الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد العلمي المادي لتجربة 30 غشت - الجزء الرابع - نقد بيان حول طبيعة الثورة، الجبهة والحزب في خط منظمة - إلى الأمام - الثوري - دحض ادعاءات الماويين - 2

الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)

2019 / 11 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن مقولة "الماويين" : "هل الواحد ينقسم إلى اثنان أم اثنان يندمجان في واحد؟"، فهي مقولة مشوبة بكثير من التشويش، حيث لم يفهموا معنى الواحد ينقسم إلى اثنين، الذي يعارضونه باثنان يندمجان في واحد، وهم يقومون بقلب الجدل، دون وعي ولا علم، ويتكلمون عن الوحدة في ظل التناقض وأن الواحد يشمل متناقضان أساسيان، بينما هذين الاثنين كليهما يشكلان وحدة في ظل التناقض بين جزأي الواحد.

ويدعون أن ذلك من اكتشافات ماو، التي يسمونها أعلى مستوى في تطوير الديالكتيك الماركسي.

وللمزيد من كشف الخلط الذي وقعوا فيه، والناتج عن منطلقاتهم المثالية الذاتية حول المستوى الأعلى في الديالكتيك، والذي من خلاله يحملون فكر ماو ما لا طاقة له به، محاولين تفسير التناقض بين ماو وخروتشوف بالصراع الفلسفي في قولهم : "...«التحليل يتلخص في العبارة “الواحد ينقسم إلى اثنان”، بينما التركيب يعني السيرورة التي تؤدي إلى أن “اثنان يندمجان في واحد”». للتأكيد أن الصراع ضد التحريفية يجري سواء داخل الصين أو على الصعيد العالمي، دحض ماو بشدة هذه الأطروحة. وأعاد التأكيد إذن على أن:« كل الأشياء، كل الظواهر تستجيب لمبدأ “الواحد ينقسم إلى اثنان”» :«في المجتمع البشري كما في الطبيعة الكل ينقسم دائما إلى أجزاء، فقط المضمون والشكل يتغير حسب الظروف.» («مداخلة في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول عمل الدعاية.»، المؤلفات المختارة، الجزء الخامس، طبعات اللغات الأجنبية، بيكين،ص.470 ) أثناء الثورة الثقافية".

والمقولة : "في المجتمع البشري كما في الطبيعة الكل ينقسم دائما إلى أجزاء"، التي جاءت بشكل قطعي ومطلقة، غير صحيحة، ومتناقضة مع الديالكتيك الماركسي، في وجود النسبية في كل شيء.

ففي الطبيعة، في مستوى البيولوجيا، على مستوى الخلية، بعد نشوء المادة الحيوية، لا ينقسم دائما الواحد إلى اثنان، فأصغر كائن يتكون من خلية واحد، مازال يعيش إلى اليوم : La Paramécie، عملية التقسيم لديها تتم عبر : الواحد يعطي اثنان ولا ينقسم إلى اثنان، هذا الجسم ذو الخلية الوحيدة يعطي دائما خلية واحدة، في عملية تسمى La méiose، وهذه العملية موجودة في جميع الأجسام الحيوية، على مستوى الخلايا الخاصة بالتوالد، عند الذكور والإناث، بينما باقي الخلايا تنقسم إلى عدة خلايا أخرى الخاصة بتكوين مختلف الأعضاء، في عملية تسمى La mitose، وفي كلي العمليتين لدى الإنسان والحيوان، لا تنقسم الخلية دائما إلى أجزاء، بل تنقسم الخلية، فتعطي خلايا بنات، حفيدات...إلخ.

ففي عملية التوالد، اندماج خليتي التوالد الذكورية والأنثوية، تعطي في غالب الأحيان واحد، إنسان واحد، أو حيوان واحد، وفي عملية التوالد هذه، تتم عملية La méiose، على مستوى خلايا التوالد، وعملية La mitose، على مستوى خلايا الأعضاء المختلفة، وفي بعض الحالات الخاصة، اندماج عدة خلايا ذكورية مع خلية أنثوية واحدة، يعطي عدة أجسام : توأمان أو أكثر.

وكما قلنا في مقالات سابقة، فإن في مقولات ماو، في مجال الديالكتيك الماركسي، مشوبة بالأخطاء، نظرا لعدم إلمامه بالعلوم الطبيعية، وبذلك لا يمكن أن ننعت أعماله، في هذا المجال، بالمستوى العالي.

أما على مستوى المجتمع البشري، على مستوى الحزب الثوري، والذي يهمنا هنا، فإن الواحد لا يعطينا دائما اثنان، ففي كل تنظيم يجمع البشر، يوجد التناقض، هذا هو قانون التناقض، الصراع بين قوتين داخل الحزب الثوري مثلا، بين الثورية والانتهازية، فلما يتقوى الجناح الانتهازي، يمكن أن يحدث تقسيم الواحد إلى اثنان، فتقود الانتهازية الحزب من الثورية إلى التحريفية، كما وقع في الحزبين الشيوعيين السوفييتي والصيني، ويعيش ثوريو الحزب في شتات، كما وقع كذلك في منظمة إلى الأمام،

ويمكن اندماج اثنان أو أكثر في واحد، كما وقع في الأممية الشيوعية، وكذلك على مستوى اندماج عدة شعوب في دولة الاتحاد السوفييتي الاشتراكية، التي انقسمت فيما بعد إلى عدة دول رأسمالية، وتقسيم الحزب الشيوعي السوفييتي إلى عدة أحزاب وتنظيمات، بعد انتصار الانتهازية على الثورية، وبقي الحزب الشيوعي الصيني في وحدة، لكن بقيادة الانتهازية نحو التحريفية.

وهنا، يكمن دور قانون النفي ونفي النفي، الذي يحدد مسار التناقض، في ظل الصراع، في ظل الوحدة، في سيرورة عملية التراكم الكمي، التي تعطي التراكم الكيفي، وتحدث القفزة النوعية، بالنفي أو نفي النفي، إلى الأمام أو إلى الخلف.

ففي حالة الحزب الثوري، كما في حالة الدولة الاشتراكية، يتم الصراع، في ظل النفي ونفي النفي، بين الطرفين المتصارعين، في سيرورة التراكم الكمي، الذي يعطى التراكم الكيفي، في حالة انتصار طرف على طرف آخر، فيحدث الانقسام، ويتولد تناقض جديد، في كلي الجسمين، القديم والجديد، في صراع داخلي بكلي الجسمين، في التناقض بين طرفي الصراع، وفي صراع بينهما، قد يفضي إلى استمرار التناقض بينهما، أو العكس، فتحدث الوحدة من جديد بينهما، في اندماج اثنين في واحد، وهكذا، في ظل عملية النسبية، التي تحكم الحركة.

وما دفعهم إلى الافتراء على ماو، هو كونهم يجهلون الديالكتيك الماركسي عند لينين، وهم يسعون للاختلاف في الحركة الماركسية ـ اللينينية، بإضافة كلمة "الماوية"، معتقدين أنهم طوروا الماركسية اللينينية، فينعتون الماركسيين اللينينيين بالتحريفية.

وهم يجهلون استنتاجات لينين، التي استنتجها عبر نقده للمذهب النقدي التجريبي، في منظوره علماء العلوم الطبيعية حول الديالكتيك، الذي أعطاه لينين بذلك، بعدا أدق وأشمل، بتحديد أسس "الحركة الذاتية" عبر:

"ـ إن ازدواج ما هو واحد ومعرفة جزأيه المتناقضين يشكلان جوهر الديالكتيك.
ـ إن تماثل الأضداد هو إقرار بميول متناقضة، متضادة، ينفي بعضها بعضا في جميع ظاهرات الطبيعة والمجتمع وتفاعلاتها.
ـ إن إدراك "الحركة الذاتية" لتفاعلات العالم، من حيث تطورها العفوي، من حيث واقعها الحي، ينبغي إدراكها من حيث هي وحدة من الأضداد، ويعطينا التاريخ مفهومين أساسيين للتطور:
ـ إن التطور هو نضال الأضداد، التطور بوصفه نقصانا وزيادة، بوصفه تكرارا.(المفهوم الأول)
ـ إن التطور بوصفه وحدة الأضداد (ازدواج ما هو واحد، إلى ضدين ينفي أحدهما الآخر، وعلاقات بين الضدين). (المفهوم الثاني)
ـ المفهوم الأول جامد، عقيم، جاف، والمفهوم الثاني طافح بالنشاط والحياة، وهو يعطينا مفتاح "الحركة الذاتية" لكل ما هو موجود (القفزات، الانقطاع في الاستمرار، تحول الشيء إلى ضده، تدمير ما هو قديم، ولادة ما هو جديد).
ـ إن وحدة الأضداد مشروطة، مؤقتة، نسبية، ونضال الأضداد التي ينفي بعضها بعضا، هو مطلق، كما هو عليه التطور، كما هو عليه الحركة."

و يقول لينين عن النسبية والمطلق :

"إن الذاتية (الريبية والسفسطائية، إلخ) تختلف عن الديالكتيك، فيما تختلف عنه، بما يلي :

ـ إن الفرق بين النسبي والمطلق هو أيضا نسبي بنظر الديالكتيك (الموضوعي(.
ـ بنظر الديالكتيك الموضوعي يوجد مطلق في النسبي.
ـ بنظر الذاتية والسفسطائية، فالنسبي ليس سوى نسبي، وهو ضد المطلق".

و أكد لينين أن ماركس تناول في كتابه "رأس المال" أدق الجزئيات في الحركة داخل المجتمعات الرأسمالية، أبسط الأشياء، الأشياء العادية، أكثرها شيوعا، الأشياء الأساسية، تبادل البضائع، وقام بتحليلها وبين لنا "في هذه الظاهرة البسيطة جميع تناقضات المجتمع المعاصر"، وكذلك يجب أن يكون الديالكتيك بشكل عام في تناوله لجميع القضايا، تناول أبسط الجمل العادية، وأكثرها تواترا، لكن المادية "الميتافيزيقية" تعجز عن تطبيق الديالكتيك "على مجرى المعرفة وتطورها" كما قامت بذلك المادية التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب