الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمع الشامي على المغربي .. سينمائيًا

عبد الرحيم مكاوي

2019 / 11 / 24
الادب والفن


في الأسبوع الماضي .. ذهبتُ كالعادة أحيانًا عند بائع القنب الهندي (الزطلة ، الحشيش) لأشتري قطعة لتغيير الجو.. و عندما وصلت أخبرني مباشرة بأنّها نفدت و بأنّ البيع متوقف لأنّ بؤر التوتر مع الشرطة بدأت في اليومين الأخيرين.. ثم إلتفت يمينا و شمالا .. ثم أعطاني قطعة صغيرة تكفي للفّ سيجارتين.. قطعة سوداء اللّون ..مُعلّكة .. مُزيّتة .. رائحتها مركزة .. تبدو عالية الجودة .. ثم أخبرني بأنّها من إستهلاكه الشخصي و ليست بغرض البيع .. قال بأنّه يتقاسمها فقط مع البعض المقرّبين أولئك الذين يعرفون قيمة الأشياء.
ليس بالضرورة أن يكون الفن ملتزم .. لأنّ العدالة الإجتماعية هي الألزم ..لكن قطعة الزطلة هذه تبدو ضرورة فنية.. لذلك فإنّ هذه المادة الكتابية مخصصة لأولئك المزاطيل الذين شاهدوا ثلاثة أفلام معيّنة بأسماءها.. و نالت إعجابهم.
لا أريد الخوض في حديث فلسفي .. ولكن .. يقول جان بول سارتر: " إنّ الرغبة في الشيء تصبح رغبة في الآخر، رغبة في انتزاع اعتراف الآخر، فالصراع بين الذوات على المستوى الوجودي صراع قاتل من أجل إثبات أصالة الذات واعتراف الآخر بها " .
كذلك لا يمكن تجاوز الحديث إلى ما بعده - وخاصة في هذه المادة - دون المرور لشرب فنجان قهوة عند كارل ماركس الذي صدق حين قال :" يا بروليتاريين كل بلاد العالم إتحدوا ".. و لم يقل : يا أثرياء العالم إتحدوا .. إنّه يعرف ماذا يقول .
المهم .. المقصود من كتابة هذه المادة هو رغبة في الحديث عن السينما أكثر من شيء آخر.. و بالتحديد عن ثلاثة أفلام سينمائية ... الفيلم الإيطالي "سارق الدراجة " للمخرج فيتوريو دي سيكا .. و الفيلم الإيراني " لقطة مقربة " للمخرج عباس كيارستامي .. و الفيلم السوري " كومبارس" للمخرج نبيل المالح ... هي ثلاثة أفلام رعب - وإنْ كانت غير ذلك أكاديميا ربّما -.. لا يُنصح بمشاهدتها من قِبل الأطفال الأقل من خمسة و أربعين سنة .. و الديك الرومي .. و مرضى الأزمات القلبية .. و من يعانون من ضيق التنفس .. وكذلك أولئك الذين ربّهم دِرْهمُ .
هي ثلاثة أفلام تنتمي إلى بعضها البعض .. مثلما " لامبيرتو ماجوراني" و "حسين سابزيان" و " بسام كوسا " في هذه الأفلام يشبهون بعضهم البعض .. لأنّهم آخذين نفس السكة .. إنهم أبطال كومبارس .. أبطال على الهامش .. أبطال أشقياء .. شقاؤهم يجمع الشامي على المغربي.. علاقتهم كعلاقة الثوّار بالثوّار .
هي ثلاثة أفلام تثير الدهشة .. تثير الخوف مع الحيرة .. و كذك الألم ... هي ثلاثة أفلام يُقال لها: " اللّي ما يعرفك يجهلك " .. و هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ .
غريب هو أمر الدنيا .. يعني كيف لا يستطيع الباحث عن عمل أن يحصل على وظيفة إلّا إذا كان يملك درّاجة ؟ .. و كيف لا يستطيع المواطن أن يكون مواطنًا إلا إذا كان ميتًا ؟ .. و كيف لا يستطيع أن يكون سينمائيا من كان ليس نجمًا مشهورًا ؟ ... يعني ضروري مثلما كانت تقول جدّتي :" اللّي يقرا ما يخرا ، و اللّي يصلّي ما يصوم " ؟ .
هي ثلاثة أفلام بعد مشاهدتها تتضح صعوبة تصوّر و كتابة حبكتها و جعلها مركز الكون .. ثم جعل مركز الكون في فيلم . إنّها أفلام الأحلام .. أحلام الحقيقة ..أحلام الشعراء.. و أحلام الأرق .. تلك الأحلام التي تستلزم المغامرة .. بل المخاطرة التي تحمل نكهة المقامرة .. لكن النتيجة الختامية لا تهم .. رِبحًا كانت أم خسارة ... هي ثلاثة أفلام حتمية بالصدفة .. أو صدفة بالحتمية .. كلّه مثل بعضه .
هي ثلاثة أفلام حكاياتها حكاية .. و نهاياتها نهاية .. و منذ متى كانت نهاية رجل شجاع نهاية سعيدة ؟ .. ألم يخبرنا بذلك حنّا مينه ؟ ... على العموم هي ثلاثة أفلام .. جميلة .. رائعة .. بل هي أكثر من ذلك .. غير عادية .. هي ثلاثة أفلام - بدون تأسف - شكر اللّه سعيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??