الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باعدت بين ساقيها !!!

حسام جاسم

2019 / 11 / 23
الادب والفن


باعدت بين ساقيها و أغمضت العينين لبرهه
التوى جسدها تحت الغطاء الخشن
تناغمت حركة الجسد مع الغطاء تذبذبت الأطراف و تقوس الظهر
فتحت عيناها لم تجد الضوء تلاصقت الجدران برسومات الرطوبة و شحيح الأملاح التي غزت الغرفة !!
تمت الأجواء على حسن الختام ببعض الدخان
تلتقط الأنفاس من فمه نحو فمها
ياخذها الدخان لتشويش الإضاءة تغرق الغرفة بالضباب
و تكتمل أنفاس النشوة مع أنفاس التقاط السيجار

ضوء الشمعة يتذبذب نحو الرعشه تتكسر موجاتة
و ينغمر الجسدان نحو بعضهما
تنغمس الأعضاء و و تتباعد و هكذا تتكرر العملية إلى نهاية آخر صرخة منه
لم تعرف هي الصراخ في النشوة
لم تعرف الاحساس بالانفاس اللاهثه
صامته مذهوله
و هو مغمض العينين ينعم بالنعومة منها و هي تاخذ ملمس جسدة الخشن الحاد بنهايات أصابعه المدببه
تنغرس في لحمها و شعرها و أحيانا تنغرس في الجزء العلوي من الصدر لتدخل احيانا اخرى في الجزء السفلي بين الفخذين
يقال ان إدخال الاصابع و العضو المميز لدى الذكر يجلب النشوة
لم تحصل هي إلا على حركات بهلوانية فقط
يرفعها فوقه لدقيقة و يطرحها أرضا و يجثم فوقها في الدقيقة الأخرى
حفظت درس الحركات السياسية في الفراش و عرفته بواسطة حركاته ان كان غاضبا او فرحا في هذا اليوم
ان كان يبحث عن المرح أو لتفريغ مكبوت العمل بعد العودة من المكتب
رغم ذلك لم تعرف النشوة معه و معنى صرخات النهاية !!

لم تعرف الأدب الا في قلة ادبه و دخان سجائرة بعد الانتهاء من الرفع و الدفع و القيام و السجود
تنتهي نشوته ليضفي عليها المزاج بالدخان و قد يبصق أحيانا على يساره عند الانتهاء منها .

تتجمد في السرير و تنظر نحو السقف المبلل تتساقط منه بعض القطرات في الشتاء و في الصيف تتساقط منه بعض البودره البيضاء من الأملاح و بقايا الأسمنت
تتذكر اول نشوة لها دون سرير كانت مع الحب الأول رجل قديم ملامحه راسخه لا تشيخ في مخيلتها
عيونه تمنحها الصرخات من اول نظرة
و يداه تمنحها المزاج من اول لمسه
بسرعه تتحسس عذريتها و تهرب منه
تعتقد أنها أصبحت بلا عذرية معه حين يلمس او ينظر نحوها
كان حبا او شغفا او جنونا و الا لماذا احست بالنشوة معه بنظرة فقط
و الان مع زوجها الشرعي المحترم لم تحس بها او تدركها
بمرور الزمن تختفي و تنعدم و يصبح جسدها ينهض فقط لأداء واجب الأسرة والمجتمع المحترم
يتفاعل الجسد للتكيف مع البرود السائد في السياسة و الدين و الفلسفة
تجتمع الآراء نحو الشرعية الصامته او الخيانه السرية
تصبح المجوهرات و الاكسسوارات و الازياء و البيوت و السيارات مهمه لأداء الواجب فقط لا قيمه لها الا لتسيير حياتها البارده .

لم تأخذ قبله صادقه منذ رحيل ذلك الرجل القديم في سن السادسة عشر
لا زال السقف الرطب يتساقط عليها بمواد البناء
الدخان ملأ الغرفة و السقف و المسافه نحو الزوج تباعدت بل اختفى هو و رحل للحظات قبل أن تنطفئ السيجارة في صحن الطعام
كان لا يضع الأشياء بأماكنها الصحيحه عشوائي لا يميل للنظافة بشيء يذكر الا عند لقاء أحد المدراء التنفيذيين في العمل
في ايام الاجازة لا يأبه الا لسيجارة و كأس
جسدها كان ضمن احتياجات الاجازة للتنفيس عنه بعد ضغط السياسة و الدين و الأدب و الفلسفة !
لم يتناقشا في الكتب و القراءة استقلت بمكتبتها عنه و اخذ هو مكتبتة الخاصه في ركن الغرفه
تمتلئ رفوف مكتبتها الصغيرة بكتب الفلسفه و التحرر و ثقافة العصيان السياسي و ثورات الغضب !!
تمتلئ رفوف مكتبته بكتب الدين و الشرع و الطاعة و حجه الحجاب لأمهات المؤمنين و تندرج خلف هذة الرفوف المجلات الاباحية الجنسية للنساء !!!

ما فائدة كتب الفلسفة و التحرر ان لم تحررها ؟
ما فائدة القراءة ان لم تحدث أثر للتغيير ؟
و ما فائدة كتب العصيان و التمرد ان لم تفتعل خارج حدود الورق !؟؟
و ما فائدة الدين ان لم يصاحبه حرية تعبير لا طاعة ؟
و ما فائدة التقديس للاقمشة دون الشعر الإنساني الطبيعي ؟
و ما فائدة مجلات الجنس دون الحصول على نشوة!!!

ملل الحياة يعطي الاحترام أمام العامة من الناس يركضون بملل لأداء الواجب المحترم دون نشوة
أنه الفزع الاكبر
يموتون بالحرب قبل معرفة الانتصار
و يتزوجون قبل معرفة الحب و الجنس
و ينامون قبل ارضاء الطرف الآخر
و من يثور علية دفع الثمن الا في ثورة السرير
تتدافع صرخاته مع الدفع و الرفع و القيام و السجود
لا يصرخ في السرير سواه
و كي لا تدفع الثمن تتظاهر بالمتعة و الاهاهات الكاذبة !!

يضربها كي تصرخ ان نسيت او احس بأنها باهته الملامح و قد يشتم أحيانا و هو مغمض العينين .

انتدب نحو الحرب و ذهب دون وداع
بعد ثلاثة أشهر عاد بجسدً صامت
لم تتعرف علية الا من أصابعه المدببه اشاحت بنظرها عنه و هلهلت عاليا
أيقنت نشوة الصراخ دونه
و برحيل جسده نحو القبر اكتشفت جسدها يولد من جديد
اشرقت الأضواء في الغرفة
حرقت السرير مع ملابسة

التقيت بها في إحدى المؤسسات تطالب بالتعويض لفقيدها و شهيد الامه البطل حرصت ان تشتري له بأموال التعويض صورة كبيرة في إحدى الحدائق العامه احاطتها بالورود و سورة الفاتحة و خلفة وضعت صورة أحد قادة الحرب و من ساهم بأيقادها

- لماذا لم تتزوجي بعد استشهاده؟
- و هل يحرر الزواج الجسد ؟
- و هل انتِ حرة الان ؟!!
- جسدي حر إذن انا حرة .
- حتى أن عاد الرجل القديم الأول ؟ !!
- تجده الان قد تزوج و انا لا ارضى بنصف حب و نصف رجل .
- هل انتِ سعيدة الان .

باعدت بين ساقيها لعبور السياج و ابتسمت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح