الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام الفتحاوى وضرورات الاصلاح

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 23
القضية الفلسطينية


ما دفعنا للحديث في هذا الاتجاه ضعف الإعلام الفتحاوي الذي يخاطب الجمهور العام، ونحن مقبلون على استحقاق انتخابي حركة فتح بحاجة فيه لكل أبناء الشعب الفلسطيني لإحداث تغيير على الأوضاع الكارثية التي وصل ا إليها شعبنا نتيجة الانقسام والتمزق الوطني على كافة الصعد .
و إن ما حدث في المجتمع الفلسطيني من انقسام سياسي ومجتمعي لهو أمر بالغ الأهمية والخطورة؛ لما سيخلفه من أثر سلبي على وحدة الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته الوطنية، وتحريف للإعلام عن هدفه الأساسي؛ فالإعلام الذي يفترض أنه يعبر عن المصلحة العامة إزاء حالات الانحراف والفساد، أصبح يبرر الفساد ويدافع عنه باعتباره جزءًا من المنافسة الحزبية للحصول على مكاسب إضافية , فقد ارتكب الإعلام الفلسطيني أخطاءً كثيرة نتيجة هدا الانقسام وصراع المصالح , بتبادل الشتائم والاتهامات بين وسائل الاعلام المختلفة مما يعتبر دليل صارخ على حالة الخواء الثقافي والفكري والإعلامي الذي يعيشه الاعلام الفلسطينى الحزبي بشكل عام ومما ادى لانعكاس ذلك على حالة الاعلام الفتحاوى باعتباره جزءاً من الحالة الاعلامية الفلسطينية , .
فالإعلام الفتحاوي كان إعلاماً طليعياً مُقاوماً، واكبَ الثورة منذ انطلاقتها في العام 1965، ولقد تمايز الإعلام الفلسطيني والفتحاوي تحديدًا عن غيره بوطنيّته، فكان الصوت الصادح بالحق، وشكَّل على اختلاف تصنيفاته منابرَ مُدوّية على جميع المستويات المحلية والعربية والدولية، وساهم في كشف وفضح الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي وممارسته العنصرية والإجرامية بحقّ شعبنا، وأدّى دورًا بارزًا في نقل يوميات الثورة والعمليات الفدائية التي ملأت الدنيا وشغلت العالم، وفي إيصال الصوت الفلسطيني إلى أهم المنابر الدولية .
من المهم جداً أن نعرف اليوم أن هناك شيئاً اسمه الاستراتيجية الإعلامية، فنحن أحياناً نكتشف الوسيلة الإعلامية , ونكتشف الخطاب الإعلامي الذي هو مختلف عن الاستراتيجية الإعلامية لأن الخطاب الإعلامي نستطيع أن نكتبه بسهوله ، ولكن عندما نضع استراتيجية إعلامية فاننا نحتاج عدة أساليب ومناهج مختلفة يهدف التخطيط الاستراتيجي إلى وضع أهداف وغايات واضحة والعمل على تحقيقها في إطار فترة زمنية محددة وفي ظل الموارد البشرية والمالية الممكنة حتى يتسنى بلوغ الاهداف المرجوة.
و تتميز الخطة الإستراتيجية بالبساطة والوضوح والبعد عن التعقيد، كما يجب أن تكون الأهداف واقعية وقابلة للتنفيذ وملائمة للموارد المتاحة.
نحن في فلسطين عامة وفي فتح خاصة بأمس الحاجة لوضع استراتيجياتنا الاعلامية التي تنهض بالاعلام الفتحاوي الذى نعترف جميعنا بانه في حالة غير مرضي عنها علي الاقل
على قيادات حركة فتح اعادة النظر في المنظومة الاعلامية كسلوك واداء وآليات تلبى طموحات الشعب الفلسطيني . ومعالجة التوجه الحركي و السياسة الحركية و ما تعانيه فتح من عوامل تخريب قد تكون مقصودة او غير مقصودة . .
نعم مطلوب فوراً توحيد خطابنا الإعلامي والتنظيمي وخلق تواصل ما بين القيادة والأطر التنظيمية , بدون هذا الانسجام لن نستطع تقديم خطاب إعلامي بناء، فرسالتنا الإعلامية يجب أن تكون على أرضية الانسجام والتكامل وليس التناقض والتنافر".
فالاعلام الفتحاوي بحاجة لتغيير واصلاح جذري واستقطاب اشخاص مهنيين ومقبولين وغير منفرين للشارع الفلسطيني وهو بحاجة لوضع استراتيجيات ذات صالح عام وخطاب ثوري وطني جامع لا ردح فيه ولا تسحيج ولا ردات فعل موتوره وعصبية وفردية تسئ لتاريخ الحركة ونضالها وتفقدها حجمها وثقلها وجمهورها بالشارع الفلسطيني .
ولتبدا خارطة الاصلاح باخذ دورها الاعلامي والتنظيمي والوطني من خلال التلاحم بين القاعدة وقيادة الحركة , ورسم وتطبيق برنامج تعبوي تثقيفي يتناول خطورة المرحلة على فتح والحركة الوطنية باكملها . وعلينا تطوير الأعلام وتحديثه ليقوم بدوره في مشروع استنهاض وتطوير حركة فتح فحركة التطور تفرض على الفتحاويين آن ينظروا بجدية آلي ما يهددهم ويفيدهم في آن واحد والمسألة ليست صعبة وتتم بتوفير الكوادر الإعلامية القادرة على مخاطبة الجماهير واستقطابها لصالح فتح ورؤيتها وتوجهاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو