الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة

نزار جاف

2006 / 5 / 25
كتابات ساخرة


العنوان أعلاه، ليس تهکميا أو من نسج خيالي الخاص، وإنما هو حقا عنوان کتاب للسيدة(فاطمة رجبي)، زوجة السيد(غلامحسين إلهام)، رئيس مکتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وهو الان في وزارة الارشاد الاسلامي ينتظر السماح بطباعته و نشره.
الخبر هذا تناقلته وسائل الاعلام الايرانية لافتة النظر الى إن السيدة رجبي، من خلال تسليطها الضوء على الجوانب العديدة لشخصية السيد أحمدي نجاد و قدراته المختلفة، تريد أن تثبت عبر هذا الکتاب، أنه حقا معجزة الالفية الثالثة.
ورغم إنه لم يتسن لي لحد الان الإطلاع على الکتاب و قراءته، لکن وکما يقول المثل المصري الدارج(الکتاب باين من عنوانه)، فإنه من الواضح جدا أن السيدة رجبي سوف لا تفاجئنا بقدرات خارقة للرئيس الايراني لم يسبق لنا السماع بها أو الانتباه إليها، إذ لا يعقل أن يکون قد أنجز اطروحة بحث سياسي جديد يدحض کل الاراء و المذاهب السياسية جمعاء، کما إننا لا ننتظر أن يکون الرئيس الايراني الرافض للوجود الاسرائيلي من أساسه، سوف يأتينا بمبادرة سلام للمنطقة تبز تلک التي طرحها أنور السادات في السبعينيات من القرن الماضي.
الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي صعد على أکتاف الناخب الايراني بحملاته الشعواء المعروفة وقتها ضد الفساد و وعوده"البراقة" و"الثورية"بإنه سوف يقلب المائدة على رؤوس دهاقنة الفساد المعشعشين في کافة مرافق دولة ولاية الفقيه و ينهلون من مالها "العام" بطرق "خاصة"، هو اليوم رجل آخر يتباين تماما مع ذلک المرشح الطامح لإحداث تغييرات جذرية في الواقع المعاشي للمواطنين، إذ بدلا من الخبز و المسکن للجميع، صار شعارات نظير"تخصيب اليورانيوم" و"محو إسرائيل من على الخارطة" و"مقارعة أمريکا"، بمثابة أرغفة الخبز الحارة التي جادت بها سلة الرئيس نجاد!
لقد سعى الاعلام الايراني"الرسمي"، الى تسويق الرئيس أحمدي نجاد کنموذج "للعصاميـة الرئاسية"، ومن کثرة تلک الهالات التي أحاطوا الرجل بها، حتى صدق الرجل فعلا أن ثمة هالة خلف رأسه وهو يخطب من على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة.
الشعوب الايرانية المغلوبة على أمرها، کانت تنتظر بفارغ الصبر مواسم "القطاف" و"القبض"لوعود رئيسهم الذي وعدهم بعصر جديد سوف يبنى من أساسه على"النزاهة"، لکن و عوضا عن ذلک، باغتهم السيد نجاد بإطروحة فقهية جديدة على الشارع الايراني و المتمثلة بجواز ذهاب النساء لملاعب کرة القدم، وهي الاطروحة التي جوبهت بعاصفة من الرفض الشديد لها من قبل وجوه دينية متنفذة في طهران و قم.
وتصر بعض الاوساط الايرانية القريبة من الرئيس الايراني، إنه کان جادا بالفعل في دعواته لمحاربة الفساد، لکن الواقع المزري الذي إصطدم به و تأکده من أن "دولاب"الفساد يسير من قبل أنامل سحرية لرجال الدين بعينهم، وإن دعواته تلک تساقطت کأوراق الخريف المصفرة أمام الرياح العاتية للفساد الذي يضرب وبقوة أساس الهيکل الاداري و المالي الايراني، ولم يعد من خيار أمام الرئيس"النزيه"سوى أن ينقل جبهة الحرب من الداخل الى الخارج، ولما کان من المحال جدا القضاء على خفافيش الفساد المتکاثرة في آجم الظلام الايراني، لم يکن من الصعب إطلاقا القضاء على کل آمال و تطلعات المجتمع الدولي لتخلي إيران عن برنامجها النووي المثير للجدل.
الرئيس أحمدي نجاد بوضعه الذي أسهبنا بعض الشئ في شرحه، قد سلکت السيدة "فاطمة رجبي"مؤلفة کتاب"أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة"، أقصر الطرق و أسهلها لصياغة الفکرة الاساسية في کتابها السارد الذکر بخصوصه، ومن هنا وکما دلف الرئيس الى طرق موغلة في الوهم کي يبني فردوس وعوده الانتخابية للشعوب الايرانية، لجأت السيدة رجبي الى الخيال و الوهم و الاسطورة لتقوم هي الاخرى أيضا بمنح أبعاد غير واقعية لرئيس غير واقعي ومنطقي في الغالب من أفکاره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح


.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟




.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف