الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الدينية تطلق رصاصة الرحمة على القوى السياسية ؟!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2019 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في خطاب وصف بالعابر للحدود أطلقت المرجعية الدينية العليا خطاباً شديد اللهجة على القوى السياسية منذ 2003 بدون استثناء , حيث أكدت في خطابها الأخير على فشل القوى السياسية الحاكمة والماسكة للسلطة في تنفيذ مطالب المتظاهرين السلميين حتى في حدودها الدنيا , إلى جانب فقدان الثقة بتحقيق شيئا من الإصلاح الحقيقي على أيديهم , ما يعني فقدان صلاحية بقائهم في السلطة كما أن المرجعية في خطابها اتهمت جميع المكونات السياسية بأنهم سبب الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم , والخراب المستشري على جميع الأصعدة وإنهم جعلوا الوطن مغانم يتقاسمونها فيما بينهم وتغاضي البعض منهم عن فساد البعض الآخر , حتى بلغ الأمر حدود لاتطاق وهذا بحد ذاته إدانة للقوى السياسية لأنهم شركاء في الفساد وينبغي إيقاف الفاسدين وملاحقتهم وتجريمهم بنهب الوطن وسرقة خيراته .
المرجعية الدينية خلال خطبتها هددت الماسكين للسلطة والذين يعتقدون انب أمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فأنهم واهمون إذ لن يكون مابعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال فانتبهوا لذالك , والمرجعية الدينية بهذا الخطاب قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اللجوء إلى الدعوة للخروج لتظاهرات مليونية إلى الشوارع كواجب شرعي للإطاحة بالفاسدين ومحاكمتهم والدعوى إلى إجراء انتخابات مبكرة في البلاد وغيرها من مطالب تدعو إلى توفير فرص العمل للعاطلين وتحسين الخدمات والمستوى المعاشي .
المرجعية الدينية في خطابها أكدت على ضرورة إحداث تغيير في النظام الانتخابي وإقراره بعيدأ عن التدخلات الحزبية والذي خدم مصالحهم وقوى نفوذهم في السلطة , ومكنهم من مفاصل الدولة كافة ما جعلها تصاب بإخطبوط الفساد والذي أمسى خطرأ ينخر جسدها ويضرب مفاصلها وأركانها الحيوية , إلى جانب سعي الكتل السياسية النافذة إلى ضمان بقائها في السلطة من خلال تشريع قوانين فصلتها على مقاسها وبالتالي فأن وجودها الآن ( باطل ) إلى جانب الإحباط وتكرار الخيبات والخذلان الذي تعرض له الشعب العراقي من الحكومات المتعاقبة على حكمه والتي أدت إلى الإحباط في الشارع العراقي وهو مادفع المسؤولين للاعتقاد بعدم حدوث احتجاجات بهذا الحجم وهذا الوعي حيث أزال الشباب السلميين هذه النظرية وأسقطوها .
أن سعة الفجوة بين الشعب وحكوماته المتعاقبة جعلت الأمور تسير نحو الانهيار،وأمام أخطاء الحكومة فإن هذا الجيل يعتبر نفسه "فاقداً لحقوقه الحقيقية"، وهو ما تسبب بحالة الانهيار في الشارع وتحولها إلى انتفاضة شعبية ضد الحاكم، وهنا تقف الحكومة أمام جيل يمتلك ذهنية مغايرة تماما لجيل نشأ في سنوات النظام السابق، فجيل الشباب الحالي لا يعاني من الشعور بـ"المظلومية "فحسب بل سرقة خيراته وثرواته،ولعل الشعار الذي استخدمه ويستخدمه المتظاهرون "باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرامية"، ، خير دليل على فقدان الثقة بالأحزاب السياسية والتي استخدمت الدين كغطاء لها في الحكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً