الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صراع الهوية

راغب الركابي

2019 / 11 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 
يواصل الشعب العراقي صراعه من أجل الحرية والكرامة والإستقلال ، مدفوعاً برغبة عارمة على تصحيح كافة المسارات التي خلقت هذه الضائقة للشعب وللدولة  منذ  2003  ، ويعلم العالم  كم كان  شعب العراق  سخياً ومطواعاً في كل الساحات التي كان يُنادى فيها إليه ، بدءا من عمليات الإنتخابات  المتكررة  الشكلية  والتافهه  ، ومرورا بحربه ضد زمر الإرهاب والتمرد  التي صنعها المحتل  وأعوانه   ، ولم يبخل هذا  الشعب  في  هذا  الطريق  وقدم  كل غال وعزيز من تضحيات ودماء كثيرة  .
  وكان  في ذلك  كله  يظن ظناً قوياً بأن هذه الحكومات التي خدمها  سيكون لديها  من الشرف والمسؤولية  في تقدير وإحترام  تضحياته ومواقفه   ، ولم يكن يعلم إن هذه الزُمر المتأمرة  هي  أسوء خلق الله وأكثرهم دناءة وقباحة ووقاحة وشر ، هؤلاء  الموتورين تعاقدوا و تنافسوا  جميعا  على سرقة  مال الشعب  ونهب ثرواته  و كلا من موقعه  ، ولهذا  لم يسلم من  خيانتهم  للأمانة  كل مرفق من مرافق العراق  صغيرا كان أو كبيرا  ، ومع  هذا  لم  يكن  الشعب يرغب في المواجهة  بل أتبع كل  سبل السلام  ،  ليساعد  من يريد  الإصلاح والتغيير  بحق ومن يرغب  من غير تزييف  وخداع  ، لكن جهود  الشعب الطيبة  هذه  لم تستطع  الوقوف  أو إيقاف  هذا الهدر والفساد والسرقات  والخيانة  للأمانة والوطن   ،  وقد عجز  البعض  من المخلصين  في أداء دور الناصح  الأمين  وضاعت جهودهم هباءا  في ظل هذا الإصرار والمماطلة  والخداع  المكشوف  ،   وهكذا عجزت بل  خسرت رهانات الإصلاح من داخل مؤوسسات الحكم أو من القريبين منه   .
وهنا  كان لا بد من وثبة  شعبية عارمة  تعمل  على تغير هذه الأحوال وإن أدى ذلك إلى صراع  و تعطيل  في حركة الحياة    ، وكان الشعب  هذه  المرة  في الموعد   ،  فكانت ثورة تشرين الجبارة  التي كشفت عن المعدن الحقيقي للإنسان العراقي المحب لوطنه ولشعبه   ،  مجسدة كل معاني البطولة  والشجاعة والثقة بالنفس  والإعتماد  على القدرات الذاتية   ،  وكانت  محافظات الجنوب  أساس  الثورة وعمادها  على كل هذه  الأحزاب والتجمعات  التي أحدثت  تلك الشروخ في عقل وجسد الوطن الواحد ،   هي ثورة ضد  الطائفية  وضد العنصرية  وضد التبعية  هي ثورة الوحدة  ،  ولأنها كذلك  فقد عجزت كل الأبواق المعادية في الحد منها  ومن تقدمها   ،  وهي ليست ثورة الشيعة  على بعضها كما يتوهم متوهم ،   بل هي ثورة الحرية والعدالة  والسلام  وفي   هذا الصدد  ، يلزمنا  توجيه  اللوم  لأبناء  محافظات  الغربية  والشمال   ،  وموقفهم  المتفرج  واللامبالي  إذ لا يصح أبدا الوقوف في قضية الوطن   على الحياد  ، وإنتظار ما تؤول  إليه  الثورة  من نتائج  ثم الركوب على الموجات   .
وأنتم  ونحن جميعاً قد تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود في   هذه  الثورة  التي تختلف  في الشكل والمضمون  عن كل ما سبقها من إعتصامات وتظاهرات   ،  فالذي مضى كان شيئا  وهذا شيء أخر  ،  الذي مضى  كان  مجرد ردات فعل  ليس أكثر ،  وكان  في الغالب العام  مدفوعاً بالتنافس السلبي الطائفي البغيض ،  أما اليوم فلا مجال للحديث عن هذا كله   ، الكلام اليوم عن الوطن  الجامع الموحد الذي يجب أن تُسترد  له كرامته وعزته   ،  الوطن  الذي كان  والذي  يجب أن يكون  ،  والذي  فيه تتجلى  الهوية  الوطنية  بكل معانيها  ،  من غير أحقيات أو تسويف  أو تقسيم  قادم من وراء الحدود  .
إن الفتح المبين قادم لا محالة ، طالما تجاوز الظالمون المدى وتعدوا على الشعب قتلاً وتدميراً ، وأما الرجوع إلى الوراء أو القبول بأنصاف الحلول  فهذا من المستحيل  لأنه  قد  أنتهى أوانه ،  والشعب لا يقبل إلاَّ بحقه كاملاً غير منقوص ، وهذا أصبح معلوماً  وقد أثبت الشعب ذلك وفي قدرته على أخذ حقه ،  وإن تهشمت الكثير من الجماجم وتحطمت الكثير من  عناوين  هذه الدنيا الزائفة ،  فقدر العراق وشعبه الصبر والصمود والإنتصار (  وبشر الصابرين  ) ..

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح