الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال

هويدا طه

2006 / 5 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أتيح للمواطن المصري في كل مكان- عبر قناة الجزيرة مباشر- متابعة اجتماع له أهميته.. في أجواء سياسية مشحونة بتقدم القضاة الصفوف في معركة الشعب المصري مع نظام حاكم تأسس على التزوير، حيث نقلت القناة اجتماع الجمعية العمومية لنادي القضاة، ألقيت العديد من الكلمات التي كانت كلها تصب في اتجاه الغضب من الحكم الصادر بتوجيه اللوم إلى المستشار بسطاويسي.. بعد الحكم ببراءة المستشار مكي.. وهما الاثنان قاضيان رمزا لمعركة (البحث عن العدالة في مصر) عندما عقد لهما النظام الحاكم المتهاوي جلسة تأديب.. لإقدامهما على فضح ما تم من تزوير في الانتخابات الأخيرة، (كم هو مستفز تسمية هذا العبث باسم جلسة تأديب!، إن كان ذنبي دفاعي عن حقوقكم.. فلستُ أدري وربي كيف أعتذرُ!) إحدى تلك الكلمات كانت لقاض قال أنه سيكتفي برواية حكاية قديمة شهدها وكان المستشاران مكي وبسطاويسي بطليها، بالفعل كانت حكاية مؤثرة.. قال إن هذين القاضيين الجميلين كانا معارّين منذ سنوات خلت لإحدى الدول العربية- لم يذكر اسمها- مع عددٍ من قضاة مصريين آخرين، وذات يوم حكم قاض مصري في قضية ما بحكم يتفق وقانون ذلك البلد لكن الحكم لم يعجب رئيس الدولة.. فقام بفصل القاضي، حينها أعلن المستشاران مكي وبسطاويسي أنهما (يرفضان مبدأ عزل قاضي).. وامتنعا عن الذهاب إلى المحكمة ما لم يُرّد ذلك القاضي إلى عمله، واستمر امتناعهما شهرا كاملا رغم ما يمكن أن يطالهما هما أيضا من فصل يربك حياة أسرتيهما.. وأبنائهما المسجلين بمدارس قد يؤدي فصل الأبوين إلى تركهما الدراسة فيها وما إلى ذلك من تبعات، وخوفا من الفضيحة راح وزير العدل في تلك الدولة يتوسل لهما كي يعودا إلى عملهما.. لكنهما رفضا إلا بعد إلغاء قرار فصل ذلك القاضي، وبالفعل تمت الاستجابة لشرطهما فعاد القاضي إلى عمله ليكمل بقية مدة عقده.. فعادا إلى المحكمة لمزاولة عملهما، بعد تلك الحكاية سعدنا في برنامج القاهرة اليوم بمكالمة هاتفية أجراها البرنامج مع المستشار بسطاويسي بعد تعافيه من أزمته الصحية.. أسعدتنا لأنه أولا بدا معافا من مرضه.. وثانيا لأنه بدا ذلك الشامخ الذي تبنى تلك المواقف داخل الوطن كما بخارجه، قال بسطاويسي عبر الهاتف:"سأحاكم كل مسئول عما يجري ولن أفرط في حقي ولا حق وطني"، يا إلهي كم أحببنا هذا الرجل! موقفه تجاه النظام المزور ليس وليد لحظة إذن.. إنه رجل نظيف شامخ كريم منذ البدء.. لم يفرط قبلا .. وبهذا الشموخ الذي تحدث به رغم أزمته الصحية لن يفرط من بعد، برنامج القاهرة اليوم عرض صورة نشرت في الصحف للمستشار محمود أبو الليل (وزير العدل- المصري- هذه المرة!) وهو يقبل رأس البسطاويسي في سريره بالمستشفى، وهي صورة يتداول الحديث عن قوله خلالها لبسطاويسي"أنا عليّ ضغط.. أعذرني مش بإيدي"!، لا يستطيع قول مثل هذا من وزير العدل أن يثير تعاطف البعض معه.. إذ متى يكون الموقف مبدئيا إذا لم يكن متحديا لمثل هذا الضغط؟ قد يتساوى وزير العدل والقاضي المتمرد في كراهيتهما للظلم الواقع على المصريين قضاة ومواطنين.. لكن الفارق بين أبو الليل والبسطاويسي أن كليهما ضُغط عليه.. استجاب ابو الليل للضغط وهو يتأوه قائلا" مش بإيدي"!.. بينما رفض بسطاويسي وتحدى الضغط، الأول لم ينجح في إثارة تعاطفنا معه والثاني نجح في نيل احترامنا.. ثم راح الأول يزور الثاني في المستشفى قائلا اعذرني مش بإيدي!.. ألم يصف أمل دنقل موقفا كهذا في قصيده:" كلُ باقة.. بين إغماءةٍ وإفاقة.. تتنفس مثلي بالكاد ثانية بثانية.. لكن على صدرها حملت راضيةً.. اسم قاتلها.. في بطاقة"!
** بطل جديد في معركة الاستقلال:
حركة 9 مارس لأساتذة الجامعات في مصر.. بدأت رويدا رويدا تعلن عن ظهور مقاتل آخر ذي حيثية إلى جانب القضاة.. في معركة الاستقلال ضد العائلة المحتلة لحكم مصر، فهذه معركة لابد لها من أبطال على تلك الدرجة من الوعي.. وهم بطبيعة الحال ينتمون للطبقة الوسطى.. التي غللت بالقيود طوال العقدين الماضيين، لن تتحرك ملايين مصر قبل تحرك أمثال هؤلاء، لكن هذه الحركة في حاجة إلى ظهور إعلامي.. كي يعرف بها المواطنون التائهون اللاهثون بحثا عن قيادة.. ما زال أساتذة الجامعات- ربما- غير مبالين بأهمية أن يستخدموا الإعلام كي يرسلوا رسائلهم للمواطنين، فالأستاذ الجامعي كما القاضي.. يحظيان باحترام مغروس في نفس المصري (حتى وإن ظهر بين هؤلاء وهؤلاء بعض الفاسدين أو الخانعين).. القضاة أثاروا في نفس المواطنين الرغبة في الخروج ورائهم لمساندتهم لأن (العدل) مطلبهم.. لابد إذن لأساتذة الجامعة من حرص على الوصول إلى الناس لأن (استقلال التعليم) مطلبهم.. فالعدل على يد القاضي واستقلال التعليم على يد الأستاذ هما مفتاحا النهضة والتقدم والاستنارة.. التي يبحث عنها لاهثا بلا جدوى.. الشعب المصري، وشاح الأستاذ الجامعي كما وشاح القاضي.. يحملان رسالة إلى الناس بأن الصفوف الأولى بدأت تتشكل.. وحانت لحظة الالتفاف، ليست لأساتذة الجامعات في صحوتهم رفاهية أن يكونوا كشيء مر بلا أثر! فقط يحتاج الأساتذة إلى خطة إعلامية.. تساهم في توصيل كلمتهم إلى الناس.. إلى كل نائم ٍ مستغرق ٍ في الكرى.. خطبُه قد أقلقَ.. حتى النيام..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال