُسلب مِنهُ كرامتهُ وحريتهُ ،وَيَغُتصبُ حَقَّهُ ويمارسُ ضُده أبشع أنواع العمل الغير إنساني. وَقد قالَ الإمامُ علىٌ ( حُجَّةُ الحقُ رَضِي اللهُ عَنهُ ) فِي كِتابٍ إلى عَبْدِ اللهِ بنِ العبَّاس: أمَّا بِعْدُ: فَإنَّ الْمَرْءَ لَيَفرحُ بالشيِء الّذي لَمْ يُكُنْ لِيَفُوتَهُ، وَيَحْزَنُ علىَ الشَّيء الّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصيبَهُ، فَلاَ يَكُنْ أفضلُ ما نلتَ فِي نَفسِكَ مِنْ دُنياكَ بُلُوغَ لَذَّةٍ أو شَفَاءَ غَيْظٍ، ولكن إطفَاءَ باطلٍ أو إحياء حَقِّ ، وليكن سُرُورُكَ بِماَ قَدَّمتَ ، وأسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفتَ وَهَمُّكَ فِيماَ بَعْدَ الْموتِ. ( نهج البلاغة-ص451).وَعندما نغلظُ فِي القولِ ، لِمنْ مَكَنَّهم اللهُ زمام الحكم والفعل في بلد الإيمان والحكمة ، ضد نيران الحرب وآفاتها، إنما هو إيمانا منا بلغة السلام والمحبة – لا لغتكم في الحرب والفناء- كما وصف الله نفسه بالسلام حينما قال : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ – الحشر-الآية-32). ذلك ما يدعوا الله إليه كما عززا بقوله ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ – يونس – الآية- 25). وَذَلكَ هُو منهجُ الله لِمنْ أراد أن يتبعُ رضُوانهُ كما وصفهُ بِقولهِ (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ-المائدة- الآية- 16). لِيَتحققَّ لَهمْ ، السعادةُ السرمديةُ لَديهَ كَمَاَ وَعَدهُم بِذلِكَ بِقُولِهِ ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ- الأنعام – الآية – 127 ). ذَلَكَ نَاموسُ اللهِ وَكَلَمتهُ المتجسدة ، فِي رسولِ المحبةِ والسلام لِلبشريةِ جَمعاء عيسى(ع). لِيكَنْ السلامُ عليهِ بِذكرِ الثناء عليه كَمَا قَالَ عَنهُ (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا – مريم – الآية -33).عَلْمُوا أروَاحَكم لغة السلام ، تتحررون مِنْ أجلِ الحقِ كِي يُحررَّكُم الله. فَتَشَهدُها قُلوبَكُم وَتَطمَّئن بها. لِنَسْتَمعُ لِقولِ اللهِ فِي الكِتابِ الْمُنزِّلِ عَلى أدم (ع) (هَبُوا الخُبزَ والماء والمأوى لِبني البشَر المتعَبين وللمضطهَدين ، وكونوا عادلين ، وتحابوا صادقين – الكنز العظيم (اليمين) – الآية- 161 – ص-32). وَيَقُولُ لَكم يا أحبائي – إن كُنْتُم تَدَّعُونَ بأنَّكم أحبائه- فِي الآياتِ التَالية ( لا يَببْتِ عندكم أجرُ أجير ( 162) ولا تسرقوا شريكاً (163) ولا تنتقموا بِغدرِ صديق (164) إنَّ مَن يسرِقُ صاحبهُ وشريكَهُ لن ترى عيناهُ النور(165)- الكنز العظيم (اليمين) –ص-33).فَمَا بَالَكُم مِنْ يَسرِقُ شعبُ الله فِي كُل قُطر، يَنَهبُ ثَرَواته ، وَيَنَالُون فَوقَ ذَلَكَ امتيازاتٌ ونثرياتٌ لِقاء عَمَلهُم وَفَسادهُم. بَينما شُعوبِهم تَتَضُّور جُوعاً وِتَسرِقُ مِنهُم أحلامهُم فِي سَبيلِ عَيشٍ كريم. يحفظُ لَهُم كَرَامتهُم وإنسانيتهُم. لا يحقق لهُم مُتطلبات البقاء فِي بُلدانِهم. عندمَا تَستمعُ لِرئيس حَكومة العراق وَهُو يَقولُ أن مُخصصاته النثرية مليون دولار ، بينما شعبه يقتاتُ الحدّ الادنى مِنْ مُتطلبات الحياة. وَعندمَا تَثورُ تَلك الجياع لِلحريةِ والخبزِ والكرامةِ. تمتدُ إِليهم أيادي الموت والقتل تحصد أرواحهم. وتِقتادُهم إلى غياهبِ السجونِ، وميادين التعذيب. ليس المقصود بذكر، عادل عبد المهدى ،لِشخصه قط. فَذلكِ حالُ مُعظم مَنْ يَشغلُون منصبه، فِي الاقطارِ الأخرىِ. بل تُعَّدُ مَنقبة له. بِذكرَ ذلك، وشجاعة أمام وسائل الأعلام لِتوضيح .شِكلٌ مِنْ أشكال الفساد القانوني واللوائح التي تنظمه في البلدان. وربما لو كان السؤال مطروح على مسؤول آخر. لَتَهربَّ مِنْ الإجابة عَنه. ذَلكَ ما يدعوا الوقوف بجدية عنده. بِعكسِ تِلكَ السنَّة المفرطة فِي حَقِّ الشعوب. لِيَكُنْ تحديد المرتبات هي الاعلى ، والنثريات هي الاقل، في كل المؤسسات الخاضعة للدولة. لِمنْ يتطلعون لإقامة الدولة المدنية .فلا تصبح المناصب، مَكاسبٌ يتهافتُ عَليهَا ضعاف النفوس. ما بالكم كذلك ! عندما تسمعُوا بآذنكم ، وتنظرون بأعينكم، لِحاكم عاربي ،يدفعُ ملاين الدولارات، مقابل حمياته والبقاء فِي سُلطَتهِ مِنْ بَيتِ مال الشعب، والاجدرُ بِهِ، ان يَلتفتُ للشعبِ لِيستمد قوتهُ مِنه. فِي هَذا اليوم، سَطرَّا قوم موسى (ع) ممثلاً بِي الادعاء العام الإسرائيلي ،حين قررَ تقديمُ نتنياهوا للمحاكمةِ، بِتُهمِ تَلقِّى الرشوة والخداع، وخيانة الأمانة للمنصب. مثالُ حيٌ، أن لا عصمت مِنْ القانونِ لاحدٍ. فهل سيذهب الادعاء في البلدان العربية ،لمثل تلك الشجاعة ؟ للتعامل مع مسؤوليهم، ليلحق قوم محمد (ص)، بقوم موسى. أم ان الادعاء لديهم، خدمة للسلطان وشعارهم، لا قانون، يعلو فوق قانون السلطان! لَعلَّهم يَكُونُ لَهُم بَصائرُ مِنْ رَبِّهم لِعودتهم لجادة الحق، قبل ان يقول الشعب كلمتهُ الاخيرةُ بِهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة