الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحي انتفاضة اكتوبر

نجاح سميسم

2019 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حكايتان واحدة في الزمن العباسي وأخرى في زمن حكومات الأسلامي السياسي بطلها رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي وهو يمثل كل حالات النكوص التي أصابت العراق بفضلهم وبفضل أمريكا التي جائت بهم٠٠٠ الأولى تمثل زهو بغداد وترفها والثانية تمثل إحباط بغداد وخورها
الحكاية الاولى
حكايات أصمعية:
يروي الأصمعي، في واحدة من مروياته عن بغداد عاصمة العشق والجمال والترف ، بغداد حاضرة العالم أيام العباسيين ، بغداد العلم والمعرفة ، مدينة أهل الكلام من المعتزلة الذين نشأوا في البصرة ثم أنتقلوا بفكرهم ومجادلاتهم مع أهل الحديث والأشاعرة إلى الكوفة ، وبعدها إلى بغداد التي كانت تحتضن جهابذة العلماء في كل صنوف المعرفة والعلوم، وكانت مدينة التعايش، التي أنصهرت في بودقتها الحياتية مختلف المكونات الأجتماعية والدينية والمذهبية والفكرية٠
كانت في مدينة بغداد عشرات المدارس، ومثلها من الأسواق والحانات، والأديرة، ومئات الحمامات ، والمساجد والجوامع، ورباطات المتصوفة، التي كان يعيش في زواياها الحلاج، والسهر وردي، وأبويزيد البسطامي وغيرهم من المتصوفة، مثلما كان يحيي لياليها الملاح أبو نواس في خمرياته المشهورة وغيره من الشعراء التي علمتهم بغداد الترف والغنج والدلال والغناء الأصيل،التي حوَّلَتْ الشاعر البدوي علي بن الجهم من البدواة إلى التحضر حيث قال:
عيون المها بين الرصافة والجسرِ
جلبْنَّ الهوى من حيث أدري ولا أدري
لنعود إلى مرويات الأصمعي وتَرَف بغداد:
يروي الأصمعي أن أحد شباب بغداد الميسورين،أحبَ فتاةً بدويةً جميلة جداً ، كانت تسكن مع أهلها في البادية الواقعة شمال غرب بغداد بأتجاه منطقة الأنبار ، تركَ هذا الشاب الميسور أهله في بغداد وأخذ خيمته وعدته مع بعض حاشيته ، ونصب خيمته خلف التلال والربوات التي تسكن فيها معشوقته البدوية مع أهلها، حيث كان على موعدٍ معها تزوره ليلاً إلى خيمته ، ولكنه ما أن حط رحاله ونصبَ خيمته ، حتى شاهد ركباً بجواره وأمراة فائقة الجمال على هودج ، سلمت عليه، وأستأذنته أن تنزل بجواره ( وهذه الأمرأة الجميلة هي طليقة أحد قواد الجيش العباسي أحبته بجنون وهو لا يعرف بذلك ، وهي قد علمتْ برحيله فتبعته مع موكبها )٠
وهذه هي المحاورة بينهما بعدَ أن سلمتْ عليه:
فقُلتُ لها لما تهاوتْ وقالتِ٠٠٠ أفي ربعكِ الخالي مكانٌ لخيمتي
فقلتُ لها كلا فقالت فهاهنا ٠٠٠بهذا المكان الرحب أعقلُ ناقتي
فقلتُ لها كلا فقالتْ إذا هنا٠٠٠ سأنصبُ أعوادي وحبلي وعدتي
٠٠٠٠ولكنه لم يسمح لها بالنزول بقربه لأنه ينتظر معشوقته البدوية وتستمر المحاورة على لسانه
فقلتُ لها كلا فقالت فأنما٠٠٠ على تلكم الربوات حلٌ لمحنتي
فقلتُ لها كلا فقالت فتلكمُ٠٠٠ نهايات أحزاني ووجدي وحيرتي
ويستمر توسلها به للنزول بقربه لأنها متيمة به وهو لايعلم
فقلتُ لها كلا فقالت أليس لي٠٠٠ مكانٌ بتلك الدار تؤويني ليلتي
فقلتُ لها كلا فقالت بفيئها ٠٠٠ أُقضي نهاري ثم أرحلُ باللتي
ويستمر برفض نزولها مع ألحاحها الشديد وسط ذهولها لهذا الرفض وهي الجميلة التي يتمنى وصالها علية القوم ولكن ذنبها أنها أحبته وقد تبعته إلى الصحراء كي تحظى بوصاله ولكنه يتمنع، وتستمر المحاورة
فقلتُ لها كلا فقالتْ تَعَجُباً٠٠٠أليسَ بِكُمْ عطفٌ يُداري مذلتي
فقلتُ لها كلا فسمعي وناظري ٠٠٠وعقلي ووجداني وروحي وحالتي
وقلبي وماتحوي العروق وماأحتوتْ عليه الحنايا أو بصدريّ حَلَتِ
رهينٌ بمن أهوى، أسيرٌ لمن سعت٠٠٠الى دارهِ رجلي وإلا فشُلتِ٠
بهذه المروية التي رواها الأصمعي كيف كانت بغداد أيام العباسيين قبل أثني عشرَ قرناً من التطور والرقي ، وماوصلتْ إليه بغداد اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين من التخلف والنكوص بفضل الأحزاب الأسلامية التي جثمت وتحكمت بمصير بغداد خاصة والعراق عامة
الحكاية الثانية
عرب وين طنبورة وين!
معقولة هذا رئيس وزراء لعراق بلاد الرافدين ٠٠٠٠٠٠ وين جان خاتل بيا جحر لو جان ماخذله غفوة ، هو معروف عنه ينام هواية، فبعد الغيبة الميمونة والتظاهرات ملتهبة في أغلب مناطق العراق الحية ، يخرج علينا الفطحل عادس بكلمة يطلب فيها من المتظاهرين الرجوع إلى بيوتهم وفتح المدارس والدوائر والمؤسسات لأنه كلش متأذي على مصالح الناس المتوقفة حسب قوله كذلك هو هوايه متأذي على عدم إقامة معرض بغداد بسبب التظاهرات ٠٠٠ والله آني مامصدك هذا رئيس وزراء العراق ٠٠٠٠البلد مشتعل ودماء الشباب الأبرياء نزفت أنهاراً وهو المسؤول الأول عما حصل ويحصل ٠٠٠ بعد كل هذا يظهر علينا من جحره ويطلب من المتظاهرين الرجوع إلى بيوتهم وكأنك يابوزيد لارحت ولاغزيت لذلك أطلب عرضه على طبيب نفساني وإدخاله إلى مصحة لعلاجه من الزهايمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية