الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبقرية المصافحة بين الرجل و .. المرأة!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2019 / 11 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الفتاوى التي يُصدرها من لا يعرفون طبيعة الحياة في أكثر الدول غير الإسلامية تُسبب حرجــًا شديدًا، وتُظهر فجوة واسعة بين عالم الدعاة المنعزلين عن الدنيا.. وبين ملايين المسلمين المقيمين في بلاد غير إسلامية.
في الخمسين عاما المنصرمة تولـّـىَ متشدّدون ومتطرفون ومهووسون بالجنس مهمة تعليم أجيال مسلمة تعاليم الإسلام الجديد، فهو إسلام محمود المصري والحويني وأبي يعقوب ووجدي غنيم وأبي اسلام وعمر عبد الكافي ومحمد حسّان ومصطفىَ حسني وآلاف غيرهم الذين يرون مصافحة المرأة رجســـًا من عمل الشيطان، فأقنعوا النساءَ أنَّ أرقىَ صور التعارف وهي المصافحة تثير الشبق، وتسري الرغبة الجنسية بين المتصافحين والمتصافحات.
ووقع ملايين المسلمين في حرج شديد، فأنت تقيم في أستراليا أو كندا أو أوروبا أو أمريكا أو روسيا أو أي بلد هاجرتَ إليه أو ورثتَ الهجرة عن والديك؛ فوجدت نفسك مسلمــًا مقيما في وطنك الجديد.
أنت مضطر لمصافحة الطبيبة والممرضة والمُدرسة ورئيستك في العمل وجارتك وكل من حولك تمدّ يدَها لإبلاغك السعادة بالترحيب بكَ، وإزالة أي توتر قبل بدء التعارف.
وإذا بالإسلام الجديد لشيوخ ملئوا رأسَك بأوصاف أكثر من سبعين من الحور العين تعود لكل واحدة منهن عُذريتها فورا انتهائك من القذف، ومع ذلك فهؤلاء المهووسون يُحرّمون عليك أرقىَ المعاملات الاجتماعية والإنسانية التي تُقرّب المسافة بين متباعدين!
الجيل الثاني ومن يأتون بعده لن ينصتوا لهذا الهوس فلديهم أصدقاء وعلاقات اجتماعية طبيعية واحترام لقيمة التحية اليدوية، وتتسع الفجوة، ويُسحَب المسلم في المهجر من العلاقات الطبيعية فيسحب يدَه قبل مصافحة المرأة ولو كانت في عُمر جدته، فالدعاة الحسّانيون والحوينيون يُذكــّـرون المهاجرين أن تربيتهم على مُصافحة المرأة زنا متخفي بين الأصابع، وأن الشيطان ليس في العقل؛ إنما في اليدين والتعارف والتحية والشكر والوداع!
إن الهوس الجنسي موجود بكثرة وبكثافة فوق المنبر وفي كتب التراث وفي الخُطب الدينية وفي الفتاوى؛ خاصة أن أكثر الدعاة مشغولون بالمرأة وليس بالكتاب والثقافة والعمل والتربية والتعليم والعلوم الإنسانية والتسامح.
عندما يقف الشيخ محمود المصري أمام جمهوره ومُريديه الحالمين بالجِماع ويحدّثهم عن أنَّ قوة نبي الإسلام، صلوات الله وسلامه عليه، ليست في تعاليم التسامح والمساواة ومقارعة الطاغوت والأمانة؛ ولكن في قوة جنسية تعادل أربعة آلاف رجل فيمر على زوجاته وما ملكت يمينه بغُسْل واحد في ليلة واحدة، فهذا ليس دينــًا والرجل ليس داعية، إنما إعلان عن الفياجرا المقدسة لاختبار صبر الموجوعين قهرًا لينتظروا عشرات من الحور العين أعدّهن رب العالمين مكافأة لمن آمن وحسُن إسلامُه.
المصافحة، أيها البلهاء، صورة جميلة ينضوي فيها الشكر والعرفان والتعرف والعزاء ومئات من المشاعر الراقية التي بدونها يتوجس ذكور وإناث المجتمع كله!
ما حققه شيوخ الغفوة المُستيقظة في نصف قرن من جعل الجنس محور حياتنا في الدنيا والآخرة أضعاف ما حدث في قرون سالفة فقد وضع المسلم الحديث، غالبـــًا، فِكْرَه في الجزء الأسفل من الداعية البورنوجرافي وأضيفت توابل دينية ليتوهم أن هذه توجيهات خالق الكون العظيم.
أنا أصافح المرأة ولا أسحب يدي إذا مدّت يدها كمعلمة أو طبيبة أو ممرضة أو مسؤولة في مكتب أو في اجتماع أولياء الأمور، فقد أنقذني العلي القدير من إسلام المهبولين والجنسيين والمهووسيين واللمسيين الجُدُد، وأحتفظت بإسلامي نقيا وجميلا وعصريا وعقلانيا ومتحضرا واجتماعيا!
أخشىَ الخائفَ؛ فمن يظن أن الشهوة الجنسية ستنتقل إليه بمصافحة المرأة ينبغي أن يبتعد عن الطفل والمرأة والعجوز والتلميذة والمريضة والخادمة والجارة و ....
أيها المسلمون،
صافــِـحوا المرأة باحترام، ومدّوا أيديكم للطبيبة والمُعلمة والجارة الجديدة ومن تنتظر التهنئة والشكر والعزاء، ولا تُصدّقوا شيوخ الصحوة الجنسية فهم خصوم الإسلام الحقيقي في كل مكان!

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 26 نوفمبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع