الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دقيقتان مع ونستون تشرشل

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2019 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ونستون تشرشل من الشخصيات الهامة في القرن العشرين، كان متعدد المواهب فهو خطيب، وكاتب، وسياسي استحوذ على اهتمام الكثيرين في عصره.

في أحد أيام كانون الأول عام 1941 وبعد انتهاء ونستون تشرشل من ألقاء خطابه في مجلس العموم الكندي في أوتاوا وذلك من أجل حشد الحكومات في أمريكا الشمالية ضد ألمانيا النازية. وأثناء تواجده في أروقة مبنى البرلمان, فوجئ بأحد المصورين الشباب يطلب منه التصوير, فاغتاظ جداً, وانفعل لعدم أخذ إذن مسبق, ولكنه وافق في النهاية على مضض, ثم قال للشاب في غضب: سأمنحك دقيقتين فقط لا غير, أسرع أيها الشاب.

وشرع في إشعال سيجاره الشهير وهو يُزمجر متذمراً: لماذا لم يطلعني أحد على هذا؟ ولكن المصور الفوتوغرافي الأرمني السوري "يوسف كرش" لم يعبأ بما كان تشرشل يبربر به, وطلب منه أن يطفئ سيجاره. فلم يكن يريد تصوير رئيس وزراء بريطانية بطريقة تقليدية يظهر فيها كما ظهر في كثير من الصور ممسكاً بسيجاره. تقدم المصور الشاب من رئيس وزراء بريطانية ممسكاً مطفأة سجائر. ولكن تشرشل استمر في التدخين ورفض طلب المصور بإزالة السيجار من فمه, عندئذ اقترب المصور من الرجل العظيم وقال له: "اعذرني يا سيدي" . وبهدوء انتزع السيجار من بين شفتي تشرشل. وبينما كان تشرشل بين الحيرة والاندهاش من هذا الفعل المفاجئ من جانب الشاب الشجاع, كان يوسف كرش أمام الكاميرا يلتقط الصورة بمهارة الفوتوغرافي القدير.

وقد سجل المصور المحترف يوسف كرش هذه الدقائق مع ونستون تشرشل في أول كتاب نشره عام 1946 تحت عنوان "وجوه القدر" قال فيه:

"لم يكن تشرشل في حالة مزاجية تسمح بالتصوير ودقيقتان هما كل ما سمح لي بهما من وقته. كانت الدقيقتان ضئيلتين جداً ويجب عليَّ فيهما أن أحاول أن أضع على الفيلم رجلاً كان بالفعل قد كتب و كتبت عنه مكتبة كاملة, رجلاً حيَّر كل كتاب سيرته, وملأ العالم قاطبة بشهرته. نظر تشرشل إلى كاميرتي كما لو أنه كان ينظر إلى عدو ألماني. وبالغريزة قمت بإزالة السيجار من فمه وفي هذه اللحظة ازداد عبوس تشرشل عمقاً كان رأسه مدفوعاً إلى الأمام على نحو قتالي وقد وضع يده على وركه في موقف ينم عن الغضب" .

أحس تشرشل بأنها كانت صورة نادرة, فقال للمصور الشاب وقد تغير مزاجه فجأة: "بإمكانك حتى أن تجعل من أسد يزأر يقف ساكناً ليُصوَّر". وقد دفع هذا التشجيع المصور الشاب ليلتقط صورة أخرى.

نعم هذه الصورة الأخرى هي ذلك البورتريه الشهير لرئيس الوزراء البريطاني الجالس على كرسيه والتي انتشرت في أنحاء العالم قاطبة. وقد اعترف تشرشل بعد ذلك بجمال وروعة ذلك البورتريه الذي استخدم آنذاك على طوابع البريد في ستة على الأقل من دول الكومنولث.

ملحة الختام:

حدث حين كان يلقي كلمة في البرلمان عن حرية المرأة والقوانين الخاصة بالنساء في بريطانيا، أن بالغ بالعيار بعض الشيء وشن بكلامه حملة على المرأة، دفعت بإحدى النائبات الى أن تصيح به:
لو كنت زوجي لوضعت لك السم في القهوة لأتخلص منك.
وبسرعة أجابها تشرشل:
لو كنت زوجك لشربتها فوراً.

ونستون تشرشل في دقيقتين:
https://www.youtube.com/watch?v=gINqQxMND7M








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ