الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظام الفاسد والعميل في العراق

جعفر المظفر

2019 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لفترة قاربت الستة عشر عاما كانت المناطق الغربية من العراق صعودا إلى الموصل تتحمل بشكل رئيس أعباء ومأسي ومجازر النظام الجديد في العراق بعد عام 2003.
لقد قُتل الكثيرون من أهلنا العراقيين هناك, وطورد منهم عشرات الألوف بتهمة مساندة الإرهاب, وشن عليهم المالكي حرب البحث عن يزيد رافعا في يده اليمنى بندقية وفي اليسرى المادة 4 إرهاب, وما زال الكثيرون منهم مهجرين في الخيام ومحرومين من العودة إلى منازلهم بينما تم حرمان الكثيرين منهم من مصدر رزقهم الوحيد وهو الوظيفة تحت ذريعة قانون اجتثاث البعث في حين أبقت حكومة المالكي بشكل خاص على العديد من (البعثين الشيعة) في وظائفهم المدنية والعسكرية, وحتى أنها ضمتهم إلى قياداتها العسكرية والإدارية والحزبية.
إن هناك الكثير من المآسي التي يطول شرحها والتي كان ممكنا تلافيها لو أن حكومة المالكي الطائفية والفاسدة والعميلة كانت قد تفاهمت مع معتصمي الأنبار واستجابت للكثير من مطالبهم العادلة. غير أن سياق المآسي والنكبات التي واجهتها تلك المناطق من عراقنا العزيز لم تكن منعزلة عن نيات مبيتة لتدجينها وإعادة تكوينها بالإتجاه الذي ينسجم مع حكم المحاصصة اللعين كما وإنها لم تكن تخلو من نوايا طائفية ثأرية مبيتة ضد أهالي تلك المناطق.
ليس بالمقدور ولا من الحق نسيان دعم البعض من (طائفي السنة) لمجرمي القاعدة وداعش ومساهمة البعض من عسكري صدام دعم هذين التنظيمين الإرهابيين اللذين أوغلا في دماء الكثيرين من الأبرياء العراقيين وخاصة من الشيعة. لكن إذا ما حسبنا على الطائفة الشيعية كون (الدعوة) منهم وقوات بدر أيضا, وأن هذين التنظيمين بشكل خاص كانا قد تجندا في الجيش الإيراني الذي كان قاتل ضد العراق طيلة حرب الثماني سنوات ثم ساهما مع الإحتلال الأمريكي في التأسيس لحكم المحاصصة الطائفية اللعين, ثم أغرقا في الفساد مع بقية الشلة من أمثالهما وبشكل يصعب تخيله, إذا حسبنا كل ذلك فسيكون من الأوفق أن يتخلى العراقيون عن لوم بعضهم البعض, وليحسبوها ربما على طريقة (من كان منكم بدون خطيئة فليرمها بحجر) ويتوجهوا لإلقاء جميع الطائفيين والإرهابيين في مزبلة التاريخ ثم يتفرغوا لبناء وطنهم على أساس الهوية الوطنية لا غيرها.
إن مراجعة سريعة لأحداث الخمسة عشر سنة الماضية ستكشف لنا عن عمق المآسي التي عانت منها المناطق الغربية والشمال العربي من العراق وبخاصة مدينة الموصل. في الوقت عينه كان معظم العراقيين من مدن الجنوب والفرات الأوسط وبغداد العاصمة ملتفين حول حكم الطائفيين منهم, داعمين له وساكتين عن تجاوزاته وجرائمه المشينة بحق المناطق العراقية (السنية).
ولنكن صريحين مع أنفسنا ومصيبين في وضع النقاط على الحروف, فلولا أن الأحزاب الطائفية الشيعية قد أغرقت في فسادها إلى الحد الذي تفشى فيه الفقر بمستويات مخيفة ثم راحت تتبارى علنا في عمالتها لنظام الآيات في طهران إلى درجة الإغراق في إهانة كرامة العراقيين وتجريح هويتهم الوطنية, ولولا أن جيلا جديدا من العراقيين الشيعة كان قد ولد في أجواء من الحرمان والقهر والبؤس الشديد وفقدان الأمل بالمستقبل, لولا ذلك لما تحركت مناطق الجنوب والوسط الشيعي لكي تعلن ثورتها العظيمة ضد نظام المحاصصة الطائفية العميل واللعين.
إن ما من ثورة في العالم إلا ولها أسبابها وظروف نضجها الموضوعية والذاتية وساعة صفرها. وسوف لن يكون صعبا إذا ما قارنا ظروف المنطقتين المعنيتين بالحديث هنا أن ندرك أن سياقات التكوين الإجتماعية والسياسية لكليهما كانت قد إختلفت وتباينت إلى الدرجة التي إختلفت بموجبها طبيعة وتوقيتات ردود أفعالهما, فالمناطق الغربية من العراق صعودا إلى الموصل كانت منشغلة تماما في تعداد قتلاها ومفقوديها ومهجريها وخيامها وسجنائها. لقد كانت وما زالت تحت صدمة التقتيل والتهجير والملاحقة والخوف من مشنقة المادة أربعة إرهاب, أما القوى الطائفية العميلة لإيران فهي لم تدخر جهدا في شق الصف الوطني العراقي وتجييش الشيعة ضد أشقائهم في الوطن سنة العراق.
إن المناطق الغربية من العراق صعودا إلى الموصل كانت في حالة إنفجار دائم ولم تهدأ إلا في السنوات القليلة الماضية, وهي لا تحتاج إلى من يمنحها رسم الوطنية أو يعيب عليها موقفها من ثورة المناطق الجنوبية والوسطى من العراق, فإذا ما أراد أحد أن يلعبها طائفية فسوف نطلب منه الذهاب إلى ساحة التحرير وشوارع بغداد الثائرة ونتحداه عندها لو أنه إستطاع أن يميز بين ثائر عراقي وآخر على أساس هويته الطائفية أوالدينية. ثم نطلب منه الإنتظار قليلا لأن إلتحاق أهلنا في بقية مناطق العراق صعودا إلى الموصل آتٍ ولا ريب فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟