الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى وزير التعليم الأردني الدكتور تيسير النعيمي

سندس القيسي

2019 / 11 / 27
حقوق الانسان


لقد نمى إلى علمي ان بعض المعلمين/ المعلمات في بعض المؤسسات التعليمية يستخدمون وسائل مع التلاميذ للتقرب إليهم وكسر الحواجز بينهم، أي بين الطالب والمعلم. ولكنهم يبالغون في ذلك. وعلى سبيل المثال، يعمد بعض المعلمين الى إمطار الطلاب التلاميذ إناثًا وذكورًا بقبلات هوائية قد تكون وسيلة تحبب. وقد يتجاوزون ذلك إلى احتضان وتقبيل الطلاب ذكورًا وإناثا لتحفيزهم على التعلم، حسب ما يدعون.

أناشدك بأن تنشر تعميمًا لجميع المؤسسات التعليمية لوقف هذا السلوك المربك، إينما وجد. وأرجو أيضًا أن لا يكون هناك أي نوع من أنواع العقاب الجسدي والنفسي للطلاب لأن طلبتنا هم المستقبل ويستحقون الأفضل على الإطلاق. فهم أملنا وبناة الغد وسيحملون الوطن على كاهلهم، ولهذا يجب أن نمنحهم الحياة القويمة والمحبة التي هي أكبر من العناق الجسدي ومن القبل فارغة المعنى. فلا يحق لمعلم ذكرًا كان أو أنثى أن يلمس الطلاب إناثًا كانوا أم ذكورًا (يعني حتى لو كانوا من نفس الجنس)

أما لماذا اعترض على هذا السلوك، فذلك لأنه خطأً بالإساس. فالجسد له حرمته التي يجب أن لا تخترق. فما بالك عندما يحدث هذا لطلاب في سن المراهقة قد لا يميزون بين الصح والخطأ، بين العاطفة والحنان، بين ما يجوز ولا يجوز، بين ما يحق ولا يحق. اذا كان المعلمون أنفسهم لا يميزون بين كل ذلك. فكيف يميز الطالب وهو ما زال طفلاً في طور النمو حتى وإن كان مراهقًا. إن ما يفعله المعلمون من تعبيرٍ عن مشاعر للطلبة غير صحيح لأن ذلك يربك الطالب من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون نوعًا من أنواع الإبتزاز العاطفي. على سبيل المثال، قد يستهدف المعلم الطالب الغني بتدليله وإغداق المشاعر عليه دون غيرة لغاية في نفس يعقوب. وهذا سيخلق سياسة تفضيلية تفرق بين الطلاب، عوضًا عن التعامل مع الجميع دون تفضيل طالب على طالب.

إن خلق بيئية تعليمية لا تطبق المساواة ولا تجتنب الشبهات، لا يصب في مصلحة الطلاب. فلماذا تبادل القبل والإحتضان بين الطالب والمعلم؟ ما الغرض من هذا؟ هل يجعلنا هذا متحضرين وديمقراطيين؟ أنا أقول كلا، على العكس من ذلك. يجب أن نضع حدودًا واضحة بين المعلم والطالب. ويقال في الغرب أن المعلم يجب أن يحتفظ بقدميه ويديه لنفسه وأنا أضيف قبلاته وقبلاتها الهوائية.

يجب أن نحمي أطفالنا ومراهقينا من كل ما قد يسئ إليهم نفسيًا أم جسديًا. يجب ان نحميهم من معليميهم. هم لا يدركون ولكن نحن كبالغين يجب أن نعرف. يجب أن لا نتخطى الحواجز والخطوط التي يجب أن تكون حمراء بين الطالب والمعلم. لقد تعلمت في مدارس الكلية العلمية الإسلامية دون أن يحضني أحد من المعلمين أو يقبلني أو حتى يرسل لي قبلة هوائية. وقد أبليت بلاء حسنًا طوال حياتي.

لا يجوز استخدام المشاعر الجياشة أو القبلات أو القبل الهوائية، التي قد تكون لها إيحاءاتها، كوسائل تعليمية وكطريقة لتحفيز الطلاب. المعلمون إذ يفعلوا ذلك يعلمون الطلاب سبل التفوق الرخيص. الآن قبلة أو إحتضان أو قبلة هوائية وغدًا تتعلم الفتاة أن تفعل أي من ذلك أو كل ذلك كي تحظى بجائزة ما هي علاوة أو زيادة في الراتب وما إلى ذلك. وكذلك يفعل الطالب وقد يتعلم الرشوة والإبتزاز، لأننا من الأساس لم نفعل الشيء الصحيح، وخلطنا الحابل بالنابل ولم نضع حدًا فاصلاً بين العقل والقلب والحواس. وفي النهاية، كل هذه المشاعر الكذابة، المفبركه ليست حقيقة وما هي إلا مجاملات مبتذلة لا تجدي ولا تنفع. وعلينا أن نتوقف الآن هنا.

ما ينطبق على المدارس يجب أن ينطبق على كل الجامعات والمعاهد التعليمية. المبادئ لا تتجزأ. على المعلم والأستاذ والدكتور الجامعي والبروفسور أن يكونوا مثالاً للنزاهة وقدوة حسنة للطلاب إناثًا كانوا أم ذكورًا. وهل نتذكر قول الشاعر أحمد شوقي: قف للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا. لكن هذا ينطبق فقط على المعلم الذي يصون كرامته وكرامة غيره ويحفظ ماء وجهه ولا يقوم بعملٍ غير لائق سواء كان ذلك عن وعي أو غير وعي. كذلك عليه أن يركز على رسالة التعليم التي يجب أن تكون واضحة وتحقق المساواة والعدل بين الطلاب دونما أي ابتذال للمشاعر والمبادئ الإنسانية الحقيقية والحقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | حرية التعبير المزعومة في أميركا تسقط داخل حرم ا


.. This Ukrainian building known locally as -Harry Potter castl




.. بلينكن: لمّ الشمل مع الأسرى في صميم ما نحاول القيام به


.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة




.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال