الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كومونة ساحات التحرير الحلقة السادسة المرجعية الدينية كشفت عن هويتها وهوية الطرف الثالث

مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)

2019 / 11 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مضى اسبوع دموي فضيع ، تواصل خلاله سقوط عشرات القتلى الجدد ومئات الجرحى من صفوف الشبيبة المتظاهرة على اثر الجرائم البشرية التي تقترفها قوات القمع التابعة للحكومة و الطرف الثالث . في خضم اصرار ومواصلة الطغمة العسكرية والسياسية والدينية الحاكمة في العراق على تصعيد جهودها في مواجهة وقمع المظاهرات السلمية، كان الكثيرين من المعنيين والمهتمين والمراقبين لتطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق ينتظر باحر من الجمر خطبة صلاة الجمعة ، متوقعا هذه المرة الاطلاع على موقف صريح وجرئ وصادق لمرجعية السيستاني، كانوا بانتظار موقف المرجعية بعد سقوط سلطة الحكومة في ساحات التحرير في الايام الاولة لانظلاقة الانتفاضة ، بل كانوا منتظرين من المرجعية ان تعلن موقفها امام حمامات الدم التي جرت يوم امس الخميس، اليوم الاشد دمويا في كل من الناصرية والنجف الاشرف بوحشية، يمكن وصفه حسب كل المقاييس الانسانية والسياسية والحكومية والامنية والاعلامية بانها كانت اشد عنفا من جرائم المجرمين الفاشست.
ان خطبة صلاة الجمعة اليوم التي صادفت مراسيم دفن عشرات القتلى من الشباب والاحداث في كل من الناصرية والنجف، جائت مخيبة للآمال التي كان منتظرا منها. المرجعية و كعادتها في الخطب السابقة قد وضعت الحكومة والبرلمان والشبيبة المنتفظة في كفة ميزان واحد، المرجعية تنظر اليهم جميعا بعين واحدة وتخاطبهم بلغة واحدة!. القاتل والمقتول والمتفرج في نظر المرجعية سيان!، الكل ابرياء من الاحداث الدموية الماساوية . المرجعية في خطبتها القصيرة اشارت بوضوح الى استنكارها لحرق القنصلية الايرانية ونسبت القائمين بالحرق الى المندسين من الطرف الثالث. ان سقوط مبنى القنصلية الايرانية في نظر المرجعية اكثر اهمية من التعبيرعن الاسى والبكاء واللطم واعلان الحداد على سقوط العشرات القتلى ومئات الجرحى من المنتفضين في مدينة النجف والناصرية عشية خطبتها بساعات قلائل. المرجعية لم تعزي امهات الفتية الشيعة الذين سقطوا برصاص قوات حكومة الاحزاب الشيعية وميليشياتها الشيعية وفي مدينة النجف الاشرف الشيعي تحديدا. المرجعية لم تنسى التذكير من ان وراء الحرائق واعمال التخريب يقف ( طرف ثالث)ّ!، ولكن هذه المرة قد كشفت بمنتهى الوضوح ولو بشكل غير مباشر من ان … خلف حريق القنصلية الايرانية واعمال التخريب والقتل هم

اعداء العراق واعوانهم الذين يطمحون الى العودة الى زمن الدكتاتورية

بهذه العبارة الوقحة تحاول المرجعية تغطية الشمس بالغربال والاستهانة بالدماء الزكية للشبيبة العراقية التي انتفضت لاستعادة الوطن المغتصب من الحكومة الايرانية والامريكان من بغداد ومرورا بكربلاء و نجف و صولا الى البصرة. خطبة المرجعية اليوم كانت كسابقاتها عمومية غير واضحة المعالم وخالية من موقف صريح حازم وحاسم من مجازر انتفاضة اكتوبر. خطبة المرجعية اليوم انصبت مجددا في دعم وحماية مافيات السلطة الميليشياتية الحاكمة , مؤكدة وبشكل مبطن من ان الحراك الشعبي يحمل في طياته اذناب واعوان البعثيين الذين يطمحون الى عودة الدكتاتورية، والمقصود هنا هو سلطة دكتاتورية صدام
مرجعية السيستاني تريد ان تقول ان الحل قي الخروج من هذه الازمة هي ليست في استقالة الحكومة وحل البرلمان والغاء الاحزاب و محاكمة القتلة وجنرالات الفساد المالي والاداري والى اخره من المطالب المشروعة للمنتفضين اليوم والمقتولين منهم بالامس، وانما تحاول مستميتا تبسيط وتسويف الامور. مرجعية السيستاني سعت اليوم ايضا الى حرف الانظار عن مطالب المشروعة للمنتفضين الحاليين بتوجيه الدعوة للبرلمان الى..... اعادة النظر في اختياراته في الحكومة

يفترض بالمرجعية ان تعلم من ان البرلمان عاجز عن ايجاد اي حل للازمة القائمة حاليا لان البرلمان الحالي وسابقاته و بمجمل تشكيلاتهم الحزبية سابقا وحاليا، ما هم الا احد جزئي معادلة سياسية تجمع بين البرلمان والحكومة، والاثنان يشكلان معا جسد المحاصصة الطائفية المقيته، ومتلاحمان مع بعضهما بروابط مصيرية وثيقة، يشبه ترابط جسد الافعى برأسه ، حيث لا حياة للجسد بدون الراس ولا الحكومة قادرة على البقاء بدون جسد برلمان المحاصصة

الايام حبلى بالاحداث التي في احسن احوالها لن تكون قادرة على ايقاف نزبف الدم. وما توقيت اعلان عادل عبد المهدي باقدامه على الاستقالة بعد خطبة الجمعة مباشرة الا دليل على عمق الترابط بين سلطة رجالات الدين والدولة في العراق منذ 2003، وبتعبير اخر هو دليل على مدى عمق تدخل المرجعيات الدينية و دورها في امور البلاد السياسية. انهم يريدون اقناع الجماهير بان ما لم تنجزه الانتفاضة العارمة في جميع المحافظات على امتداد شهرين دمويين انجزته المرجعية بخطبة واحدة دامت بضعة دقائق

المرجعية هي اول الخاسرين بعد عادل عبد المهدي في الجولة الاولى للماثرة البطولية للشبيبة المنتفضة. لقد ادركت الشبيبة الان من يوميات سوح النضال ومن خلال تضحياتها الجمة التي لا تعوض ومن خلال معاناتها والآمها الجسدية والروحية من ان تغطية الراس بعمامة سوداء لا تزكي نزاهة و انسانية حاملها، فالكثيرين منهم وقفوا سابقا مع صدام ومع سقوطه وقفوا مع احزاب البرلمان و نظرائهم من ايران، في قتل الشعب وكانت حصة الشيعة منها هي الاكبر

عادل عبد المهدي، سقط وظيفيا وهو لم يسقط اليوم، سقوط عادل عبد المهدي تزامن مع سقوط اول متظاهر برصاص جلاوزته، واليعلم الجميع من ان الجماهير لن تكتفي بهذا السقوط، انها بانتظار محاسبته و محاكمته ومعه جميع نظراءه في نفس قفص الاتهام الذي جرى فيه محاكمة سفاح العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة