الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة سفر.. في الذكرى الثامنة لوفاة أمي

ميساء البشيتي

2019 / 11 / 26
الادب والفن


ذكروني: أن اليوم هو ذكرى وفاتك!
لا أعلم لماذا أنسى هذا اليوم تحديدًا؟ ربما لأنك لا تغيبين من الذاكرة، أولأن اسمك لا يفارق شفتيِّ، أو ربما لأنك لا تغادرين ساحة الأحلام... أدور معك أو خلفك في حلقات دائمة من السفر.
ليس اعتراضًا على الأقدار فأنا دائمًا مستسلمة لمشيئة القدر، وأدرك جيدًا أنك لست هنا، لكن ما في القلب مختلف... حضور كبير لك في الصباح، والمساء، في أحلك الأوقات، وفي لحظات الفرح؛ فأنت لم تغادري إلا على الورق.
لا تسألي عن الحال، لا عمن بقي ولا عمن رحل، لا عن الأعاصير التي تلفنا من كل صوب، ولا عن انزواء الغيوم وانكماش المطر، لا عن الخيام التي تصطف على أبواب الوطن، ولا عن السماء التي تبدل لونها من لون عينيك إلى لون الضجر.
لم يبقَ شيء على حاله يا أم... وما بقي أيضًا لا يسرُّ أي أحد... في الحلق شوكة كبيرة تسد مجرى النفس، وفي الأفق غيمة كبيرة الويل منها أن أمطرت، وعلى الأرض خطوات مبعثرة، وعلامات استفهام منثورة عند عتبات البيوت، وفي الساحات، وفوق الأرصفة.
لا لغة تجمع الأحبة، لا كتف يسند هذه الخطى، لا نظرة ثاقبة للأفق تعيد ترتيب الزوايا المبعثرة، ولملمة الفوضى، ووضع النقطة في آخر السطر... وأنا دائمة الركض بين عطارد وزحل، وفي الليل أعود معك لساحة الأحلام وحالة السفر.

تقبلك الله يا أم مع الشهداء والصديقين والصالحين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل