الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب

ازهر عبدالله طوالبه

2019 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكُن الشّعب الأُردني شعبا نرجسيّا ولا إنطوائيا، يُكرّس اهتماماته بما يعنيه فقط، غير آبهٍ لما يحصُل على الأراضي العربية التي تُثقلها الحروب وتقسو عليها المؤامرات بل كانَ وما زال شعب مِعطاء يُمثِّل وطناً عربياً بكافةِ شعوبهِ، يُسّعِدَهُ سعادة تلكَ الشّعوب حينما تكون السّعادة تغمرُها أو - على أقلِ تقدير- تكون قد وقعَت على أحد فئات تلكَ الشعوب، ويحزن هذا الشّعب عندما يرى خيمةُ الحُزنِ قد بدأت تنّصبُ نفّسها حُزنا على جميع الشعوب العربية بعد أن قسَت الآلام والخيبات والنّكساتِ على تلكَ الشّعوب البسيطة، فكما رأيناهُ وهو يفّتح ابوابه إلى أشقائه الفلسطينين المُهجّرين، عاد واسّتقبل إخوتهِ من العراق وسوريا وليبيا و مصر، وجميع الشعوب المُضطهدة، إستقبلَها بعد أن سُرقَت إرادتها ودُمّرت أحلامها وشُرّدَت أمانيها من قبلِ قيادات شتَّتَت وقسّمت وعملَت على مُحاصصة تلك الأوطان حسّبما طُلبَ منها، تحقيقاً للأهداف التي أتَت من أجلِها، وقد وصلَ به الأمر إلى أن يتحمّل كافة الضغوطات السياسية والإقتصادية مُقابل الدفاع عن الأراضي العربية، ومُقابل الحفاظ على كرامة المواطن العربي .

لم يكُن الشّعب الأردني - على مدار السنوات الماضية- يبّحَث عن بطولاتٍ وظهورٍ مصّلحي يُزيد من وزّنهِ في الميزان الدولي، ولا حتى مُتسلّقاً على أكتافِ القضايا المصيرية، مع أنّهُ في حاجةٍ ماسة إلى تحسينِ وضعهِ سياسياً وإقتصاديا بأي شكلٍ من الأشكال، لكنّه يرفضُ رفضاً قاطعاً جميع الحلول التي تُقدّم لهُ ؛ لأنّهُ يرى بها ضياع هيبة، وخُسران كرامة، وتجزئة أراضي مُجزئة .

اليوم وبعد أن قامَ الشّعب الأردني بالايام الماضية بإحياء الذكرى الثامنةِ والأربعين لإغتيالِ أحد رموز الوطن بل أهمّها والتي كانَ لها دور كببر في زرعِ هذه الكرامة التي ميّزت المواطن الأردني عن غيره، والتي دافعَت بكُل ما اوتيَت من قوّة وتمتَّعَت بكرازيما شخصيّة جسّدَت فيها كُل معاني الوطنية والإخلاص والتفاني في خدمةِ الأوطان، بل كانَ حبَّ الوطن عند تلكَ الرموز من أحد الأسباب التي عجّلَت بخروجِ الروح الزّكيةِ إلى بارئها، فمنَ الواجبِ علينا أن نُحييا الشّعب والوطن من جديد وكما ارادَت لهُ تلكَ الرموز أن يكون، فيجب علينا أن نأخذَ الوطن والشّعب إلى سكّةِ الأمان، وأن نسيرَ بهما إلى برّ السلام وفقَ خطةٍ سياسية وإقتصاديةٍ شاملة، تسعى للحفاظ على الوحدة الوطنية، وإلى إعادة الهيبة الحقيقية للدولة والتي يبّحَث عنها كُل مواطن غيور، يخافُ على الوطن كما يخافُ على أعضاء جسده .

عاشّ الشّعب الأردني، وعاش الوطَن الابي، ورحمَ الله رموزنا الحُرّة المِعطاءة الأصيلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام