الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إشتدي يا أزمة تنفرجي … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2019 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية
الازمة الحاصلة في الشارع العراقي ليست وليدة اليوم بل تمتد جذورها الى مابعد سقوط النظام البعثي وصياغة نظام طائفي مناطقي عرقي من قبل الامريكان ، وهو لب المشكلة وما هذه الا واحدة من تداعياته وربما هي الاخطر !
المشهد العراقي يزداد سوءً وغموضاً فمن جانب الحكومة لا استجابة سريعة لتلبية مطالب الشارع حتى تمنع المزيد من التداعيات واخطرها الانهيار الاقتصادي في ظل تعطيل الحركة الاقتصادية وعمل الدوائر الحكومية … اما الجانب الشعبي فالاصرار واضح على تحقيق كل المطالب ولن يقبل بالحلول الترقيعية كالتعديل الوزاري ، وتصويب بعض المسارات التي تقول عنها الحكومة بانها كانت خاطئة ، والتي تسعى الى تسويقها ، وهو كما يبدو اكثر ماتستطيع القيام به في الوقت الحاضر على الاقل ، لانها مكبلة بمصالح الكتل الفئوية والانانية !
فلا احد من الكتل يريد تقديم تنازلات لحلحلة الموقف باتجاه حل ما ، ينهي الازمة ويحقق الاستقرار والسلام ، وربما تداري الحكومة عجزها على المراهنة على عامل الوقت ، او على الاستياء العام وتذمر الناس الغير مشاركين بشكل مباشر في الاحتجاجات ، بسبب الفوضى المرافقة للتظاهرات وما تحدثه من ضرر بمصالحهم الحياتية !
ان عملية شد الحبل الحاصلة بين الحكومة والمحتجين لن توصل الى حل ينقذ البلد من الخطر القادم الذي ربما يحرق الاخضر واليابس … فاصرار الشارع على مبدء اما كل شئ او لاشئ لهو سذاجة وضرب من الخيال لان الامور ليست بالبساطة التي يتوهمها البعض فالموضوع كما يبدو لم يعد محلياً بل تخطاه الى ابعد من ذلك !
على اخوتنا المحتجين على هذا النظام الفاسد الذي تسبب في ضررنا جميعاً وسرق اموالنا ونهب خيراتنا وخيرات بلدنا ان يدركوا اننا نحن من سيتضرر … نحن وانتم الراسخون على هذه الارض منذ الميلاد الى الممات اما من قدموا من وراء البحار فقد عاد الكثير منهم الى جحورهم بعد ان لملموا غنائمهم من مال سحت … واذا تعرض الوطن الى اي خطر كما لانتمنى ، فان البقية جاهزون الى التسلل والعودة من حيث أتوا مع كامل غنائمهم التي سرقوها من اموال وحصة العراقيين الفقراء تاركين اهله وقوداً للموت والمعاناة …
الاحظ كما يلاحظ غيري بان نسبة اعداد الشباب المتظاهرين اغلبها في سن العشرينيات وهو مؤشر على انهم لم يعيشوا مأساة ومعاناة النظام البعثي المقبور ولايعرفوا بان البعثيين اعتاشوا ، وسيحاولون الكرة على غفلات الزمن واصطياد اللحظة وسرقة الانتصارات ، فهم بينكم الان وربما يحركون عرائسهم بهدف تحقيق حلم العودة ، فاحذروهم ولا تدمروا العراق واهله وتعطوهم هذه الفرصة فالذي عشناه في ظل حكمهم الهمجي لا ولن نسمح بأن يعود وتعود أيامه السودة ، واذا كان عندكم شك ما فاسألوا اهلكم ليحدثوكم عن قصص العراقيين ومآسيهم لتاخذوا العبر والدروس !
فلا نريد ان نكون كمن يدمر بيته بيده … تظاهروا ولكن بسلمية دون التخريب والحرق وقطع الشوارع وتعطيل الحياة فهذا لن يصب في مصلحة أحد ، واحذروا المتسلقين على الاختلافات ! وكما قيل لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ! ويجب ان نتعلم كيف ندير الاختلاف بيننا باسلوب حضاري ولا نحوله الى خلاف يولد ضرراً للجميع ! وان لاتتركوا الغضب يأخذكم الى مكانات لانريدها جميعاً … فالفاسدون وسراق المال العام الى زوال ولامكان يليق بهم الا مزابل التاريخ خالدين فيها ابدا !
ولاننسى دور الاعلام المغرض الذي يصب الزيت على النار ولكل محطة اعلامية لها اجندتها التي تعمل عليها باستماتة ، ولا تتصور خروج حرف واحد من افواه ناعقيها غير مدروس بعناية ، وكأنه رصاصة موجهة الى هدفها بدقة فالاعلام اصبح اليوم عِلماً ، ومن اخطر العلوم والذي يمكن تحويله الى سلاح فتاك يمكن استخدامه من قبل اصحاب فكرة ما يسمى بحروب الجيل الرابع ، وهو تدمير الدول من الداخل دون عناء اطلاق رصاصة واحدة ! لاتستمعوا الا لاصوات ضمائركم وصوت عراقنا جميعاً ، لاتكونوا اداة لتنفيذ اجندات الغرباء واذا استمريتم في الحرق والتخريب ستخسرون القضية التي ضحى من اجلها الكثير من الشباب بارواحهم والكل سيقف ضدكم !
نحن نعلم بان اغلبكم اذا لم يكن كلكم لايسمع صراخنا خوفاً عليكم وعلى بلدنا واهلنا ، ولكننا نُسمِع صراخنا الى التاريخ ليكتب باننا ادينا الامانة !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر