الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلعة التكنولوجيا الرقميه !

ادم عربي
كاتب وباحث

2019 / 11 / 30
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يمكن ان نطلق على العصر الحالي طبقا لطريقة الانتاج ، المرحله الثالثه للراسماليه ، مرحلة تكنولوجيا المعلومات ، لجهة كون الانتاج محوره التنافس في الحصول على هذه التكنولوجيا من قبل الراسماليين ، وهي تكنولوجيا ليست حكرا على طبقه معينه ، لجهة كونها من ابداعات ومواهب البشر سواء اكانوا فقراء او اغنياء ، شرقيين او غربيين ، فالمواهب لا وطن ولا قوميه ولا دين لها ، فالتميز الموهبي في عصرنا ، عصر الراسماليه الثالث ، هو محور الرئيسي للربح الفاحش ، سواء للفرد صاحب الموهبه او للشركة التي يعمل لها ، اذا كان ضمن منظومة انتاجها ، اي ماجورا ، او كان يبيع اختراعاته لحسابه الشخصي .

هذا النوع من الصناعات والقائم على افضل ما توصل له العلم في مجال تكنولوجيا المعلومات ، كميكروسوفت ، وابل وغيرها ، قائم على جهد اناس مبدعين وموهوبين في تلك المجالات وخصوصيتها انها قائمه على الموهبه ، ولذلك من يحدد سعر السلعه هو مقدار ما فيها من خدمات تعجز شركات ثانيه عن تقديمها ، بغض النظر عن كلفتها الفعليه ، فقد تكون كلفتها خمسة دولارات وتُباع بالف دولار ، وبالطبع تُباع بهذا السعر بسبب الطلب الشديد عليها من قبل المستهلكين الذين وجدوا مواصفاتهم في تلك السلعه ، في القديم كاانت شركة نوكيا الفلنديه رائدة في مجال الاتصالات واجزة النقال او المحمول وسيطرت على سوق العالم فترة طويله ، حتى ظهرت شركة ابل الامريكيه في مجال الاتصالات والاجهزه الخلويه بتكنولوجيا مختلفه تماما مما ادى الى اختفاء شركة نوكيا من الاسواق لعدم قدرتها على المنافسه في هذا المجال .

ان السلعه هنا قيد الدراسه تاخذ قيمتها من التقنيات التي تحملها ولا تاخذ قيمتها من عدد ساعات العمل المخزونه فيها ، ان محورها سر تقني امتلكته الشركة ، لكن اليس عدد ساعات العمل من يحدد قيمة السلعه ؟ طبعا نعم ، لكن في حالتنا تلك انني باختراعاتي رفعت من القيمه التبادليه لسلعتي ، وحتى لا يخطلط الامر علينا ، فلنفرض انني املك مصنعا لانتاج الدفاتر البيضاء على سبيل المثال وانا ابيع الدفتر بدولار واربح ، في ذات يوم اتاني د . افنان القاسم وعرض علي تسويد دفاتري بما يكتب من جميل الادب مقابل مبلغ من المال ، وانا قبلت عرضه وسودت دفاتري بجميل ادب الدكتور افنان ، وانزلت كتبي الى السوق لابيع النسخه الواحده بعشرة دولارات بدل من دولار ، الا اكون بتلك الحاله قد رفعت من القيمة التبادليه لسلعتي ؟ طبعا نعم ، ومع العلم ان عدد الساعات المخزونه في الدفتر الابيض والاسود واحده ، الا انني حققت ربح مقداره عشرة اضعاف .

لكن ما النظره الماركسيه او حسب الاقتصاد الماركسي الى هذا المبدع الذهني ؟ كيف سنتعامل معه ؟ عامل ذهني؟ في الحقيقه صاحب الاختراع اذا ما باع اختراعه للراسمالي وقبض ثمنه هو تاجر ، والتاجر يغتني ، وهذا ما حصل مع المبدع الذي باع ابداعه ، لكن ماذا لو قرر الراسمالي توظيف ذاك المبدع بمبلغ خيالي للعمل في شركته ، كيف سنتعامل معه ؟ لقد كفّ ان يكون تاجرا ، واصبح ضمن منظومة الانتاج الراسمالي يعمل باجر ، اصبح عاملا ماجورا ، ان ماركس لم تهمه الافكار في كتاباته في الاقتصاد السياسي ، صاحب العمل المبدع هنا وان عمل للراسمالي باجر ، يقدم عملا نافعا للمجتمع وضروري والراسمالي احسن تقديره واجزل عطائة ، لكن هذا لا يعني ان كل من يقدم عملا ضروريا هو بروليتاريا او كما يُسميها البعض البروليتاريا الذهنيه ، ولا يجوز حسابها بالساعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد اشرف الحقني فيسبوك
ادم عربي ( 2019 / 11 / 30 - 11:48 )
شكرا لمرورك ، ما المساله التي تُريد توضيحها ، حتى اوضحها لك
تحياتي


2 - وصفت فأحسنت ولكن:
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 30 - 17:47 )
من خارج التكنولوجيا يرمي المزارع في فرنسا من إنتاجه للبطاطا ثلثه أو نصفه أو حتى ثلاثة أرباعه في البحر، لتحافظ السوبر ماركيتات على أسعارها، بينما قوة الشراء الضعيفة نسبيًا يلزمها خفض الأسعار بما أن البطاطا كثيرة، لكن اللعبة (هذه المفردة من عندك) لعبة السستم القائم في الغرب لا تتوقف عن الدوران لغايتين الأولى الإبقاء على سياسة التقشف التي عمادها دافعو الضرائب، وهنا يدخل السستم في فضاء معقد لا يمكن حصره، وبعدم إمكانية حصره تبقى الأمور على ما هي عليه لصالح الطبقة المسيطرة، والثانية الإبقاء على سياسة التضخم التي تحكم كل العلاقات في المجتمع الرأسمالي، وقس على ذلك كل السلع وليس البطاطا وحدها بما فيها التي عمادها التكنولوجيا... أريد من دكتوري الغالي مقالاً ثانيًا!


3 - ابشر يا طويل العمر
ادم عربي ( 2019 / 11 / 30 - 21:26 )
نفس الشيء لمزارعي الفواكه في كندا ، المزارع يبيع ل محطة التسليم ربع كمية الفواكه والباقي منهم من يتركها ومنهم من يبيع ما امكن من تحت الطاوله للمسخمين ، وانا ياما اشتريت منهم من قلب المزرعه بسعر زهيد ، نعم تحليلك سليم فيما يختص بالطبقمه المسيطره ، مصالحها مع التقشف والتضخم ، لانهم هم دافعي الضرائب في الاساس ، وهم من يتهربون اكثر الناس ، بعكس الموظف او العامل الذي يُخصم عليه الضريبه قبل ما يشوف راتبه وكامله ، التضخم سياط لسوق القطيع ، كذلك التقشف معناه خذ اقل وهاات اكثر ، وكله لصالح الراسماليين

اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات