الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور القيم الانسانية في صنع التغيير

فراس حاتم

2019 / 11 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ما قيمة الانسان دون ان يتعلم ان التغيير هو السبب الحقيقي وراء النمو و التقدم في عالمنا لكن يبقى التغيير هو حبر على ورق اذا لم يتم استيعابه من خلال خطة حقيقية لصنعه وهدف حقيقي للوصول اليه .فالتغيير ليست فقط كلمة يتكرر ترديدها من دون فعل بل هي عملية اتخاذ قرار و عملية اتخاذ قرار تتطلب من الانسان الجرأة و تهيئة الظروف وفق خطط اللازمة لتحقيق التغيير المنشود .لان هدف التغيير هو بناء مستقبل افضل للنفس و المجتمع باكمله انطلاقا من اتحاد قيم روحية و حياتية تكون وقودا لانطلاق عجلته و تحقيق الغاية المنشودة .و للتاريخ ابطال في التغييير مثل عمال الاهرامات الذين غيروا وجه التاريخ ببناء صرح تخلده الانسانية على مدى الدهور .او جان جاك روسو الذي كان شاعر الثورة الفرنسية و نقل ظروف فرنسا الحقيقية قبل الثورة من خلال كتابه العقد الاجتماعي .و ايضا قيلهم سبارتاكوس الذي كان سببا في انهيار الامبراطورية الرومانية و التحرر منها.فمثلا توماس اديسون هو من اشهر المخترعين في عالمنا الحديث جرب 99 مرة ليصل الى اختراعه في المصباح و ينير العالم من خلال التغيير في مكونات المصباح و خطة عمله و ايضا مثل هيلين كيلر التي ناضلت و غير واقعها من خلال اختراعها للكتابة للمكفوفين لانها كانت بالاساس مكفوفة .و ايضا الدكتور طه حسين عميد الادب العربي الذي انار العقول من خلال كتبه التي اعطت للعالم املا في احلك ظروف الحربين العالمية الاولى و الثانية و ما اعقبها من ازمات باالعالم العربي هذا بالرغم انه كفيف لكن استطاع التغيير في المجتمع .ولاننسى نجيب محفوظ الذي من خلال رواياته الثلاثية و خان الخليلي و قشتمر و غيرها استطاع ان ينقل للعالم اجمع القيم الانسانية في الحياة المصرية اليومية و معاناة التقاوت الطبقي بين الغني و الفقير و ابن الريف و المدينة الى ان نال جائزة نوبل للاداب لدوره في طرح حلول اجتماعية من خلال التركيز على القيم الحياتية للمجتمع و دورها في اصلاحها فكانت هي السبب في تغيير الفكرة النمطية عن العالم العربي و ترجمة روايته الى عدة لغات و استنباط قيم و افكار منها و بالرغم من تعرضه لمحاولات اغتيال عديدة لكن اصر على النجاح و تغيير الصورة المتعارف عليها في اذهان مجتمعات الدول المتقدمة .و ليس فقط في الاداب فمثلا استطاع يوسف شاهين المخرج العالمي الكبير ان يخرج افلاما ساهمت في تغيير حياة الانسان و ارساء سبل التعايش و قيم الاخاء و السلام و تقديم حلولا جذرية تقودنا لفهم الاخرين و الانفتاح على كل الثقافات العالمية من دون تعصب و كراهية بل بقبولها كقيم انسانية تساعد في بناء مجتمعات افضل و هو الذي قاده لنيل عدة مرات جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعدة مرات .قد يكون اليوم بحاجة لهذا التغيير في الشرق الاوسط و خصوصا في العراق من اجل مستقبل افضل من خلال الاستفادة من الاخطاء الماضية و بناء مجتمعات حرة من كل انواع التعصب و الكراهية و ادخال اساليب جديدة و دماء جديدة في بناء الدولة لتكون عصرية و حديثة تلبي حاجة المواطن لكن هذا الكلام الان اقر بصعوية تحقيقه و استحالة فلو تخيلنا فقط ان هناك امل للتغيير فهل نستطيع تحقيقه للوصول الى الهدف المنشود فيه ؟؟! الجواب نعم في حالة وجود عهد جديد و ارادة حرة للتغيير .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو