الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناصرية الصارخة بوجه المفسدين

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2019 / 11 / 29
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


لا فرق على ما يبدو
في باب الطاق او الباب الشرقي
سيصطخب الناس المغمورون بكل الاجناس
ويشكون الحرب
وهذا الجدب
وضيم الجوع
وما ال اليه غلاء القوت،
ووقع الجبروت
ويخرج هذا المربوع على عرش الكهنوت
لينطق بالصمت
ويوعد بالغيث
وتغيير فضاءات الطقس
وينقشع الجمع الى جمعة قارعة اخرى ،
لكن الصرخة تترى
تترى،
تبقى تنذر بالبرق الفاتك،
تحتد،
تمتد،
لتقسط كل عروش الطغيان. ((الشاعر مجبل المالكي)) – سدرة الغروب- البصرة -2018
ان القوى السياسية في العراق اليوم لا ترعوي عما ترتكبه من مجازر منذ انطلاق الاحتجاج الشعبي في تشرين/1/2019 ، فبعدما ارتكبت هذه المجازر الفظيعة انبرت الاصوات الحقة للتحذير من ارتكابها والحد من استهداف المتظاهرين في بغداد والبصرة والناصرية والعمارة وغيرها من مدن العراق الصارخة ، الا ان عنجهية السلطة وكلابها المسعورة استمرت دون خوف او وجل من قوى محلية او دوليةى ودون حياء بقتل المتظاهرين العزل وبوحشية تذكرنا بأيام الطاغية صدام ، وها هي ايام الاحتجاجات تمر والتاريخ يسجل ظهور طغاة جدد في الساحة العراقية والسبب هو الريع/ النفط ولعنته التي جعلهم يثرون على حساب المال العام ويدججون بالسلاح لنشر الرعب في قلول الناس ظنا منهم وبغباء طبعا وهو غباء الطغاة ان الرعب سيسكت الناس متناسين ان الدم يرضع الدم ويولده فاين الطغاة منهم متشدقين بالفاظ عفى عليها الزمن من قبيل مندسين وغيرها في اشارة الى اعمال الحرق متناسين انه في كل مظاهرات الارض واحتجاجاتها يترافق معها مظاهر من قبيل العنف،الحرق ،قطع الطرق وغيرها، لان الناس تعجز من السلطات وتسويفاتها فتساق للعنف كورقة ضغط والا لا مندسين ولا(بطيخ) وان كان من مندسين فهم احزاب السلطة وزبانيتها، وهم معارضة الامس تناسوا ما فعلوه في انتفاضة 1991 ضد نظام البعث المقبور من عمليات حرق وتخريب واليوم هم يسقطون اية جهة من المتظاهرين تقوم بهذا ، وبعد كل هذه الدماء الطاهرة الزكية رجعت حكومة القناصين هذه المرة في ذي قار الحبيبة تقتل الشباب المحتج وبدم بارد، دون ان ترعوي ولو للحظة لما اقدمت عليه، والناس ما زالت تنتظر خطبا من هنا وتوصيات من هناك في حين ان اهل هذه الخطب انفسهم قد تنصلوا من اية دعوات للحل وانما اكتفوا بالنصح والارشاد والناس ما زالت تنتظر الحل منهم، فلا حل الا بيد الشعب وقراراته ومرجعيته هو لا احد غيره ، فالشعب مصدر السلطات.
الناصرية والنجف والبصرة من قبلهم قد قتل المتظاهرون فيها على يد حكومة حيدر العبادي المخزية التي قامت بقتل المتظاهرين في البصرة بشكل يشبه ما فعلته حكومة عبد المهدي اليوم، ولكنه ولكونه خارج السلطة يعيب على حكومة المهدي ما تفعله. لقد اثبتت الناصرية وفي كل مرة تثبت انها رمز للحرية والعدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق ، ان مجزرة الناصرية التي ارتكبتها حكومة عبد المهدي انما تدل وبشكل لا يقبل الشك على مقدار الظلم الذي تنتهجه هذه الحكومة المعتلة وتمسكها المذل والمهين بالسلطة وقد اثبتت السلطة فشلها الذريع في معالجة كل الازمات التي تمر في البلد ومنها اتباع الحل السلمي مع الاحتجاجات بعيدا عن سقوط الابرياء كما اثبت شباب الناصرية بطولات فريدة وهم يقفون بوجه الالة الاستبدادية لعبد المهدي وزبانيته وهكذا هي اور ستظل عصية جبارة مكرمة على مر دهرها وهي تقف صارخة بوجه المستبدين والمفسدين مطالبة بارجاع الوطن الى ابنائه.
ان غياب الديمقراطية وتغييبها وتعطيلها هو الاسباب لكل هذا الذي يشهده العراق فلا تقدم ولا حرية ولا استقلالا حقيقيا ولا وحدة لمجتمع ولا تطور في كل الاتجاهات ولا عدالة الا في ظل ديمقراطية حقيقية وليس ديمقراطية احزاب وفئات . ولا بد من الاشارة هنا الى ان الاستبداد بكل صيغه ، لاسيما بالصيغة التي عليها حكومة عبد المهدي اليوم تخلق لكي تطيل امد بقائها في السلطة الشروط السياسية والاجتماعية والثقافية والايديولوجية في المجتمع ومؤسساته وفي الدولة ومؤسساتها الشروط التي تعطيها"الشرعية" حسب نظرها ولكنها لا تعرف ان كل الشروط التي تمنحها هكذا شرعية تسقط مع سفك الدماء ، وهذا ما فعلته دماء شباب الناصرية ومن قبلها البصرة والقائمة تطول فتحية لمدينة الصمود وتحية لشبابها الابطال وستبقى الناصرية (زهرة العراق الفواحة بدم الشهيد) و(معقل ابطال تشرين) و(الصارخة بوجه المفسدين والمستبدين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟